يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

تركيا في لبنان.. أردوغان يلعب على وتر التركمان واللاجئين لاحتلال بيروت «3-4»

الجمعة 14/أغسطس/2020 - 03:02 م
المرجع
محمود البتاكوشي
طباعة
استغل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، جميع أدواته لتنفيذ مخططه والسيطرة على القرار في لبنان، معتمدًا على العديد من الأذرع، يأتي في مقدمتها احتضان القيادات السلفية في شمال البلاد ودعم الجماعة الإسلامية أو إخوان لبنان، بالإضافة إلى اللبنانيين من أصول تركية وتركمانية، وهم 8 مجموعات: «تركمان عكار»، في قريتين مجاورتين للقبيات، وتركمان« بعلبك»، في وادي البقاع وفي قرية محاذية للحدود السورية بالهرمل، وتركمان «الضنية»، في القضاء، و«أتراك كريت»، بطرابلس، و«الماردينيين»، الذين هاجروا إلى لبنان من تركيا وتركمان سوريا الذين استوطنوا في بعلبك وعكار، وتعمل تركيا على تشجيعهم للحصول على الجنسية، باعتبارهم رعايا أتراكًا، كما تحاول استقطاب عشائر البقاع الشيعية.


تركيا في لبنان..
المخطط التركي

وتنوعت المساعدات التي وجهت للأتراك في لبنان، ما بين تأسيس جمعيات لأتراك لبنان بدعم من تركيا، وتوفير دعم مالي ومادي للمناطق التي يعيش فيها الأتراك، وإقامة مخيمات للاجئين السوريين التركمان في المناطق ذات الكثافة التركمانية في لبنان، وخاصة في منطقتي عكار وبعلبك، لتوفير حاضنة اجتماعية للعناصر التركمانية.

لعبت جمعية «حجر صدقة التركية» دورًا كبيرًا في تنفيذ المخطط التركي؛ حيث منحت هذه الجمعية في يونيو 2016 العائلات اللاجئة السورية والفلسطينية في منطقة «كترمايا» بمحافظة جبل لبنان مساعدات غذائية، كما دشنت في  أكتوبر 2015 مدرسة «الأقصى» لأطفال اللاجئين الفلسطينيين، في مخيم برج البراجنة أكبر المخيمات بيروت.

وهناك أيضًا «جمعية توحيد شبيبة» في منطقة الدبية جنوبي بيروت وترأسها «ملك النمر» وهي موظفة اجتماعية تركية، أنشئت بهدف مساعدة أطفال اللاجئين الفلسطينيين الذين يحصلون على درجات علمية مرتفعة، في الحصول على تعليم ثانوي جيد بهدف منحهم فرصًا للالتحاق بأفضل الجامعات على الصعيد المحلي والعالمي.

تحقيق الهدف ونشر الفوضى

وما سبق يوضح أن أنقرة تعمل على استغلال الأطفال ليكونوا حاملين للثقافة والفكر التركي؛ وبالفعل في افتتاح حفل «مدرسة الأقصي» رفع أطفال اللاجئين الفلسطينيين، الأعلام التركية مرددين هتافات الشكر والتقدير للدولة التركية ورئيسها «أردوغان».


وفي مارس 2010 دشنت أنقرة «جمعية الصداقة اللبنانية التركية» في مدينة صيدا، بحضور سفير تركيا في لبنان، في ذلك الوقت، سليمان إنان أوز لتعزيز وتفعيل العلاقات بين الشعبين التركي واللبناني، وهناك أيضًا بعض الجمعيات الأهلية التركية منها «جمعية دورس الخيرية الاجتماعية» و«جمعية الإخوة اللبنانية-التركية» و«الجمعية الثقافية اللبنانية-التركية» و«وكالة التنمية التركية».

وتحاول أنقرة فرض نفوذها على الداخل اللبناني من خلال دعم بعض الجماعات السياسية، ولاسيما جمعية حراس المدينة التى يرأسها السياسي محمد شوك لتنفيذ أجندتها الإرهابية في لبنان، عن طريق نشر الفوضى، حيث قدمت السفارة التركية في لبنان، مبالغ مالية كبيرة عن طريق سفيرها هاكان تشاكيل 60 ألف دولار لصالح الجمعية، كما تم الكشف عن اجتماعات دورية تعقد بين «تشاكيل» و«شوك» لبحث أنشطة الجمعية، والعمل على زيادة عدد المنتسبين إليها، ووعد السفير التركي بتقديم دعم سنوي للجمعية، بهدف تغطية النفقات في طرابلس لاستمالة المواطنين لتركيا.


 وزير الداخلية اللبناني
وزير الداخلية اللبناني محمد فهمي
وتر الفتنة

كما تسعى تركيا لتحسين علاقتها مع النخبة الحاكمة في لبنان، ولاسيما مع الجماعات السنية على خلفية رغبتها الدائمة في استهداف مناطق الشمال اللبناني، التي يقطنها السنة مثل طرابلس، عكار، المنية والضنية، فضلًا عن بعض المناطق التي توجد بها المخيمات الفلسطينية مثل مدينة صيدا عن طريق القيام بالعديد من المشاريع الإنمائية والتعليمية بهدف السيطرة على المناطق السنية في محاولة منها لطمس الهوية العربية واستبدالها بالعثمانية. 

التحركات التركية المشبوهة وتؤكدها تصريحات وزير الداخلية اللبناني محمد فهمي، الذي أكد وجود تدخل خارجي مشيرًا إلى وصول طائرة من تركيا وعلى متنها 4 أتراك وسوريين بحوزتهم 4 ملايين دولار أمريكي لتغذية المظاهرات، هذا إضافة إلى التعليمات التي تصل من تركيا عبر الواتساب لبعض أطراف الحراك الشعبي.
"