ad a b
ad ad ad

تقرير حقوقي: تركيا تعمل على توطين الميليشيات المسلحة في شمال شرق سوريا

الخميس 07/يناير/2021 - 02:49 م
المرجع
إسلام حامد
طباعة
أصدرت مؤسسة «ماعت» للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، الثلاثاء 5 يناير 2021، تقريرًا بعنوان «قتل وتشريد ونزوح.. حصيلة التدخل العسكري التركي في شمال شرق سوريا»، تناول العمليات العسكرية التي شنتها القوات التركية خارج أراضيها خلال الفترة الأخيرة، خاصة في شمال شرق سوريا بهدف تحقيق أهداف سياسية وعسكرية واقتصادية، بالمخالفة للعديد من المواثيق والمعاهدات الدولية القانونية التي تنص على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والتي من بينها إعلان عدم جواز التدخل بجميع أنواعه في الشؤون الداخلية للدول، والذي تم اعتماده طبقًا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 36/103، والمادة الثانية الفقرة السابعة من ميثاق الأمم المتحدة، والتي تنص على عدم التدخل الخارجي في شؤون الدولة أيًّا كان نوعه.

انتهاكات تركية بالجملة

ألقى التقرير الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان المرتبطة بالعمليات العسكرية التركية في شمال شرق سوريا، حيث تم استهداف المدنيين والبنية التحتية في الشمال السوري، كما أوضح التقرير الآثار الإنسانية الناتجة عن هذه التدخلات العسكرية، والتي توضح معاناة المدنيين في شمال شرق سوريا.

وقال أيمن عقيل رئيس مؤسسة «ماعت» إن السلطات التركية شنت ثلاث عمليات عسكرية رئيسية في شمال شرق سوريا بهدف زيادة النفوذ التركي في سوريا وتحقيق مجموعة من المكاسب السياسية والاقتصادية على حساب المعاناة الإنسانية للمواطنين السوريين.

وأضاف «عقيل» أن تركيا تعمل على توطين الميليشيات المسلحة وعائلاتهم في شمال شرق سوريا بدلًا من السكان الأصليين حتى يصبحوا أداة فعالة في السياسة الخارجية التركية تحقق بهم أهدافها في مناطق النزاع المختلفة.

وأكد أن تركيا ارتكبت خلال هذه العمليات العديد من الانتهاكات لحقوق الإنسان من بينها: استهداف المدنيين، وتدمير البنية التحتية السكنية، وذلك بالمخالفة لاتفاقيات جنيف 1949 وبروتوكولاتها الإضافية، والتي تنص على عدم استهداف المدنيين في حالات الحروب والنزاعات المسلحة.

بث الفوضى

من جانبه قال شريف عبدالحميد مدير وحدة الأبحاث والدراسات بمؤسسة ماعت :إن الدولة التركية تستغل حالة النزاع والفوضى التي تشهدها بعض الدول واتخاذها كذريعة للتدخل في الشأن الداخلي لهذه الدول من أجل بث الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة ككل.

وأضاف عبدالحميد أن العديد من المؤشرات تُظهِر أن تركيا تعتزم مواصلة تمدُّدها في المنطقة، وأن هذا التمدُّد بات جزءًا من عقيدتها السياسية والإستراتيجية لترسيخ النفوذ الإقليمي، في ظل حكومة حزب العدالة والتنمية، بقيادة رجب طيب أردوغان.

وأكد مدير وحدة الأبحاث والدراسات بمؤسسة ماعت أن الدولة التركية، وعبر مشروع وإستراتيجية «العثمانية الجديدة»، باتت تتدخل في العديد من الدول العربية، عبر دعم أحزاب وميليشيات وأنظمة خارجة عن القانون، وذلك بهدف بث الفوضى والنيل من سيادة تلك الدول وتقسيم الأوطان، وأن من يتابع التدخلات العسكرية والاقتصادية التركية في المنطقة، سيكتشف حضور وتمدد تركيا في كل من سوريا ولبنان وليبيا واليمن والصومال وقطر، الأمر الذي ينتج عنه الكثير من انتهاكات حقوق الإنسان.
"