«أردوغان» ينهب خيرات موريتانيا ويدمر ثروتها السمكية
اشتعل الشارع الموريتاني منددًا بالتدخل التركي في شؤونه، إذ نظم متظاهرون غاضبون، الجمعة 4 سبتمبر 2020، وقفة حاشدة أمام سفارة أنقرة في نواكشوط منددين بالتدخل في العديد من الدول الأفريقية وفى شؤون دولتهم.
وبحسب «مركز أبحاث مقديشو
للدراسات السياسية والإستراتيجية»، فإن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان يحاول التوغل في موريتانيا لاستغلال ونهب خيراتها والتحكم في اقتصادها.
ومؤخرًا حذر خبراء في شؤون مصائد
السمك من أساليب جائرة لسفن صيد تركية فى ساحل موريتانيا البحري، معتبرين
أنها تمثل استغلالًا سيئًا، وخروجًا عن معايير اتفاق الصيد الذي أبرمته نواكشوط منذ سنوات
مع الشركات التي تتبع لها هذه السفن.
وتنشط سفن بحرية تركية في مجال صيد
الأسماك بالساحل الموريتاني، ضمن اتفاقية بحرية تقتصر على الصيد
السطحي، وهو ما يرى المختصون أن السفن التركية لم تلتزم بها لأنها تمارس أساليب غير
مشروعة لممارسة هذا النشاط خارج بنود هذه الاتفاقية.
مذبحة للأسماك
وبحسب مركز مقديشو، تداول مهتمون بشؤون صيد الأسماك في مدينة «نواذيبو» الموريتانية، التي تمثل مركز الثروة السمكية بالبلاد، مقاطع تظهر ممارسات لسفن تركية مضرة بالمياه، معتبرين أنها تمثل مذبحة ضد أهم أصناف هذه الأسماك وهو ما يعرف بـ«الكوربين».
ورأى هؤلاء الأشخاص أن تلك الممارسات البشعة، تهدد بانقراض بعض أصناف الأسماك، وتؤثر على ظروف تكاثرها البيولوجي، كما تؤدي إلى ندرتها، ومن ثم ارتفاع أسعارها، خصوصًا الأنواع التي يكثر عليها الطلب من جانب فئات المواطنين الأقل دخلاً.
من جانبه، حذر حمود الفاضل، الخبير بالمعهد الموريتاني لبحوث المحيطات والصيد، مما وصفها بمذابح سمكة «الكُوربين» على يد السفن التركية التي تصيد بالمياه الموريتانية.
وأوضح أن هذه الممارسات تستهدف واحدة من أشهر وأهم الأنواع البحرية في البلاد، والتي تهاجر إلى المياه الموريتانية في أسراب كبيرة في فترة التكاثر، لتجد في استقبالها الشبكات الدوارة على متن السفن التركية، والتي تخالف معايير اصطياد هذا النوع من الأسماك.
واعتبر، أن الوجه الآخر للمأساة ضد هذا النوع من الكائنات البحرية هو أن الأسطول التركي ليس مسموحًا له من الناحية القانونية بصيد سمك الكوربين، بل أسماك السطح الصغيرة، مضيفًا أن الفساد يمنح السفن التركية فرصة ممارسة هذا الأسلوب، الذي يؤدي لانهيار مخزون سمكة الكوربين.
أطماع اقتصادية
بحسب مركز أبحاث مقديشو، تتوغل أنقرة عبر الشركات التجارية في موريتانيا تحت ستار المساعدات الإنسانية.
ووقعت تركيا مع موريتانيا خلال الفترة الماضية عشرات الاتفاقيات، حققت عبرها ارتفاعًا في حجم المبادلات بنسبة 6 مرات خلال 10 سنوات، إذ
ترى تركيا في موريتانيا الداعم القوي للوجود في سوق أفريقيا الضخم.
واستغلت تركيا ما تواجهه موريتانيا من تحديات بيئية، وتقدمت للمساعدة على اعتبار أن لديها خبرة في هذا المجال سيتم وضعها في إطار مشروع مكافحة التصحر في موريتانيا.
ومولت أنقرة مشروع لتأهيل نحو 5 آلاف هكتار في كل من موريتانيا والسودان وإريتريا، بغلاف مالي يصل إلى 3 ملايين دولار، في الفترة من 2018 إلى 2021، ليكون ذريعة للوجود التركي في هذا البلد الغني والمليئ بالموارد الطبيعية.
كنز لأردوغان
من جانبه قال محمد عزالدين، الباحث المختص في الشؤون الأفريقية، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يعتبر موريتانيا بمثابة كنز كبير له، لأن بها كمًا هائلًا من الخيرات الطبيعية، لكنها في حاجة ماسة لمصانع ومعدات لتحويل تلك الخيرات إلى مواد صالحة للاستخدام، فموريتانيا بها الذهب وكم كبير من المعادن، وبها مساحات كبيرة يمكن أن تستغل وتزرع، وبها ثروة سمكية هائلة وغيرها من الخيرات، مؤكدًا في تصريح لـ «المرجع»، أن أنقرة قد تستغل علاقتها القوية بجماعة الإخوان لتسهيل عمليات نهب خيرات موريتانيا.





