ad a b
ad ad ad

التوتر بين باريس وأنقرة يلقي بظلال سوداء على علاقات تركيا بأوروبا

الأربعاء 21/أكتوبر/2020 - 09:54 م
المرجع
مصطفى كامل
طباعة

تصاعدت التوترات بين باريس وأنقرة، لاسيما عقب تنصل الأخيرة من تعهدات مؤتمر برلين وخرقها عن بكرة أبيها، إذ تمادت في الدعم العسكري لقوات حكومة الوفاق في طرابلس، والميليشيات الموالية لها، الأمر الذي ينذر بطول الأزمة التي قد تلقي بظلال سوداء على العلاقة بين الاتحاد الأوروبي وبين أنقرة.

التوتر بين باريس

توترات متزايدة

برزت التوترات، حين شن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هجومًا على نظيره إيمانويل ماكرون، نوفمبر الماضي، ليتبادل بعدها الرئيسان الانتقادات بشأن هجوم أنقرة على الحدود في شمال شرق سوريا.


ثم انتقد الرئيس الفرنسي، التدخل التركي في ليبيا، محذرًا من أن أنقرة تمارس لعبة خطيرة، واعتبر أنها تخرق جميع الالتزامات التي تعهدت بها في مؤتمر برلين، وقال ماكرون: «إن فرنسا لن تتسامح مع تدخل تركيا في الدولة الواقعة في شمال القارة السمراء التي مزقتها الحرب»، في إشارة منه إلى ليبيا.


وتضاعف النفوذ التركي في ليبيا مع تمكن ميليشيات حكومة الوفاق من السيطرة على الغرب الليبي، مع حديث عن منح «الوفاق» قاعدتين عسكريتين جوية وبحرية لأنقرة، ما سيزيد من مخاطر التدخل التركي في المنطقة.


في الوقت ذاته، طلب وزير الخارجية الفرنسي، جون إيف لودريان من الاتحاد الأوروبي إجراء مناقشة بلا حدود بشأن علاقته مع تركيا، والدفاع عن مصالحه في المتوسط بمواجهتها.

التوتر بين باريس

المتوسط وجشع أنقرة

في الجهة المقابلة، تصاعدت التوترات في العلاقات بين فرنسا وتركيا في الأشهر الأخيرة على خلفية إظهار سفينة حربية تركية سلوكًا عدوانيًّا للغاية إزاء فرقاطة فرنسية من عداد عملية «إيريني» الأوروبية خلال محاولتها تفتيش سفينة شحن يشتبه في نقلها أسلحة إلى ليبيا، بينما نفت أنقرة ذلك، فيما احتجزت السلطات التركية أربعة من مواطنيها في 22 يونيو للاشتباه في قيامهم بالتجسس لصالح فرنسا.


وحول الجشع التركي في المتوسط، فإن فرنسا لن تسمح بتدخل تركي يقضي على نفوذها فى أفريقيا، وتحديدًا فى موقع مهم وحيوي مثل ليبيا، وبرهن على ذلك التهديد الفرنسي الصريح بإرسال طائرات الرافال المقاتلة إلى شرق المتوسط، والتهديد بتدخل عسكرى يقضي على الرئيس التركى في شرق المتوسط، وقال «ماكرون»: إن أمام «أردوغان» خيارًا من اثنين، إما التفاهم والعودة من حيث أتى أو يتم القضاء عليه عسكريًّا في المتوسط.


ويقول مراقبون: إن النزاع المتصاعد بين فرنسا وتركيا حول ليبيا والبحر المتوسط،  فضلا عن المصالح المتضاربة لتركيا وفرنسا في ليبيا، يمكن أن تتطور إلى تنافس ينعكس لا محالة على العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، ما يجعل التعاون معها صعبًا للغاية.


الكلمات المفتاحية

"