ad a b
ad ad ad

بي بي سي.. محاولات يائسة لإخفاء المتهم الحقيقي باستهداف طلاب الكلية العسكرية بطرابلس

السبت 29/أغسطس/2020 - 10:45 م
المرجع
محمد يسري
طباعة

من المعروف أن أقصر الطرق لإخفاء أية جريمة هي اختلاق وقائع غير حقيقية لإبعاد الشبهة عن المتهم الفعلي، ومؤخرًا ضلعت شبكة بي بي سي الإخبارية في محاولة تشتيت الانتباه حول واقعة استهداف طلاب الكلية العسكرية بالعاصمة الليبية طرابلس، في يناير 2020؛  لنفي التهمة عن المتهم الحقيقي الذي كشفه الجيش الوطني الليبي، ونشرت الشبكة تقريرًا الجمعة 28 أغسطس 2020 اتهمت فيها دولة الإمارات العربية بالضلوع في الواقعة.


البداية

ترجع الواقعة إلى الرابع من يناير 2020، ولقي فيها 28 طالبًا مصرعهم، وأصيب أكثر من 33 آخرين من طلاب الكلية العسكرية في طرابلس، وسارعت وسائل الإعلام الداعمة لميليشيات حكومة الوفاق الليبية الموالية لجماعة الإخوان برئاسة فائز السراج بنقل الخبر مباشرة، وأكدت في البداية أن القصف ناجم عن سقوط قذيفة عشوائية، ثم عادت لحذف هذه الصيغة، واستبدالها برواية تدعي أن القصف تم بواسطة طائرة مسيرة.


ونشرت ميليشيات عملية «بركان الغضب» التابعة لحكومة الوفاق، على صفحتها الرسمية على فيسبوك تدوينة قالت فيها: «الطيران الداعم لحفتر قصف الكلية العسكرية، وأوقع العشرات من القتلى والجرحى»، كما استغلت أبواق الجماعة الإرهابية الحادث لإثارة وتهييج الموطنين؛ الأمر الذي أدى لخروج بعض المسيرات في العاصمة طرابلس، وفي مدن زوارة والزاوية ومصراتة منددة بالهجوم.


المحجوب يكشف المتهم الحقيقي

وردًّا على ما أثارته أبواق الإخوان حول اتهامات الجيش الليبي بالواقعة، خرج العميد خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوي بالقيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية، ونفى بشكل قاطع أي صلة للجيش بهذا الأمر، واتهم مجموعة تابعة لعبد الغني الككلي الموالية لحكومة السراج، بالمسؤولية عن الهجوم؛ بغرض تشويه صورة الجيش، وتأليب الرأي العام ضده، نظرًا للتقدمات التي أحرزها في زحفه نحو قلب العاصمة طرابلس، وتطهيرها من الإرهاب والفساد.


وقال المحجوب: إن قوات الجيش لن تستفيد من ضرب موقع خاص بالتدريب؛ لأنه أمر لا يتم للعقيدة العسكرية له بأي صلة، وهو أمر ليس في صالح قوات الجيش الوطني الليبي.


وتابع: «من خلال رصدنا أكثر من مرة، أنه كلما تم استهداف موقع من قبل سلاح الجو، تقوم الميليشيات باستحضار ضربة لموقع قريب من المكان حتى يتم اتهام القوات المسلحة بذلك».


وأضاف «المتابع للقطات التي نشرت حول المكان، يرى أنه لا توجد آثار حفر من جراء قصف جوي، كل ما يوجد عبارة عن شظايا لقذيفة من الممكن أن تكون هاون، حسب التقديرات الأولية، السلاح الجوي والجيش لا يمكن أن يضرب موقعًا إلا وقد تم تصويره، والتأكد منه، والتأكد من المعلومات حوله، واستهدافنا الرئيسي يكون في المحاور أو مخازن الذخيرة أو العربات والآليات، أما الأفراد لا نستهدفهم، فما مصلحتنا هنا أن نستهدف طلبة، كما يروجون؟.


مجموعة الككلي

تأسست المجموعة على يد غنيوة الككلي الذي سجن في عهد القذافي بتهم جنائية، منها قتل أحد رفاقه والاتجار في المخدرات، وعند الإطاحة بالنظام السابق شهد حي بوسليم عمليات تصفية وملاحقة لأنصار نظام القذافي، وانتهز الككلي الفرصة لتكوين مجلس عسكري برئاسته، وادعى أنه سيحارب الفساد، وتجار المخدرات.


وأسس سجنًا يُشرف عليه بنفسه، ويرمي فيه من شاء، وكل من يقع تحت يده، وأمر عناصره بالقبض على أصدقاء المراهقة، ومن كان يتعاطى معه المخدرات أيام الصبا.


ومن المعروف أن مجموعة الككلي لها تاريخ إجرامي طويل، وقد شاركت مع ميليشيات مصراتة في عملية ما تسمي «فجر ليبيا» في طرد كتائب الصواعق والقعقاع بالتعاون وبعض الكتائب في طرابلس، وقامت المجموعات التابعة له بطرد السكان المنحدرين من قبيلة الزنتان، وحرق منازلهم، وأقحم مدينة ككلة في الحرب.


وفي 2016 سرب عدد من النشطاء الإعلاميين وثيقة مرتب المدعو «غنيوه» الذي يحمل رتبة مدير أول بمديرية أمن طرابلس، وتؤكد الوثيقة وهي لحساب «شخصي» بمصرف الجمهورية حي دمشق أنه يتقاضى صافي مرتب شهري يصل إلى 31.877.806 دينار.

"