ليبيا.. اختطاف المسافرين من قبل الميليشيات يفضح محاولات نسف اتفاق جنيف
السبت 14/نوفمبر/2020 - 04:02 م
مصطفى كامل
في محاولة لعرقلة وقف إطلاق النار في الداخل الليبي، أقدمت جماعات مسلحة على اختطاف مسافرين لدى وصولهم إلى مطار معيتيقة بطرابلس، بما يعمل على عرقلة تنفيذ «اتفاق جنيف» المبرم نهاية أكتوبر الماضي، والذي كان من بين مخرجاته فتح المجال الجوي، وعودة رحلات الطيران.
اختطاف مسافرين
رغم ترحيب بعثة الأمم المتحدة في ليبيا بقرار هيئة الطيران المدني بتاريخ 4 نوفمبر 2020، السماح باستئناف الرحلات الجوية لجميع مطارات المنطقة الجنوبية الليبية، اعتقلت جماعات مسلحة مواطنين ليبيين من المنطقة الشرقية، سافروا إلى طرابلس.
ورغم تأكيد البعثة على أن جميع المواطنين الليبيين لهم الحق في حرية التنقل، وأن أي تجاوز غير قانوني لهذا الحق يعد انتهاكًا خطيرًا لالتزامات ليبيا بموجب القانون الدولي، أثبتت حادثة اختطاف عدد من المسافرين، وجود أطراف تعمل على عرقلة تنفيذ اتفاق جنيف.
من جانبها، قالت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق في طرابلس: إن هذه الأفعال التي ترتكبها مجموعة من الأشخاص لخدمة مصالح ومآرب شخصية لهم لا تمثل حكومة الوفاق، ولا تخدم الصالح العام للبلاد، معتبرة أن هذا العمل غير المسؤول لا يصب في مصلحة الوطن، ويقوض مسار المفاوضات الجارية حاليًّا لإيجاد حل للأزمة الليبية، والخروج بالبلاد لبر الأمان.
وأصدر وزير الداخلية المفوض فتحي باشاغا، تعليماته لمدير أمن طرابلس، ورئيس جهاز المباحث الجنائية؛ للتحقيق في الواقعة، واتخاذ الإجراءات القانونية حيال المجموعة المسلحة التي قامت بهذا الفعل.
إفراج فوري
وقد دعت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا إلى الإفراج فورًا عن المسافرين المختطفين، وقالت في بيان لها: «هذه الإجراءات تهدف إلى تخريب جهود حسن النية لجمع الليبيين، بعد اتفاق وقف إطلاق النار، وتدعو إلى الإفراج الفوري عن المحتجزين تعسفًا مع حرية التنقل مع الاحترام الكامل لجميع الليبيين».
وتزامن اختطاف المسافرين من بنغازي إلى طرابلس مع إعلان ميليشيات غرفة عمليات «سرت الجفرة» التابعة لحكومة الوفاق تحديها لاتفاق جنيف، ورفضها لما وصفته بمحاولات فرض الحلّ الواحد والأمر الواقع.
نفي التهم
خرجت ما تسمى بقوة حماية طرابلس لتنفي تهم الاختطاف الموجهة لها، وتعلن إخلاء مسؤوليتها عن المسافرين، وقالت في بيان إنه لا علاقة لها بتأمين مطار معيتيقة الدولي ومحيطه، مشيرة إلى أنها ستتخذ كافة الإجراءات القانونية والأمنية تجاه كل يزعم تورطها في الحادث.
وتابعت: «نطالب الجهات المعنية بفتح تحقيق عاجل في الحادث، وكشف المسؤول عنها أمام الشعب الليبي.
جاء هذا بعد أن وجه ناشطون أصابع الاتهام إلى ميليشيا «النواصي»، وهي إحدى كتائب قوة حماية طرابلس، بالوقوف خلف العملية.
ويرى مراقبون أن ما حصل من اختطاف عدد من المسافرين القادمين من مطار الأبرق ببنغازي إلى المطار المدني بقاعدة معيتيقة على متن رحلة لطيران «البراق» للنقل الجوي الداخلي، يكشف عن أمرين: الأول عجز حكومة الوفاق على بسط نفوذها على العاصمة ومؤسساتها السيادية بما في ذلك المطار الوحيد المفتوح لاستقبال الرحلات الجوية.
الأمر الثاني هو ثبوت وجود أطراف في غرب البلاد تعمل على إفشال مسارات الحوار ونتائجها، وخاصة المسار العسكري للجنة «5 + 5» والاتفاق الصادر عنها في جنيف.
وقد أبدت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا قلقها البالغ بشأن ما وصفتها بعملية الاحتجاز التعسفي للمواطنين القادمين من المنطقة الشرقية، في مطار معيتيقة الدولي الخميس الماضي، وذلك على خلفية أصولهم وانتماءاتهم الاجتماعية أو آرائهم ومواقفهم السياسية.
وقالت في بيان إن مثل هذه الحالات والممارسات اللاإنسانية تنذر بالمزيد من تدهور حقوق الإنسان، وتسهم في تقويض سيادة القانون والعدالة في البلاد.
وطالبت اللجنة بإطلاق سراح المعتقلين قسرا جراء هذه الواقعة، والعمل على ضمان عدم تكرارها وملاحقة الجناة، وضمان تقديمهم للعدالة، مشددة على أن القانون الدولي لحقوق الإنسان ينص على أن لكل شخص الحق في الحرية والأمن الشخصي، ولا يجوز إخضاع أي شخص للاعتقال أو الاحتجاز التعسفي.





