الأزهر والإفتاء يدينان حادث باريس: يجب التصدي لخطاب الكراهية والنزعات الشريرة
«حفاظًا على سلامة المجتمعات، وقوة العلاقات بين الشعوب، وضرورة التصدي لخطاب الكراهية»، بهذه الكلمات خرجت المؤسسات الدينية الرسمية في مصر وشتى الدول الإسلامية بالتنديد لما وقع الجمعة 16 أكتوبر 2020 من قبل شاب شيشاني، بإقدامه على مهاجمة مدرس تاريخ في شمال غرب باريس، وقطع رأسه، بعد أن عرض على تلاميذه رسومًا مسيئة للنبي محمد من مجلة شارلي إيبدو الفرنسية، الأمر الذي وحد تلك المؤسسات وعلى رأسها الأزهر الشريف، ورابطة العالم الإسلامي، ودار الإفتاء المصرية، مؤكدين أن القتل جريمة لا يمكن تبريرها بأي حال من الأحوال، وضرورة التحلي بأخلاق وتعاليم الأديان، التي تؤكد على احترام معتقدات الآخرين.
الأزهر الشريف: جريمة نكراء
خرج الأزهر الشريف، معبرًا في بيان له عن إدانته للحادث الإرهابي الذي وقع في العاصمة الفرنسية باريس، وأسفر عن قيام شخص إرهابي بقتل مدرس وقطع رأسه، مؤكدًا رفضه لهذه الجريمة النكراء ولجميع الأعمال الإرهابية، مشددًا على أن القتل جريمة لا يمكن تبريرها بأي حال من الأحوال.
وأكد الأزهر الشريف على دعوته الدائمة إلى نبذ خطاب الكراهية والعنف أيًّا كان شكله أو مصدره أو سببه، ووجوب احترام المقدسات والرموز الدينية، والابتعاد عن إثارة الكراهية بالإساءة للأديان، داعيًا إلى ضرورة تبني تشريع عالمي يُجرم الإساءة للأديان ورموزها المقدسة، كما يدعو الجميع إلى التحلي بأخلاق وتعاليم الأديان التي تؤكد احترام معتقدات الآخرين.
الإفتاء المصرية: الإسلام دعا لحفظ النفس
أعلنت دار الإفتاء المصرية، وعلى رأسها الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، إدانتهم للحادث الإرهابي الذي وقع في باريس، مؤكدين أن هذه الجريمة يرفضها الإسلام رفضًا قاطعًا، وأن هذا العمل الإرهابي ليس هناك ما يبرره؛ لأن الإسلام دعا إلى حفظ الأنفس.
وطالب الدكتور شوقي علام، الحكومة الفرنسية بعدم تحميل الإسلام والمسلمين نتيجة فعل إجرامي لشخص متطرف يرفضه الإسلام والمسلمين، مؤكدًا أن الحكمة تقتضي أن يتم التعامل مع الأمر على أنه جريمة فردية حتى لا يؤدي ذلك إلى انتشار خطاب الكراهية ضد المسلمين، مشددًا على ضرورة تفعيل قوانين خطابات الكراهية التي تعد رادعًا لكل من يفكر في الإساءة إلى غيره بسبب الدين أو العرق أو الجنس.
فيما أدان مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية ذبح مدرس فرنسي عرض رسومًا مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، معتبرًا أن ما حدث هو عمل إرهابي لا يعبر عن صحيح الإسلام ولا رسالته السامية، موضحًا أن العالم اليوم يعيش على وقع أزمة كبرى يسعى المتطرفون من كل جانب إلى تحويلها إلى صدام بين أصحاب الأديان والمعتقدات، ونشر الفتن والصراعات والصدامات، وعلى عقلاء العالم التنبه لهذا الخطر والتصدي للدعايات المتطرفة على كلا الجانبين، ونشر رسائل السلام والطمأنينة، واحترام المقدسات الدينية لأصحاب الأديان، وقطع الطريق أمام المتربصين والداعين للعنف والتطرف.
رابطة العالم الإسلامي: نزعة شريرة
أدان الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس هيئة علماء المسلمين الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، الحادث الإرهابي الأليم الذي وقع في منطقة كونفلان سان أنورين الفرنسية، وأسفر عن مقتل معلم، قائلًا: «إن هذا الحادث يعد جريمة مروعة، لا تُمثل سوى النزعة الإرهابية الشريرة لفاعلها، وأن ممارسات العنف والإرهاب مُجَرَّمةٌ في كافة الشرائع السماوية ومصنفة في أعلى درجات الاعتداء الجنائي، داعيًا إلى أهمية تضافر الجهود لملاحقة الإرهاب واستئصال شره، ومن ذلك هزيمة أيديولوجيته الفكرية المتطرفة المحفزة على جرائمه».
بينما أدان المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، السبت، بشدة العمل الإرهابي الذي وقع في «كونفلان سان أونورين» بالقرب من العاصمة الفرنسية باريس، وأدى إلى مقتل أستاذ تاريخ، مجددًا دعوته الدائمة إلى توحيد كل الجهود والمبادرات لمحاربة الإرهاب، واستئصال جذوره الفكرية، وملاحقة جماعاته، ومواجهة خطاب الكراهية والتحريض على العنف، أيا كان مصدره.
وأعلنت السلطات الفرنسية، السبت 17 أكتوبر 2020، توقيف 5 أشخاص جدد على خلفية حادث الطعن في شمال غرب باريس؛ حيث قُطع رأس أستاذ تاريخ، الجمعة، على يد مهاجم أردته الشرطة؛ حيث كشف مصدر قضائي عن أن مهاجم المدرّس في فرنسا من أصل شيشاني مولود في موسكو وعمره 18 عامًا.
وقالت الشرطة الفرنسية، في وقت سابق، إن الرجل الذي تعرض لاعتداء مميت قرب باريس، الجمعة، أستاذ تاريخ عرض مؤخرًا رسومًا كاريكاتيرية للنبي محمد في حصة دراسية حول حرية التعبير، حيث يتعامل القضاء الفرنسي مع الهجوم على أنّه «حادث إرهابي»، وهو يتزامن مع محاكمة متواطئين مفترضين مع مهاجمي صحيفة «شارلي إيبدو» عام 2015.
للمزيد: حادث شارلي أبيدو الأخير.. مخالب الذئاب المنفردة تنهش وتجرح وجه باريس





