الغموض سيد الموقف.. هل ضلعت طهران في إشعال حرائق سوريا؟
الخميس 15/أكتوبر/2020 - 05:09 م
اسلام محمد
مازال الغموض سيد الموقف في الغرب السوري، لاسيما مع اشتعال حرائق هائلة قُرب مناطق تتخذها طهران قواعد عسكرية لها في البلاد.
وتعددت الاتهامات للإيرانيين بالمسؤولية عن تلك الحرائق، سواء بالتسبب المباشر أو غير المباشر، أو حتى بتعمد ترك الحرائق دون تدخل رغم قدرتها على إخمادها.
انتقادات عنيفة
تعرضت
طهران لانتقادات عنيفة من السوريين، بسبب امتناعها عن مساعدة النظام
والأهالي، على حد سواء، بإخماد الحرائق التي ضربت المنطقة على مدى ثلاثة
أيام متوالية، ما بين يومي الخميس والأحد الماضيين، مخلفة خسائر هائلة فى
الممتلكات والمزروعات، وأدت لمقتل عدة أشخاص، وإصابة العشرات، ونزوح الآلاف
من بيوتهم؛ هربًا من النيران التي حاصرت قراهم.
وشنّ
الدكتور أحمد أديب الأحمد، الأستاذ في جامعة «تشرين» في اللاذقية، ورئيس «المجمع العَلَوي السوري» هجومًا على الوجود الإيراني في بلاده، لافتًا إلى
أن الحرائق كشفت عن وجود «مواقع عسكرية إيرانية»، وأن طهران حرّكت طائراتها
فقط لإخماد الحرائق التي اقتربت من مواقعها العسكرية.
وذكرت
صحيفة «البعث» الناطقة باسم النظام السوري، أن محافظة طرطوس وحدها شهدت
أكثر من 60 حريقًا، مشيرةً إلى اندلاعها في مناطق متفرقة من البلاد.
وكان
فراس طلاس، نجل وزير الدفاع السوري الأسبق مصطفى طلاس، اتهم طهران بالوقوف
وراء الحرائق الأخيرة من أجل الضغط على الروس الموجودين في البلاد، إذ
تركزت الحرائق في مناطق غرب البلاد التي تقع تحت سيطرة الحكومة، والتي يتمتع
الروس بنفوذ كبير فيها كاللاذقية وطرطوس.
حرائق مجهولة المصدر
إلى
ذلك رجح البعض أن تكون الحرائق مفتعلة، وأن تكون القواعد العسكرية
الإيرانية هي المستهدفة على غرار الحرائق مجهولة المصدر التي طالت المنشآت
العسكرية داخل أنحاء إيران، والمواقع الحساسة كمفاعل نطنز النووي، وكذلك
طالت الأهداف الإيرانية ضربات جوية غامضة طيلة الأشهر الماضية كانت أصابع
الاتهام تشير فيها إلى «تل أبيب».
ونشر
نشطاء على مواقع التواصل صورًا لأجزاء من آليات قيل إنها تسببت في إشعال
الحرائق تم إلقاؤها من طائرات مسيرة، والتي لم يستطع الأهالي تصويرها بسبب
نفاد شحن الهواتف النقالة لغياب الكهرباء منذ مدة، وانشغالهم بإطفاء
الحرائق.
وسادت
حالة صدمة وغضب، بعد انقطاع مياه الشرب في طرطوس عقب توقف الضخ من محطة
نبع السن بسبب الحرائق، وفي اللاذقية وصلت النيران إلى مستشفيي القرداحة
والحفة اللذين تم إجلاء المرضى منهما.
