ad a b
ad ad ad

بعد تولي «الدبيبة».. حالة من التفاؤل المشوب بالحذر تسود الأجواء الليبية

الخميس 11/فبراير/2021 - 03:36 م
المرجع
سارة رشاد
طباعة

حالة من التفاؤل المشوب بالحذر تسود الأجواء الليبية عقب دخول البلاد مرحلة انتقالية جديدة، السبت 6 فبراير، بانتخاب سلطة تنفيذية مؤقتة موحدة، معنية بإدارة شؤون البلاد وتهيئة المشهد لإجراء انتخابات ديمقراطية في ديسمبر 2021.


 رئيس الحكومة الجديدة،
رئيس الحكومة الجديدة، عبدالحميد الدبيبة

ورغم ما صرح به رئيس الحكومة الجديدة، عبدالحميد الدبيبة، لوكالة «الأناضول» التركية، الأحد 7 فبراير، من وصفه لتركيا بـ«الصديقة والحليفة والشقيقة»، فإن ذلك لا يعكس الميل نحو تركيا على غرار سلفه «فائز السراج» الذي قاد حكومة مؤدلجة لصالح جماعات الإسلام السياسي.


ووفقًا لتقديرات الباحثين، فالعلاقات مع تركيا تحديدًا تمثل تحديًا بارزًا للحكومة الجديدة، إذ مطلوب منها تحديد موقفها من اتفاق ترسيم الحدود الذي عقدته الحكومة السابقة مع تركيا وقضى بمصالح للطرف الثاني، بل سمح لها بالتدخل عسكريًّا في ليبيا.


ولا تتعجل شخصيات ليبية في الحكم على الإدارة الجديدة، باعتبارها الأولى منذ سنوات بعيدة، التي تتولي إدارة البلاد كاملة، وفي نجاحها إنقاذ للدولة الليبية من الانقسام ومن ثم الحلول العسكرية، ولذلك شدد رئيس البرلمان الليبي، عقيلة صالح، على ضرورة «إعطاء فرصة للحكومة الجديدة» التي سيؤلفها "عبدالحميد الدبيبة"، مضيفًا: «إذا حادت الحكومة الجديدة عن الطريق سيكون لنا موقف».


وتعهد صالح الذي خسرت قائمته في الانتخابات الأخيرة رغم التوقعات الكبيرة بالفوز، بالاستمرار في الجهود السياسية لإكمال المسيرة لإخراج البلاد من محنتها السياسية، إذ قال إنه يعمل على خروج القوات الأجنبية من ليبيا، مضيفًا أن هذا الأمر«سيحدث قريبًا»، مؤكدًا أن مبادرته «ترتب عليها وقف إطلاق النار الذي تم اعتماده دوليًّا وعدم تغول القوات الأجنبية في ليبيا».


وميدانيًّا، قال رئيس البرلمان الليبي: «إن الطريق الساحلي سيتم فتحه قريبًا».


 الكاتب السياسي المصرى
الكاتب السياسي المصرى عمرو الشوبكي

عوامل نجاح


بالرغم من المهمات الصعبة المكلفة بها الإدارة الليبية الجديدة، من توحيد للمؤسسات في بلد عاش لسنوات انقسامًا حادًا، أسفر عن خلق دولتين داخل الدولة الواحدة، إلا أن ثمة نقاط قوة تتميز بها الحكومة الجديدة، وتشير إلى إمكانية نجاحها.


أولى هذه النقاط؛ فشل ما يمكن تسميته بـ«المعادلة الصفرية»، أو الخيار العسكري، ويشار به إلى أن كلًا من الأطراف الليبية الشرقية منها والغربية عجزت عن المرور إلى منطقة الآخر، حينما تثنت لهما الفرصة في المعركة، فلم يتمكن المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي، من الاستحواذ على العاصمة، وعجزت حكومة الوفاق بكل ميليشياتها ومسلحيها المأجورين عن العبور إلى الجانب الشرقي.


ويثبت فشل صعوبة الحل العسكري بل وفشله، الأمر الذي يجعله بعيدًا جدًا في كل مرة يحدث فيه خلاف في وجهات النظر.


يقول الكاتب السياسي المصري عمرو الشوبكي: «إن وجود رجل أعمال على رأس الحكومة يجعل لغة المصالح والصفقات والمرونة السياسية غالبة على أى مفردات أيديولوجية أخرى، ما يعزز من فرص الدول الأخرى وتحديدًا مصر للعب دور فاعل بالتواصل مع هذه التشكيلة لا تركها تذهب للتحالف مع تركيا الواقعة على بعد آلاف الأميال من الحدود الليبية».


وتطرق فى مقال له إلى المصالحة الخليجية وانفتاح مصر نسبيًّا على شخصيات من الغرب الليبي، معتبرًا أن كل ذلك معطيات جديدة لم تكن متوفرة خلال إدارة حكومة الوفاق، لاسيما حضور إدارة أمريكية جديدة بالمشهد، قد يكون لديها رغبة للدفاع عن المسار السياسي الليبي الجديد.


ومع كل ذلك تبقى تجربة اتفاق الصخيرات (2015) الذي أسفر عن حكومة موالية للجماعات الإسلامية قائمًا، إذ يخشى الليبيون تكرار التجربة مع الحكومة الجديدة.


للمزيد.. أذرع الغزو التركي وداعمو الإرهاب في ليبيا على قوائم مرشحي المناصب السيادية

 

"