ad a b
ad ad ad

رغم مقتل أبي البرنامج النووي الإيراني.. طهران لا ترد

الثلاثاء 01/ديسمبر/2020 - 04:18 م
المرجع
اسلام محمد
طباعة
بالرغم من دعوة البرلمان الإيراني، الأحد 29 نوفمبر، السلطات إلى رد عاجل على اغتيال العالم النووي فخري زادة، وتوجيه الاتهام إلى الحكومة الإسرائيلية، لكن لا يبدو أن ردًّا يلوح في الأفق، بعدما حذر الرئيس حسن روحاني من الوقوع فيما أسماه «فخ الأعداء»، بما يعني الخوف من استدراج إيران لمواجهة عسكرية هي غير مستعدة لها.
رغم مقتل أبي البرنامج
وكانت وزارة الدفاع الإيرانية، أكدت الجمعة 28 نوفمبر، مقتل العالم النووي محسن فخري زادة، بعد وقت وجيز من استهدافه قرب العاصمة طهران.

وقالت الوزارة في بيان أورده الموقع الإلكتروني للتلفزيون الرسمي، إن محسن فخري زاده، الذي تولى رئاسة منظمة البحث والتطوير التابعة لها، أصيب «بجروح خطرة» بعد استهداف سيارته من قبل المهاجمين واشتباكهم مع مرافقيه، وأشارت إلى أنه توفي في المستشفى بعدما حاول الفريق الطبي انعاشه.

من جهته، أعلن نائب قائد مقر ثار الله، التابع للحرس الثوري الايرانى، محمد إسماعيل كوثري، الأحد، رفضه التعامل «العاطفي» مع حادث الاغتيال، قائلا: إن توقيت ونوع الرد غير واضحين.

وقال كوثري في تصريح لوكالة أنباء العمال الإيرانية حول مقتل زاده: «لا يمكننا التعامل مع الموضوع عاطفيًّا، ولكننا لن ننسى ذلك أبدًا»، «سننتقم لهؤلاء الأعزاء، لكن توقيت ومكان ونوع الانتقام ليس واضحًا، الأمر بيد المسؤولين لتحديد ذلك».

وأتت تلك التصريحات بعدما أشار كل من قائد الحرس الثوري، حسين سلامي، وقائد الجيش الإيراني، عبد الرحيم موسوي، في تصريحاتهم بخصوص الحادث، إلى كلمة «الانتقام»، لكن المرشد الإيراني، علي خامنئي، أكد ضرورة «ملاحقة ومعاقبة» منفذى اغتيال فخري زاده، في حين كان قد استخدم في تصريحاته عقب مقتل قاسم سليماني كلمة الانتقام.

وحاولت الصحف الحكومية التأكيد على أن الرد الإيراني سيكون في الوقت المناسب، ولوحت بضرورة تأجيل الرد، وعدم المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة في فترة إدارة الرئيس دونالد ترامب، وهو خطاب يعارضه الأصوليون بشدة، بحيث يؤكدون ضرورة الرد العاجل على من قام بعملية الاغتيال.

واتهم مسؤولون إيرانيون إسرائيل بالضلوع في الحادث، وعكست الصحف هذا الموقف الرسمي لإيران، حيث ذكرت أن ذلك يهدف إلى جر المنطقة لنزاع عسكري شامل ومدمر.

وكتبت صحيفة «إيران» الحكومية: «الرد في الوقت المناسب»، وهي تحمل إشارة ضمنية إلى أن الوقت الراهن غير مناسب للرد على هذا الحادث، كما عنونت «شهروند»، وقالت «الانتقام في الوقت المناسب والاستمرار في طريق فخري زاده»، وقالت «همدلي»: «روحاني: لن نقع في الفخ؟».

أما صحيفة «صداي إصلاحات» فتساءلت بالقول: «الانتقام أو الصبر الاستراتيجي؟»، لتعيد موضوع الصبر الاستراتيجي الذي طرحه الإيرانيون بعد حادث مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس في يناير الماضي.

وتعيش طهران حالة ضعف اقتصادية شديدة بسبب العقوبات الأمريكية، كما تعاني من اضطرابات داخلية في ظل تدني شرعية النظام بشكل غير مسبوق.

وفي ذات السياق، أعلنت تل أبيب حالة التاهب القصوى في سفاراتها بجميع أنحاء العالم بعد التهديدات الإيرانية بالثأر لمقتل العالم النووي قرب طهران، كما أعلن رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي آفيف كوخافي، خلال زيارة تفقدية إلى هضبة الجولان الأحد 29 نوفمبر، تصميم بلاده على مواصلة محاربة تموضع إيران في سوريا.

وتفقد «كوخافي» القوات التابعة لفرقة الجولان المنتشرة عند الحدود، وأجرى تقييما عامًّا للوضع، كما تحدث مع القادة والجنود في المنطقة العسكرية الشمالية عن استعداد الجيش لكل السيناريوهات، في تهديد واضح لطهران لمنعها من التفكير في توجيه ضربة لإسرائيل من سوريا.

وتعيش الميليشيات الإيرانية في العراق ولبنان حالة من الخوف بسبب التهديدات الأمريكية والعقوبات التي فرضتها إدارة ترامب، وأدت لمحاصرة النفوذ الإيراني في المنطقة، وشهدت إيران سلسلة من الانفجارات التي استهدفت مواقع حساسة في أنحاء البلاد دون أي رد.
"