للضغط على الدب الروسي.. أنقرة تحشد المرتزقة إلى أذربيجان
لا يتوانى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن زعزعة الأمن في المنطقة، فأينما وجدت مصالحه سعى خلفها، وبرز ذلك جليًا في الأزمة الدائرة بين دولتي أرمينيا وأذربيجان، التي تدخلت فيها تركيا وزادت من ضراوتها، فلم تكتفِ «أنقرة» بالتخريب في ليبيا بل انتهجت النهج ذاته، ودفعت بالمرتزقة لخوض الصراع بجانب أذربيجان ضد أرمينيا.
أرادت تركيا أن تحمي مصالحها مع الحليف
الأذري، فهي تحصل على 30% من احتياجاتها من الغاز والنفط من أذربيجان، فضلًا عن
خطوط السكك الحديد الواصلة بين الجانبين، والتي تسعى تركيا من خلالها التوسع
في أواسط آسيا، وعلى النقيض هناك خلافات دامية مع أرمينيا منذ قديم الأزل.
رغم الانتقادات
على الرغم من الانتقادات الدولية التي وجهت لأردوغان، فإنه استمر بدفع المرتزقة تجاه أذربيجان، وأكد ذلك المتحدث الرسمي باسم الجيش الوطني الليبي، أحمد المسماري، وتحدث مصدر أمني عن عقد اجتماع، مساء الجمعة 2 أكتوبر، بالعاصمة الليبية طرابلس، بين ضباط من المخابرات ووزارة الدفاع التركية وعدد من قيادات الميليشيات التابعة لحكومة الوفاق، تباحثوا من خلاله حول نقل تركيا الآلاف من عناصر الميليشيات المسلحة من ليبيا إلى أذربيجان.
وقال المصدر إن الظباط الأتراك طلبوا ترشيح مقاتلين مختصين في سلاح الكورنيت والقناصة، وفي المرحلة الأولى لا يتجاوز عددهم 50 مقاتلًا لنقلهم إلى أذربيجان مقابل خمسة آلاف دولار شهريًّا، عن طريق شركات أمنية تركية إلى إقليم «ناجورنو كاراباخ» المتنازع عليه بين أرمينيا وأذربيجان.
ودعت روسيا الطرفين للتهدئة والعودة إلى طاولة المفاوضات لإجراء حوار حول الإقليم، واعتبر مجلس الأمن الروسي أن نشر مرتزقة من سوريا وليبيا في منطقة الصراع بين أرمينيا وأذربيجان أصبح يشكل تطورًا خطيرًا للغاية.
واتهم رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، تركيا بدعمها الجيش الأذري بطائرات مقاتلة وطائرات درون ومعدات عسكرية أخرى، وبإرسال مستشارين عسكريين متورطين في قيادة الهجوم في المنطقة، والدفع بالمرتزقة الإرهابيين إلى منطقة النزاع.
ووفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد أعلن مقتل 28 مسلحًا سوريًّا موالين لتركيا، كانوا يقاتلون بجانب القوات الأذربيجانية في إقليم ناجورنو كاراباخ، منذ بدء المواجهات مع القوات الأرمينية.
وللمزيد.. جرائم حرب في سوريا.. أنقرة تتنصل وإرهابيو «أردوغان» في دائرة الاتهام
محاولة تضليل
يقول الباحث في العلاقات الدولية، محمد ربيع الديهي: إن تردد التقارير في الفترة الأخيرة التي أشارت إلى بدء النظام التركي نقل المرتزقة من ليبيا إلى أذربيجان بهدف دعم الجيش الأذري مساندة له في الصراع الدائر بينه وأرمينيا، ما هي إلا محاولة من تركيا لتضليل الرأي العام الدولي والعربي، إيهامًا منه بتخليه عن الأزمة الليبية، ولكنَّ هناك أهدافًا أخرى خلف عودة المرتزقة من ليبيا باتجاه أذربيجان، فأنقرة تحاول أن تخفف الضغوط الدولية التي تمارس عليها نتيجة تدخلاتها في ليبيا، خاصةً أن الطموح التركي في ليبيا تحطم بعد إعلان القاهرة، وبعده إعلان «سرت والجفرة» خطًا أحمر لا يجب تجاوزه من قبل الميليشيات المدعومة من تركيا.
وأردف «الديهي» في تصريح لـ«المرجع»، أنه على الرغم من سعي «أردوغان» لنقل الصراع مع روسيا من الشرق إلى القوقاز، فإنه يخشى من رد الفعل الروسي، خاصةً أن روسيا حليف قوي لأرمينيا، فضلًا عن أنها منطقة نفوذ روسي، ويبدو أن أردوغان يحاول من خلال هذه العملية الضغط على روسيا للانسحاب من الملفات العربية بعد أن استطاعت تحجيم الدور التركي في سوريا.
وأكد الباحث في العلاقات الدولية، أن النظام التركي قام بالفعل بنقل العديد من المرتزقة من الشمال السوري إلى أذربيجان مقابل 5000 دولار شهريًّا لمدة 6 أشهر، على أن يعاود المرتزقة مرة أخرى إلى الشرق كاجازة لمدة 20 يومًا.





