«رسائل عشق» تركية لأوروبا بفعل المتغيرات الأمريكية

في تفسيره لما يطرأ على الخطاب السياسي التركي الجديد الذي تُظهر فيه أنقرة مواقف مغايرة على أكثر من صعيد، قال رئيس حزب «المستقبل» التركي أحمد داوود أوغلو، إن رئيس البلاد رجب طيب أردوغان كان مستبدًا في عهد الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، وإصلاحيًّا في عهد الرئيس المنتخب جو بايدن.
الربط الذي أقامه أو«غلو» بين سياسات تركيا
وتحديدًا رئيسها أردوغان والإدارات الأمريكية، عائد إلى مواقف جديدة بدأت تركيا في
تبنيها مع قرب دخول الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن البيت الأبيض.
وفيما تنتظر الولايات المتحدة أسبوعًا فقط لتسلم «بايدن» مقاليد الحكم (20 يناير الجاري)، استبقت تركيا الحدث بتصريحات وصفها
البعض بتراجع على أكثر من مستوى.

مواقف متغيرة
من إعرابها عن ترحيبها بخيار المصالحة التي أقامتها دول المقاطعة الرباعية (السعودية، الإمارات، مصر، البحرين) مع قطر الأسبوع الماضي، في تدعيم لشعار التعاون، إلى التغزل في أوروبا، كانت التصريحات التركية لافتة.
وتولي أنقرة أهمية كبيرة لملف العلاقات مع أوروبا، إذ كرر وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، الثلاثاء 12 يناير 2020، تصريحات الرئيس التركي خلال الأسابيع الأخيرة في اتصال هاتفي برئيس الاتحاد الأوروبي، والتى أكد فيها وعي بلاده بأن مستقبلها مع الاتحاد.
وتعهد «أوغلو» بإدخال تركيا إصلاحات على سياساتها، مطالبًا الاتحاد الأوروبي بالتجاوب مع هذه التصريحات بدعم أنقرة في خطها الجديد.
من جانبه تودد «أردوغان» إلى أوروبا، قائلًا الثلاثاء، إن بلاده ترغب في إعادة العلاقات مع أوروبا، مقترحًا أن تتحول منطقة شرق المتوسط إلى ساحة للتعاون.

الرد الأوروبي
بينما تبدو التصريحات التركية لم تصل بعد إلى آذان المسؤولين بالاتحاد الأوروبي، إذ لم يطرق الاتحاد حتى الآن إلى مواقف أنقرة، فعلق مقرر البرلمان الأوروبي بشأن تركيا ناتشو سانشيز أمور، قائلًا إن الاتحاد لا يريد «رسائل عشق»، بل يريد حقائق ملموسة.
وأوضح «أمور»، بحسب صحيفة «زمان» التركية المعارضة أن من ضمن الأدلة الملموسة التي يمكن أن تقدمها تركيا على رغبتها في الانضمام إلى التكتل الأوروبي والالتزام بسياساته، هي الامتثال لقرارات المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان والإفراج عن الرئيس المشارك السابق لحزب الشعوب الديمقراطي، صلاح الدين دميرطاش، ورجل الأعمال عثمان كافالا.
وتابع مقرر البرلمان الأوروبي: «الاتحاد الأوروبي يريد الآن أن يرى أن تصريحات أنقرة لم تكن مجرد كلام، ويريدها أن تنفذ وعود الإصلاح التي تعهدت بها في بداية عملية العضوية الكاملة».

الكتلة الغربية
ويعلق المحلل السياسي المختص بالشآن التركي، محمود علوش، قائلًا إن تركيا لديها خطاب سياسي جديد هذه الفترة، لا يقتصر فقط على ملف العلاقات مع أوروبا، ولكنه يتضمن مواقفها من دول إقليمية.
وفسر في تصريحات صحفية ذلك بالمتغيرات الأمريكية، قائلًا إن تركيا تعمل هذه الفترة على التأكيد على هويتها الغربية، بعد ميلها خلال السنوات الأخيرة إلى الشرق، موضحًا أن أنقرة لاحظت اللغة التي باتت تنزعها من الكتلة الغربية، وهو ما تحاول نفيه اليوم بتأكيدها على رغبتها في الانضمام للاتحاد الأوروبي.
للمزيد.. تركيا ترحب بقرار فتح الحدود بين قطر والمملكة العربية السعودية