بشبكة إرهابية كبيرة.. «القاعدة» يمدد نقاط تمركزه نحو بنين وساحل العاج
تمكن تنظيم القاعدة من نسج شبكة
مترامية الأطراف بغرب أفريقيا، مستغلًا عوامل سياسية واقتصادية واجتماعية سهلت من
تنامي نفوذه بالمنطقة، كما بلورت صراعًا أمنيًا بين الأفرع الإقليمية والقوات
الأجنبية الموجودة لحفظ الأمن، وبالأخص الفرنسية منها.
ففي ظل خطابات أكاديمية حول تراجع شعبية أيمن الظواهري وتدني دور القاعدة في خريطة التنظيمات الإرهابية ذات البعد الدولي مقابل سيطرة أعلى لتنظيم داعش، فإن القاعدة استطاعت استقطاب وتجنيد الشباب لأفرعها بالمنطقة الأفريقية، مستفيدة من توطن بعض الصراعات العرقية والإثنية والدينية بالمنطقة، وكذلك نسب الفقر والبطالة.
تخوف فرنسي من نفوذ القاعدة
تأتي بنين وكوت ديفوار (ساحل العاج) ضمن قائمة الدول التي استطاع تنظيم القاعدة مد نفوذه إليهما، ما يزيد مخاوف الجهات الفرنسية حول الأوضاع الأمنية واحتمالات التعاون بين فروع التنظيم في المنطقة بشكل عام.
نقلت سبوتنيك في 1 فبراير 2021 تصريحًا لرئيس هيئة الاستخبارات الخارجية بفرنسا، برنار إيمييه أعلن من خلاله معلومات حول مشروع توسعي تسعى له القاعدة في بنين وكوت ديفوار، مضيفًا بأن الجهات المعنية اجتمعت في مالي من أجل دراسة الأمر وتجهيز القوات لشن عمليات عسكرية كبرى تحول دون وصول تنظيم القاعدة لهدفه منعًا لتفاقم الأوضاع الأمنية في المنطقة.
وأعرب رئيس الاستخبارات الفرنسية عن أمله في أن تحقق الخطط الأمنية الموضوعة تقدمًا في حفظ استقرار المنطقة بعد رصد نشاط كبير لتنظيم القاعدة الذي أرسل خلال الآونة الأخير عددًا كبيرًا من الإرهابيين نحو بنين وكوت ديفوار إلى جانب تشاد ونيجيريا والنيجر.
مآلات نفوذ القاعدة في بنين وكوت ديفوار
في خضم الصراع الدائر بين القاعدة وداعش حول نقاط التمركز الأفريقية وحرب النفوذ بالمنطقة خطط تنظيم القاعدة لإمداد نفوذه إلى بنين وساحل العاج بغرب القارة وسط احتدام القتال مع داعش بسوريا والعراق، وفي مارس 2016 نفذ القاعدة فرع المغرب الإسلامي هجومًا ضد ثلاثة فنادق في مدينة جراند بسام بجنوب شرق ساحل العاج ما خلف حوالي 16 قتيلا وعشرات المصابين.
وكان هذا الهجوم بمثابة إعلان عن نفوذ بات متصاعدًا للتنظيم في المنطقة؛ ما يعني تعقيدًا للمشهد، فخريطة المنطقة تظهر تماسًا للحدود بين بنين وبوركينا فاسو التي تتمدد بداخلها القاعدة وتنفذ بها هجمات عاتية ضد مناجم المعادن النفيسة، وفي ذلك احتمالية للتعاون وربما ولايات مشتركة تهدد الأمن الاجتماعي والعقائدي عبر دعوات تضعف من أهمية الحدود الوطنية مقابل التزامات التنظيم الإرهابي، فيما ترتبط ساحل العاج أيضًا بحدود مشتركة مع بوركينا فاسو.
وعن الصراع بين تنظيم داعش والقاعدة فهناك حدود مشتركة بين بنين ونيجيريا التي يتصاعد بداخلها نشاط التنظيم الداعش المتمثل في جماعة بوكو حرام، وهو يدل على أزمة أمنية قد تتفاقم تبعاتها إذا لم تحل الأسباب التي تجعل من الشباب فريسة أسهل لتلك التنظيمات إلى جانب معالجة السبل التي تصل بها الأسلحة والمعدات العسكرية للإرهابيين.
ويظهر مؤشر الإرهاب الدولي لعام 2020 والصادر عن معهد الاقتصاد والسلام بسيدني الأسترالية والخاص بنسب الضحايا الناجمين عن العمليات المتطرفة صعودًا في ترتيب بنين، والتي ارتفعت حوالي 65 مركزًا بالتصنيف الحالي عن الذي يسبقه كنتيجة لاضطرابات أمنية تضرب المنطقة.
الدور الدولي في المعاقل الجديدة للقاعدة
يقدم الإنتربول خدمات واسعة لكوت ديفوار وبوركينا فاسو للقبض على الإرهابيين المشتبه بتنفيذهم هجمات مشتركة في المنطقة وسط نفوذ القاعدة المتنامي هناك، ففي مايو 2020 ساعدت المعلومات المقدمة من الإنتربول في القبض على إرهابيين نفذوا هجمات بالدولتين ضد مناطق عسكرية ونقاط أمنية.
كما تشترك الدولتان بوركينا وساحل العاج في تنظيم عمليات عسكرية لضرب معاقل المتطرفين، ففي مايو 2020 أطلقت الدولتان عملية كوموي على الحدود بينهما تمكنا من خلالها من تدمير قاعدة للإرهابيين، وقتل 8 منهم واعتقال آخرين، وذلك بمساعدات دولية لتحجيم الإرهاب بالمنطقة.





