أنباء وفاة «الظواهري» تثير التساؤلات عن علاقة الدوحة بتنظيم القاعدة
تنفرط حبات عقد الهيكل التنظيمي لأخطر جماعة مسلحة نشأت في القرن الماضي، بعدما تداولت مصادر متعددة أنباء مقتل زعيم تنظيم «القاعدة» الإرهابي أيمن الظواهري، لكن اللافت للانتباه في القصة هو الحديث عن وفاته في قطر.
وخلال العام المنقضي، ظهرت الدوحة علنًا في ملف المصالحة بين حركة «طالبان» في أفغانستان وبين الولايات المتحدة الأمريكية، واستقبلت مفاوضات السلام مع الحكومة الأفغانية على أراضيها.
العلاقة المحرمة
وتثار التساؤلات حول علاقة التنظيم بقطر، في ضوء ما كشفته وثائق «آبوت آباد» التي حركت الكشف عنها ملاحقة الولايات المتحدة لحمزة نجل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة السابق، والقيادي النشط في التنظيم الإرهابي، إذ نصح مؤسس التنظيم نجله بالتوجه إلى قطر.
وثائق «أبوت آباد» تمت مصادرتها عقب اقتحام القوات الأمريكية مخبأ أسامة بن لادن في باكستان مايو 2011، في عملية أسفرت عن مقتله.
وتكشف الوثائق علاقة «القاعدة» القوية بتنظيم الحمدين في قطر وثقته فيه، إذ حذر «بن لادن» نجله حمزة الذي كان يقيم في إيران من الوثوق في النظام الإيراني، ونصح في رسالة كتبها إلى أبنائه وإحدى زوجاته المقيمين في إيران بترك ممتلكاتهم، والتوجه إلى قطر كطرف موثوق، مشيرًا إلى أنها «الجهة الأسلم لتلافي الأزمات المقبلة».
«بن لادن» قال حسب وثيقة أخرى «بدا لي أمر، أحببت أن أشارككم فيه، وهو أن يذهب ابني حمزة إلى قطر، فيطلب الفقه، كما ذكر بن لادن قناة «الجزيرة» القطرية، واعتبرها الوسيلة الوحيدة التي يستطيع بها تمرير وتنفيذ أفكاره ووصفها بـ«حاملة لواء الثورات»، ﻭنصح «بن ﻻﺩﻥ» بأن يحرض مفتي تنظيم ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ المقيم في الدوحة يوسف القرضاوي على الثورات، التي يبتغي منها تنظيم «القاعدة» الإرهابي إثارة الفوضى.
المال القطري يسند تنظيم القاعدة
امتد المال القطري لأفرع تنظيم القاعدة، ولم يقتصر على حماية ودعم القيادات، ومن بين الجماعات التي لاقت دعم الدوحة، حركة الشباب الصومالية الموالية للقاعدة، والتي تربطها علاقات وشيجة مع النظام القطري منذ العام 2004.
قدمت الدوحة مساعدات مادية لعدة أطراف صومالية بحكم توسيع نفوذها، والتضييق على أي نفوذ بديل لدول خليجية أخرى، وكان الدعم الرئيسي لحركة الشباب الصومالية، فرع القاعدة، والذي ازداد استقلالية بعد وفاة أسامة بن لادن.
الدعم القطري لتنظيم «القاعدة»، كان منطلقًا أيضًا عبر بوقها الإعلامي قناة «الجزيرة»، فيقوم النظام القطري بما لا تستطيع هذه الأنظمة القيام به قانونيًّا، من تقديم فدى، وإطلاق سراح أسرى غربيين، وهو ما ظهر في خروج قادة التنظيمات على قناة الجزيرة في لقاءات مصورة.





