ad a b
ad ad ad

رقعة القمع تتسع.. طلاب «البوسفور» في قبضة نظام «أردوغان»

الإثنين 08/فبراير/2021 - 11:54 ص
المرجع
نورا بنداري
طباعة

مع مطلع يناير 2021، شهد الشارع التركي احتجاجات طلابية في جامعة بوغازيتشي «البوسفور»، الأمر الذي دفع الأجهزة الأمنية لممارسة الاعتقالات بحق الطلبة المحتجين الرافضين، للقرار الخاص بتعين «مليح بولو» عضو حزب العدالة والتنمية الحاكم، واصيًا على الجامعة.


وتزايدت الاحتجاجات الطلابية، التي رفعت شعارات، «لا نريد عمداء أوصياء من الحكومة»، «لا نريد أمناء على الجامعة»، «نريد جامعة حرة»، ومع هذه الشعارات، ارتفعت حدة قمع السلطات الأمنية، إذ لا يخلو يومًا إلا ويعتقل عدد من الطلبة، وصل عددهم حتى الآن 250 شخصًا في إسطنبول و69 آخرين في أنقرة، وذلك منذ انطلاق تلك الاحتجاجات، الغالبية العظمى منهم من الطلاب.

رقعة القمع تتسع..

ورغم تلك الاعتقالات، يصر الطلبة والأكاديميون على تقديم «بولو» استقالته، إذ يرون أن تعيين «مليح بولو»، رئيسًا للجامعة هي محاولة من نظام رئيس البلاد رجب طيب أردوغان، للسيطرة على آخر المؤسسات ذات الميول اليسارية في البلاد، وخوفًا من زيادة احتكار السلطة، وتقويض المعايير الديمقراطية، إذ سبق وقام نظام «أردوغان» بإغلاق أكثر من 12 جامعة في جميع أنحاء البلاد منذ انقلاب 2016 المزعوم.


وبالرغم من تصاعد تلك الاحتجاجات، إلا أن «مليح بولو» يصر على التمسك بمنصبه كرئيس لجامعة البوسفور، مشددًا على أن تعينه جاء بمرسوم رسمي من قبل الحكومة، وزاعمًا أن للطلاب الحرية في الاحتجاج كما يشاؤون.


اعتقالات وتهديدات

في 2 فبراير 2021، داهمت قوات الأمن التركية، منازل بعض طلاب جامعة بوغازيتشي، واعتقلت 28 منهم في 13 مقاطعة بزعم مقاومتهم أثناء فض التظاهرات الاحتجاجية.


وهدد عضو حزب العدالة والتنمية «شامل طيار»، طلاب جامعة البوسفور، في تغريدة على حسابه بـ«تويتر»، قائلا: «من يحاولون الاحتجاج على تعيين بولو، وحولوا القضية إلى عنف رافعين شعار (الشرطة القاتلة)، والذي يسعون خلف حدوث انقلاب، والذين يريدون تعكير صفو البلاد، عليهم جميعًا أن يعلموا أن مصيرهم سيكون أسوأ من مصير من كانوا في ليلة 15 يوليو».


أما الرئيس التركي فقد حذر المعارضين له من الانسياق وراء الاحتجاجات الطلابية، زاعمًا أن نظامه سوف يكشف في القريب عن الوجوه الحقيقية لمن يحاولون تغطية أهدافهم بقناع الديمقراطية والحرية.


وكانت وزارة الخارجية التركية أعلنت في بيان لها، الخميس 4 فبراير 2021، رفضها الانتقادات الدولية الخاصة بقمع السلطات الأمنية لمتظاهري جامعة بوغازيتشي، مؤكدة أن قوات الأمن ستواصل عملها في أداء واجباتها ومسؤولياتها.

رقعة القمع تتسع..

تحذيرات دولية

وقد أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية «نيد برايس» عن قلقه من قمع الشرطة التركية مظاهرات طلاب جامعة بوغازيتشي، كما أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، رفضها لانتهاكات قوات الأمن بحق طلاب الجامعة.


ويوضح «هشام النجار» الباحث المختص في شؤون الجماعات الاسلاموية، أن تعيين «بولو» يأتى لرغبة نظام أردوغان في الهيمنة على كل المؤسسات، وجعلها تحت سيطرته، ومنع أي تحركات ضد نظامه؛ لأنه يتحسب لأي تحرك خاصة من أوساط الطلبة والشباب.


ولفت «النجار» في تصريح خاص لـ«المرجع»، إلى أن الغضب مكبوت تحت رماد تركيا بأكملها، وينتظر شرارة كتلك ليعم البلاد كلها بالنظر إلى ممارسات أردوغان ونظامه القمعي ضد المعارضين والصحفيين، وكل من يرفض سياساته ورغبته في مواصلة هذا النهج من خلال مطالبته بتعديل الدستور وتمهيده لذلك.


وأوضح الباحث المختص في شؤون الجماعات الاسلاموية أن الرئيس التركي اعتاد هذا التكتيك، إذ يبالغ في التصعيد اللفظي من جهة وسرعان ما يتخذ موقفًا متراجعًا، لافتا إلى أن إمكانية تراجع أردوغان عن أعماله القمعية، وارد خاصة مع الظروف الحالية التي يبحث فيها عن وسيلة لتهدئة مع أوروبا حتى يستطيع التعامل مع الإدارة الأمريكية الجديدة.

"