فتح مقتل الرجل الثاني في تنظيم القاعدة «أبي محمد المصري» بطهران يوم
السبت الموافق 14 من الشهر الجاري، ملف
العلاقة بين تنظيم القاعدة وإيران.
وأشار تقرير نشرته شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية، يوم الخميس 9 مايو 2019، إلى أن سعيد قاسمي، المتحدث الرسمي والضابط السابق المتقاعد بالحرس الثوري الإيراني في ذلك الوقت، قال إنه تم نشر جنود سريين في البوسنة والهرسك أثناء حرب التسعينيات، تحت ستار أنهم أعضاء في الهلال الأحمر الإيراني.
وأضاف أن هذا كان بالتعاون مع وحدة تابعة لتنظيم القاعدة تعمل في المنطقة، وأن عناصر القاعدة تلقوا تدريبات عسكرية على يد هؤلاء الجنود على حمل السلاح وحرب العصابات، مؤكدًا أن إيران لا تمكن القاعدة من القيام بعمليات دولية من داخل حدودها فحسب، بل تجعله ينفيذ عمليات داخل بلادها، بما يخدم نظام الملالي في توظيف العملية المتفق عليها سلفًا مع التنظيم، من حيث مدى قوتها وتأثيرها.
بداية العلاقة
بحسب تقرير لـ«واشنطن بوست» يوم الأربعاء 18 نوفمبر 2020، أنه منذ بدء مرحلة ما يسمى الجهاد الأفغاني نهاية سبعينيات القرن الماضي، تحولت إيران إلى محطة عبور لعديد من القادمين من دول عربية وغيرها، إلا أن العلاقة توطدت بشكل كبير مع القاعدة بعد هجمات 11 سبتمبر، وما تبعها من حملة أمريكية على أفغانستان، التي ألقي القبض خلالها على الكثير من الإرهابيين واقتيدوا إلى جوانتنامو، فيما فر جزء كبير مع عائلاتهم إلى إيران.
وبعد عام 2001 وما بعده شهد وصول 500 عائلة من تنظيم إلى إيران، بينهم بعض أبناء زعيم التنظيم أسامة بن لادن، والرجل الثاني حاليًّا، محمد صلاح الدين زيدان، المعروف باسم «سيف العدل».
وخلال عام 2001 وحتى 2011، استطاعت إيران احتواء التنظيم بعد خروج عناصره وقياداته من أفغانستان، وتعدى الأمر مسألة عبور عناصر القاعدة إلى حمايتهم، وتوفير معسكرات التدريب.
مصالح مشتركة
بحسب الصحفية الأمريكية، فإن لإيران عدة مصالح من علاقتها مع القاعدة، أهمها هي منع أي هجمات محتملة من التنظيم الذي لا يخفي أنه يعتقد بكفر النظام الإيراني، وأكدت التقرير أن طهران أيضًا تعي ذلك الأمر، الأمر الثاني هو أن إيران تريد من خلال تنظيم القاعد محاربة الولايات المتحدة الأمريكية.
في أواخر العام 2015، تمت صفقة بين القاعدة وإيران، أثبتت وجود تيار داخل التنظيم معادٍ لطهران، إذ قام الفرع اليمني من التنظيم باختطاف دبلوماسي إيراني، في فترة كانت فيه الأخيرة تعتقل بعض قيادات تيار الزرقاوي من القاعدة.
الصفقة حدثت بالفعل حينها بخروج الدبلوماسي الإيراني، مقابل إطلاق إيران سراح شخصيات بينها نائب الزرقاوي، الأردني خالد العاروري، الذي وصل إلى سوريا حينها، وانشق عن ما تسمى هيئة تحرير الشام لاحقًا، ليؤسس مع آخرين تنظيم «حراس الدين»، قبل أن يغتاله التحالف الذي تقوده واشنطن، بغارة في إدلب.