ad a b
ad ad ad

تحرير القدس.. فخ جذاب ينصبه الإرهابيون للشباب بهدف تجنيدهم

الأربعاء 26/أغسطس/2020 - 07:36 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

في خطابها السياسي الموجه لاتباعها، توظف الجماعات الإسلاموية القضية الفلسطينية بصورة أساسية، متعمدة إبراز غايتها في تحرير القدس كهدف أصيل لنشأتها ودعوتها للجهاد العالمي من البقاع المختلفة بغض النظر عن ترجمة ذلك بشكل حقيقي على الأرض.



تحرير القدس.. فخ

عداء في العلن

وارتباطًا بذلك فأن العداء العلني الذي تكنه تلك المجموعات لإسرائيل يظل واضحًا فقط في بعض كلمات رنانة ومسميات تطلق على أسماء الكيانات الإرهابية كأنصار بيت المقدس وغيرها، حتى أن جماعة الإخوان (المصنفة إرهابية في مصر والإمارات والسعودية) تستخدم شعارات معادية لتل أبيب يرددها الأتباع فقط في مظاهرات تُحرك بالأساس للتنازع على السلطة داخل الأنظمة العربية.


خطاب الإخوان


ارتبطت شهرة تنظيم ما يسمى «أنصار بيت المقدس» الذي أعلن ولاءه فيما بعد لتنظيم داعش بسقوط محمد مرسي ودحر الإخوان بعيدًا عن سدة السلطة في مصر، إذ نشطت عناصر التنظيمة إبان عزل مرسي ونفذت عمليات هجومية في سيناء قال عنها القيادي الإخواني محمد البلتاجي –آنذاك- إن ما يحدث في سيناء من إرهاب سيتوقف في اللحظة التي يعود فيها مرسي للحكم، في اعتراف واضح بماهية العلاقة بين جماعة الإخوان وأنصار بيت المقدس.


تشابك ومزايدة


ويقدم ذلك تشابكًا بين ثلاثة متغيرات أولها المتاجرة بالقضية الفلسطينية سواء في خطاب جماعة الإخوان أو في مسمى الجماعة الإرهابية، ثانيًا القتال ضد إسرائيل يبدو مجرد تعبيرات شفهية لإرضاء الأتباع فدعوة الإخوان لتحرير فلسطين اقتصرت على دعم جماعة تحمل اسمهم فقط تقاتل الجنود المصريين على بعد أمتار من الجنود الإسرائيلين، وثالثًا يوضح ذلك التفاهم بين مجموعات الإرهاب وجماعة الإخوان باعتبارها إحدى ممثلات الإسلام الحركي المتماهي مع السياسة المُتبعة أيا كانت ولكنه يدعم في السر أنشطة العنف.


وبالتالي فأن الحديث عن ازدواجية الخطاب لدى جماعات الإرهاب ومنهم الإخوان عن قتال إسرائيل وتحرير القدس يبدو مثار شك وتساؤل حول جدية القضية لدى هؤلاء الذين لم يقتلوا حتى الآن سوى الجنود العرب والمسلمين.


فلسطين والقاعدة


يحرص الزعيم الحالي لتنظيم القاعدة أيمن الظواهري على استخدام القدس وفلسطين في غالبية خطاباته، وبصفته قائدًا لواحدة من أهم جماعات الإرهاب العابر للحدود فأن كلماته تحظى باهتمام واسع بين أتباع الجماعات الإسلاموية وغيرهم من الباحثين الأجانب.


ففي كتاب للباحث الإنجليزي دونالد هولبروك بعنوان (قراءة نقدية للقاعدة) ناقش الكاتب دلالات الخطاب القاعدي ضد إسرائيل قائلًا بإن فلسطين تأتي في المرتبة الثانية بعد آيات القرآن من مجمل أحاديث الظواهري، إذ يبدأ إصداره المرئي عادة بآيات قرآنية يليها دعاء لتحرير القدس في توظيف لقضية تاريخية في أهداف إرهابية لم تتعد شبرًا واحدًا من تل أبيب واقعيًا.


وفي مايو 2019 أصدر الظواهري مقطعًا مصورًا بعنوان (رمضان شهر النصر والصبر) دعا من خلاله لتحرير القدس مطالبًا المسلمين في جميع أنحاء العالم بالتكاتف من أجل قتال إسرائيل مشددًا على أن ركائز تنظيم القاعدة تعتمد على مناهضة إسرائيل.


وبربط تلك الخطابات بالواقع فأن تنظيم القاعدة منذ ظهوره على ساحة تنظيمات الإسلام الحركي لم يوجه أي سلاح ولم ينظم أي هجوم داخل «تل أبيب» بل على العكس فقد تبنى عمليات إرهابية قوية داخل دول العرب راح ضحيتها عدد ليس بالقليل من المدنيين والعسكريين، حتى أن الإرهابي المصري هشام عشماوي نسق مع التنظيم لمحاولة تأسيس مرجعية لهم بمصر منفذًا عمليات دامية ضد ضباط وجنود مصريين على بعد أميال من تمركزات أمنية للإسرائيليين.


ولم يتجه التنظيم نحو القدس؛ بل كانت عينه على القاهرة التي استطاعت إحباط خطط التنظيمات الإسلاموية بالداخل منهية الظهور القاعدي الحديث بداخلها بإعدام عشماوي في مارس 2020 .


وهناك من يرد على هذا التوجه الغريب لتنظيم القاعدة بنظرية العدو القريب والعدو البعيد، وبأن التنظيم يفضل قتال الأنظمة العربية حتى يتمكن من إسقاطها ثم يتجه لواشنطن وتل أبيب، حتى أن الكتاب الإنجليزي «الخطة الرئيسية.. داعش والقاعدة وإستراتيجية الجهاد لتحقيق النصر النهائي» للكاتب براين فيشمان تدلل عبر وثائق الاستخبارات الأمريكية (CIA) على أن القاعدة تقسم الجهاد العالمي لسبع مراحل تتدرج من إسقاط الأنظمة العربية ونشر الفوضى بداخلها حتى الوصول إلى القدس، وهو ما لم يحدث منه سوى إحداث الفوضى في الدول العربية فقط، وأما إسرائيل فلم توجه لها هذه الكيانات أي هجمات على الرغم من أنها هاجمت سيناء المصرية.


المزيد.. «النصر النهائي».. خطة السبع مراحل لتمكين «داعش» في 2020

"