قطر والقاعدة.. محطات الدعم والاحتضان

حين انتشرت أخبار وفاة زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، خلال الأسبوع الجاري، لم يقف كثيرون أمام تفاصيل الخبر التي أفادت بوقوع الوفاة (غير المؤكدة حتى الآن) بقطر.

القاعدة وقطر
ويعود السبب في عدم الاندهاش للعلاقات العميقة القديمة التي تربط تنظيم القاعدة بالدوحة، ولعل الرجوع إلى تسعينيات القرن الماضي وبداية الألفية الثانية دليل على ذلك، إذ لم يكن مصادفة اختيار قيادات تنظيم القاعدة لقناة الجزيرة القطرية لخصها باللقاءات والمعلومات الحصرية.
وفيما كانت قناة الجزيرة تقدم نفسها وقتها على إنها ذات كفاءة للحوز بلقاءات التنظيم الأكثر جدلًا في العالم، عكفت القناة على تبييض وجه التنظيم بشكل غير مباشر، متحججة بتقديمها للرأي والرأي الآخر.
واستمرت العلاقة بين القاعدة والدوحة على عدة مستويات؛ أبرزها الدعم الذي حظت به كيانات القاعدة في المشهد السوري، وعلى رأسها «حركة النصرة»، وربما يفسر ذلك ظهور قيادات الحركة، وعلى رأسهم أبومحمد الجولاني، على الجزيرة ضمن برنامج الإعلامي المصري أحمد منصور، «بلا حدود».
وتواصل قطر توفير الدعم للتنظيمات القاعدية بسوريا رغم الخمود الذي يغطي المشهد السوري، مع الدعم الموازي للتنظيم في ليبيا.
ويكفي الإشارة إلى أن ما عُرف بـ«مجالس الشوري» بالمدن الليبية، كانت على اتصال بقطر وتنتمي فكريًّا لـ«القاعدة».
ويتطرق الكاتب السعودي عبدالرحمن الطريري، في مقالة بعنوان «العلاقة الراسخة بين النظام القطري وتنظيم القاعدة»، إلى العلاقة بين الدوحة وحركة الشباب الصومالية التابعة للقاعدة، مستندًا إلى واقعة تحرير عاملة الإغاثة الإيطالية سيلفيا رومانو من قبضة حركة الشباب.

ويقول الطويري: إن رئيس لجنة الشؤون الخارجية بحزب «أخوة إيطاليا» كارلو فيدانزا دعا رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي إلى الإفصاح عن أي تفاصيل تتعلق حول عملية تحرير المختطفة رومانو، والدور القطري وأيضًا دور الاستخبارات التركية في العملية.
ويتابع : «تاريخ ممتد من العلاقات الإعلامية والسياسية، وبالطبع الاقتصادية، مع هذه التنظيمات، كان عنوانها البحث عن دور إقليمي أكبر، وعن دور في الكهوف يجعل العواصم الغربية تبارك هذا الدور الإقليمي».
ويوضح أن قطر عكفت على دعم أجنحة القاعدة في أفريقيا، لتساعدها على اختطاف الأجانب ثم تعلن قطر التوسط للإفراج عن المختطفين الذين يفك أسرهم فور تدخل الدوحة مقابل دفع مبلغ من المال للتنظيمات الإرهابية، وبذلك تكون الدوحة قد خلقت لنفسها دورًا إقليميًّا ودوليًّا مرحبًّا به عالميًّا، فضلًا عن تمويلها للتنظيمات الإرهابية بشكل شرعي وبعيد عن طائلة القانون الدولي.
إلى جانب ذلك تحظى علاقة قطر بعناصر القاعدة المقيمين بإيران بتفاصيل عديدة، منها مثلًا توفير الدوحة التمويل للقاعديين بإيران.
ووفقًا لتقرير الخزانة الأمريكية فكلٌ من القطري «سليم حسن خليفة راشد الكواري»، و«عبدالله غانم محفوظ مسلم الخوار»، كانا مفاوضين مع تنظيم القاعدة من مكان إقامتهما في قطر.
وكما جاء في التقرير: «قدم الكواري الدعم المالي واللوجستي للقاعدة من خلال مفاوضي القاعدة في إيران ومن مقره قطر، وتقديمه مئات الآلاف من الدولارات كدعم مالي للقاعدة، وتقديم التمويل لعمليات القاعدة، وكذلك تأمين الإفراج عن معتقلي القاعدة في إيران وفي أماكن أخرى، كما قام بتيسير السفر للمتطوعين المتطرفين نيابة عن كبار ميسري تنظيم القاعدة المتمركزين في إيران».

الدوحة تمول التنظيم
وبحسب ما أوردته صحيفة «صنداي تليجراف» البريطانية، فقد عين النظام الحاكم في قطر سالم الكواري (42 عامًا)، في موقع مهم بوزارة الداخلية القطرية، مؤكدة أنه ضخ مئات الآلاف من الدولارات إلى القاعدة عبر شبكة إرهابية أثناء عمله في وزارة الداخلية.
للمزيد.. زعيم «القاعدة» المختفي.. هل مات بالمرض أم تخلصت منه قطر؟