«تحرير الشام».. التلون وإعادة الهيكلة في محاولة لامتلاك «إدلب»
السبت 03/أكتوبر/2020 - 04:01 م
آية عز
تشهد ما تُعرف بـ«هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقًا) وهي أحد التنظيمات المسلحة في الشمال السوري، تحولات جذرية في بنيتها التنظيمية، إذ تتجه لتغيير بنيتها لتكون عبارة عن ألوية لها مقومات بنيوية في العدد والعتاد.
وبحسب وكالة «سانا» السورية، أعلنت «تحرير الشام»، في بيان لها الثلاثاء 29 سبتمبر 2020، تشكيل 12 لواء، تعتمد على أربع ركائز رئيسية هي: «المشاة، والقناصات الحرارية، والمدرعات، والمدفعية».
وقال تقي الدين عمر، مسؤول العلاقات الإعلامية في «تحرير الشام»: «هذه الخطوة جاءت بعد عدة مراحل ساهمت فيها القيادة العسكرية بتطوير وترتيب الأقسام العسكرية المنضوية تحتها من كل الصنوف والاختصاصات العسكرية، مع استحداث قوات خاصة داخل كل لواء».
إعادة هيكلة
في تقرير للمرصد السوري لحقوق الإنسان، قال عرابي عبد الحي العرابي، الباحث في شؤون الجماعات الجهادية بمركز جسور، إن نظام الجيوش يحتاج إلى قيادة لا مركزية، لذلك اللجوء إلى نظام الألوية وتعزيزها يجعل القيادة تراتبية أكثر من كونها قيادة ذاتية، لذلك كان لابد من إعادة هيكلية لـ«تحرير الشام» بقيادة مركزية لتكون نواة صلبة لتعزيز المركزية، ويعطيها مرونة في التعامل مع المستجدات الميدانية أو السياسية؛ فربما يكون هناك نية للاندماج مع فصائل أخرى وتستطيع بذلك الاندماج وهي متماسكة وبتكتلها، وتنتقل بذلك من حالة لحالة مع الحفاظ على ذاتها.
وأما عن التحولات الإيديولوجية، يقول «عرابي»: لا أظن أن «تحرير الشام» لها إيديولوجية عميقة أو متشبثة بالإيديولوجية الجهادية، وربما هذا موجود عند بعض العناصر أو القادة، ولكن هؤلاء ليسوا رقمًا مركزيًّا بتحرير الشام، وإنما عناصر هامشية، لأن المركزية في تحرير الشام للقيادات التي تسير أمور الهيئة وتنسج العلاقات مع المجتمع .
وأضاف «عرابي»، أن «تحرير الشام» تريد أن تصل إلى ثلاثة أمور: أولًا أن يعترف بها سياسيًّا والاعتراف السياسي يستلزم أن يُعترف بها إداريًّّا، وهذا الأمر الثاني لتكون هي السلطة الحاكمة في منطقة إدلب، وثالثًا أن تُزال عن قائمة الإرهاب وإذا ضمنت الإزالة تضمن الاعتراف.
تحسين العلاقات الدولية
وبدوره يقول الناشط السوري، ريان معروف، في تصريح خاص لـ «المرجع»، إن هيئة «تحرير الشام» أيقنت أن الوضع الدولي سيكون ضدها في حال بقيت على الإيديولوجية نفسها، ولهذا باتت تلمح لتحسين العلاقات الدولية وتغيير بعض الأفكار والإيديولوجيات التي تجعل الغرب ينظرون لها بالتشدد، فهي تريد أن تخفف تلك النظرة.





