ad a b
ad ad ad

ذبح المزارعين.. الاضطراب السياسي يصعد وحشية «بوكو حرام» في نيجيريا

الإثنين 30/نوفمبر/2020 - 03:34 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

نفذ الفرع الداعشي لجماعة «بوكو حرام» الإرهابية في نيجيريا، هجومًا عنيفًا ضد مجموعة من المزارعين، إذ قام عناصره الأحد 29 نوفمبر 2020، بذبح ما لا يقل عن 43 عاملًا زراعيًّا، وأصابوا 6 آخرين بجروح بالغة داخل زمام لحقول الأرز في منطقة مايدوجوري شمال شرق البلاد.


وتشير وسائل إعلام محلية إلى أن عناصر «داعش» اقتادت الضحايا مكبلين إلى المزارع، ومن ثم ذبحوهم تحت تبريرات بأنهم ينقلون الأخبار عن تحركاتهم إلى قوات الجيش النيجيري.


وكان الـ43 مزارعًا المذبوحين يعملون ضمن فريق مكون من 60 شخصًا سافروا عبر القرى الداخلية من أجل العمل في موسم الأرز بالحقول قبل أن تقتلهم «داعش» وتصيب آخرين، بينما يبقى البعض مختفيًا ويُحتمل أن تكون أسرتهم العناصر الداعشية لطلب الفدية أو الضغط السياسي.


وأفادت شبكة «سكاي نيوز» أن عناصر «بوكو حرام» سبق وذبحت 22 مزارعًا من العاملين بحقول مايدوجوري خلال شهر أكتوبر 2020، كما كثفت هجماتها ضد العاملين بمجالات تربية الماشية، وصيد الأسماك لذات السبب الذي تروج له الجماعة، بأن هؤلاء العاملين ينقلون معلومات عنهم إلى الجيش.

الأزهر الشريف
الأزهر الشريف

دلالات الهجوم الأخير


يشير الهجوم الأخير إلى استمرارية النهج الداعشي في النحر، وقتل الأبرياء ذبحًا، كما أن العدد الكبير المقتول على يد الجماعة يدل على تراجع أمني كبير في هذه المناطق التي تتصاعد بها الهجمات الإرهابية للتنظيم؛ ما أدى إلى نزوح كثير من سكان مايدوجوري.


وبالتوازي مع الجوانب الاقتصادية المحركة لجميع التيارات الإسلاموية فإن الهجمات ضد الصيادين والمزارعين ومربي الماشية يُحتمل أن تكون توجه يمارسه التنظيم للسيطرة على هذه القطاعات الفعالة بالبلاد؛ من أجل التجارة والتربح، وذلك بالتشابه مع التجارة الموسعة لجماعة الشباب التابعة لتنظيم القاعدة في الصومال، والتي تتاجر في الفحم النباتي عالي الجودة لصالح إيران، وفقًا لتقرير الأمم المتحدة الصادر في 2018، كما أنها تستغل القرصنة والأساطيل البحرية لممارسة عمليات تربح غير مشروعة.


ماهية الاصطباغ الديني للجماعات الإسلاموية


يحرص تنظيم «داعش» الإرهابي وغيره من الجماعات الإسلاموية على ربط أفعالهم وتبريرها عبر اجتزاء نصوص من الدين بمعالجة أحادية تتوافق مع أجندتهم، وبالتالي فإن الرد الديني على أفعالهم يبقى ضرورة واضحة للمواجهة الفعالة، ولذلك يحرص الأزهر الشريف باعتباره أهم مؤسسة للدين الإسلامي بالشرق الأوسط، ومعه دار الإفتاء المصرية على تفنيد مزاعم التنظيم، إذ أدان الأزهر عبر بيان رسمي أصدره الأحد 29 نوفمبر 2020 العملية الوحشية التي نفذها «داعش»، مؤكدًا أن تكرار تلك الهجمات يدل على غياب الإنسانسة والرحمة من قلوب إرهابيي «بوكو حرام»، وطالب الأزهر بضرورة المواجهة الجادة لهذه الجماعات المتطرفة التي تفسد في الأرض، وتقتل الأبرياء، كما حرص الأزهر على تقديم التعازي لأهل ضحايا المجزرة الإرهابية.


ومن جانبها، أفادت دار الإفتاء المصرية فى بيان لها بأن الدين الإسلامي يرفض الاعتداء على النفس البشرية، سواء بالذبح أو التعذيب أو الاختطاف، مؤكدة أن أفعال الجماعة المتطرفة يبرهن على ظلامية الفكر الذي تتبعه.


الاضطراب السياسي والأمني وعلاقته بالإرهاب


تتزايد حصيلة قتلى العمليات الإرهابية التي تنفذها جماعة «بوكو حرام» الداعشية في نيجيريا، بما يؤثر على الأمن السياسي والاجتماعي للبلاد، ولكنها متغيرات متوازية تتأثر ببعضها، فبحسب معهد الاقتصاد والسلام في أستراليا فإن المعارك السياسية هي المحرك الأساسي لاستضافة التطرف.


وطبقًا لمؤشر الإرهاب العالمي لعام 2020 GTI فإن نيجيريا باعتبارها إحدى الدول غير المستقرة سياسيًّا وأمنيًّا تأتي في المرتبة الثالثة عالميًّا من حيث نسب ضحايا العمليات الإرهابية بعد أفغانستان والعراق. 


المزيد: العنف الطائفي في نيجيريا.. نار تشعلها بوكو حرام وتغذيها بدماء المسيحيين

الكلمات المفتاحية

"