حزب «الإسلام» البلجيكي.. حضور باهت وطموحات هائلة
الإثنين 11/يونيو/2018 - 10:54 ص
أحمد لملوم
يسعى حزب «الإسلام» لتثبيت أقدامه على الساحة السياسية في بلجيكا، ويُعتبر حزبًا سياسيًّا حديثًا في البلاد، وفاز في الانتخابات البلدية 2012 -وهو العام نفسه الذي تأسس فيه- بمقعدين في مجلس بلدية العاصمة البلجيكية بروكسل.
ويثير قادة الحزب جدلًا واسعًا في بلجيكا بتصريحاتهم الإعلامية، خاصة مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات البلدية أكتوبر المقبل، وينافس فيها الحزب في 14 بلدية من أصل 19 تابعة لبروكسل، إذ يسعى الحزب لتطبيق الشريعة الإسلامية.
ويضع الحزب على الموقع الإلكتروني الرسمي له البرنامج الانتخابي الذي يسعى إلى تنفيذه حال فوزه في الانتخابات، ويتمركز حول «تطبيق الإسلام برؤية مغايرة عن المفاهيم القاتمة التي لصقت بالإسلام».
وكانت شركة النقل العام في بروكسل، أقالت مؤسس الحزب، رضوان أحروش، والذي يعمل بها كسائق، بسبب اقتراحه في حوار صحفي معه فصل الرجال عن النساء في وسائل النقل العامة، وأصدرت الشركة بيانًا نفت فيه أن يكون هذا الاقتراح ضمن رؤية أو سياسة الشركة تجاه المستفيدين من خدماتها.
واعتبرت «بيانكا ديبايت»، وزيرة الدولة المكلفة بتكافؤ الفرص في الحكومة البلجيكية، اقتراح «أحروش»، أمرًا مثيرًا للصدمة، ويتعارض مع القيم الديمقراطية، وقالت: إنها تُفكر بشأن رفع دعوى ضد الحزب على اعتبار أن أفكاره تتنافى مع الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان.
وعمل «أحروش» سائقًا في الشركة منذ عام 1993، وكانت أولى محاولاته لدخول مجال العمل السياسي في 1999، عندما أسَّسَ حزبًا سياسيًّا يُدعى «حزب النور»، لكن هذا الحزب لم يستطع جذب مؤيدين، ويُعرف عن «أحروش» نشاطه وسط مجتمع المسلمين الشيعة، في بروكسل منذ التسعينيات، كما شارك في إنشاء أول مسجد للمسلمين الشيعة في العاصمة البلجيكية.
ورغم عدم وجود إحصائية محددة عن إجمالي عدد المسلمين في بلجيكا، فإن أغلب المؤسسات الحكومية تقدر نسبة المسلمين بـ5% من عدد السكان الذي يبلغ 11 مليون نسمة، ويعيش معظم المسلمين في مدن «بروكسل وألونيا وفلاندر»، وارتفع عدد المسلمين في بلجيكا مع قدوم المهاجرين من المغرب وتركيا للعمل في بلجكيا في سبعينيات القرن الماضي.
ويؤرق صعود حزب «الإسلام» باقي الأحزاب السياسية، ففي الانتخابات البرلمانية 2014، حصل الحزب على 9412 صوتًا، أي ما يُمثل نسبة 2% من أصوات الناخبين، وهي نسبة عالية لحزب حديث العهد في الحياة السياسية، لكن هذه النسبة لم تمكنه من دخول البرلمان.
وبدأ نشاط الحزب في حي «مولينبيك»، الذي يقطن فيه قرابة 96 ألف نسمة، يُمثل المسلمون منهم 45%، وتُعتبر وسائل الإعلام الأوروبية هذا الحي بؤرة تمركز للإسلاميين المتشددين على مستوى أوروبا كلها، وكان خمسة أفراد من منفذي هجمات باريس عام 2015، والتي أسفرت عن مقتل 130 شخصًا وجرح 368 آخرين، من قاطني هذا الحي السكني.
ويدعو سياسيون إلى حظر الحزب باعتباره يدعو لقيم ومبادئ تتناقض مع الدستور البلجيكي، وقال بارت دو ويفر، رئيس حزب التحالف الفلامنكي الجديد: إنه «لن يتم تقديم أي تنازل عن قيم عصر التنوير»، مضيفًا أن من يعارضون مبادئ القيم الديمقراطية عليهم أن يرحلوا إلى أماكن أخرى ومكانهم غير موجود هنا، فيما قال جنيرولدين روتن، من الحزب الليبيرالي الفلامنكي: «إن كل من يحارب حريتنا سوف يجدنا بمواجهته».





