شعوب أفريقيا تنتفض ضد تدخلات أنقرة وموريتانيون يرفضون الدعم التركي للإخوان

احتشد مئات الموريتانيين، الجمعة 4 سبتمبر 2020، أمام السفارة التركية في العاصمة نواكشوط، منددين بتدخلات أنقرة في أفريقيا.
وطالب المتظاهرون بضرورة إيقاف تدخلات تركيا في الشؤون الداخلية لأفريقيا، كما أصدروا بيانًا أكدوا فيه أن الأيام أظهرت خبث نوايا الأتراك، مؤكدين أنهم يسعون للخراب وتدمير العـالم.

وقال البيان: احتشد اليوم الموريتانيون أمام السفارة التركية؛ اعتراضًا على التدخلات التركية الأخيرة في أفريقيا في كل من الدول التالية (ليبيا، موريتانيا، تونس، إلخ) وأيضًا بسبب دعمها المستمر للتطرف والإرهاب، بالإضافة لدعم جماعة الإخوان، والمصنفة كجماعة إرهابية.
وأضاف البيان: «في هذا الصدد نطالب بالتوقف العاجل واللا مشروط لنهب وسلب الثروات، والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأفريقية، والتوقف عن دعم الجماعات والأحزاب والميليشيات المتطرفة».
البحث عن نفوذ في موريتانيا
بدأت تركيا في البحث عن نفوذ لها في تركيا مبكرًا عن طريق العمل الخيري، وتوزيع المساعدات التي استشعرت الحكومة الموريتانية خطرها منذ عام 2016.
وكانت نواكشوط منحت ترخيصًا بافتتاح مدارس «برج العلم» التابعة لحركة الخدمة التي يتزعمها الداعية والمفكر التركي «فتح الله كولن» منتصف العام 2004، وظلت مدارس «كولن» هي الممثل الوحيد للدبلوماسية التركية في موريتانيا حتى العام 2011، تاريخ افتتاح أول سفارة تركية في نواكشوط.
وفي نهاية العام 2016، توجهت الحكومة التركية بطلب رسمي لموريتانيا بتسليم عدد من أنصار كولن لاتهامهم في المحاولة الانقلابية الفاشلة، حيث ضغطت تركيا على نواكشوط من أجل سحب التراخيص، وإغلاق المدارس، وتسليمها للسفارة التركية.
واستجابت الحكومة الموريتانية في العام 2018 لسحب تراخيص مدارس كولن، وتحويل ملكيتها إلى رجال أعمال موريتانيين، دون أن تتعرض بأذى لطواقمها الذين استفاد عدد منهم من حق اللجوء السياسي في موريتانيا.
وفي مطلع عام 2018 شعرت الحكومة الموريتانية بخطورة التغلغل التركي مع تصنيف الرئيس السابق للبلاد محمد ولد عبد العزيز لجماعة الإخوان كجماعة إرهابية.

رفض متواصل
وفي يناير 2020 نظم «المركز العربي الأفريقي للتنمية في موريتانيا»، ندوة بعنوان «التدخلات الأجنبية في الوطن العربي.. التدخل التركي في ليبيا نموذجا»، شارك فيها عدد كبير من الإعلاميين والحقوقيين، بالتزامن مع انطلاق فعاليات مؤتمر «السلام في ليبيا» بالعاصمة الألمانية برلين.
وانتقد المشاركون تدخلات تركيا في المنطقة العربية، وخصوصًا تدخلها العسكري في ليبيا، وأكدوا أنها تؤدي لزعزعة الأمن والاستقرار، ويعكس مطامعها التوسعية في أفريقيا.
وخلال الندوة، قال أحمد سالم ولد الداه، مدير المركز ونقيب الصحفيين الموريتانيين: إن تدخل تركيا في ليبيا جاء لتلبية الأطماع التوسعية للحكومة التركية، داعيًا الليبيين إلى تفويت الفرصة على هذه النوايا، والجلوس إلى طاولة الحوار، ونبذ الفرقة؛ من أجل قطع الطريق على القوى الأجنبية في الوطن العربي.
فيما قال الكاتب والمحلل السياسي الموريتاني «باباه ولد التراد» إن شعارات الحرية أصبحت تتخذ ذريعة لتكريس وتشريع التدخلات الأجنبية في المنطقة العربية، مشيرًا إلى أن تلك الشعارات تم استخدامها على نطاق واسع من مختلف حملات المستعمرين في الفترات المتعددة.
وشدد «ولد التراد» على أنه لا يمكن وصف ما تتعرض له المنطقة إلا بـ«الاستعمار الجديد»، في إشارة إلى التدخل التركي في ليبيا.
ومن جانبه، حمل الكاتب والمحلل السياسي الموريتاني «المصطفى محمد المختار» تنظيم الإخوان الإرهابي مسؤولية ما يحدث من تدخل عسكري تركي في ليبيا.
وأضاف أن الإخوان لا يقيمون وزنًا أو قيمة لأوطانهم، بقدر مصلحة التنظيم الدولي، وتحقيق أجنداته حتى ولو كانت على حساب المصلحة الذاتية لهذا البلد العربي أو ذاك.
وأشار الكاتب والمحلل السياسي الموريتاني إلى خطورة الأذرع الإعلامية المبررة للتدخل العسكري التركي في ليبيا، واختطافها عقول كثيرين من الشباب والأجيال الصاعدة.