انفجار بيروت يعيد ملفات فساد «حزب الله» إلى الأضواء من جديد
دفعت كارثة انفجار مرفأ بيروت، بفساد «حزب الله» اللبناني، إلى الأضواء مرة أخرى، لتضيف أوجاعًا جدبدة إلى اللبنانيين الذين يعانون تدهورًا اقتصاديًّا وانهيارًا للعملة المحلية وارتفاعًا غير مسبوق للأسعار، بالإضافة إلى التشرذم والصراعات السياسية.
وكان اللواء عباس إبراهيم، رئيس المديرية العامة للأمن العام في بيروت، قال في مقابلة تلفزيونية: «إن حاوية على متنها صادرات مواد شديدة الانفجار، بما في ذلك نترات الصوديوم، هي مصدر الحريق الأولي والانفجار، مشيرًا إلى أنه سيكون من السذاجة وصف مثل هذا الانفجار بأنه بسبب الألعاب النارية».
فيما قال إيان برادبري، رئيس شركة «تيرا نوفا» للإدارة الإستراتيجية للاستشارات الدفاعية ومقرها كندا، إن الميناء الذي تضرر بشدة يعمل كمركز شحن مركزي للبلاد، وتديره شركة (GEPB)، المتعاقدة من الباطن مع شركة تسمى اتحاد محطة الحاويات في بيروت (BCTC). ويعتبر الميناء من أكبر وأكثر الموانئ نشاطا في البحر الأبيض المتوسط.
وأضاف: «أن استيراد الألعاب النارية أمر شائع، والمنطقة التي شوهدت في الفيديو تظهر موقعًا معروفًا لتخزين هذا النوع من السلع، هناك بعض التكهنات حول شحنات الأسلحة التي سبق تسلمها أو تخزينها داخل هذا القطاع من المرفأ، لكن حتى الآن لم يتم التأكد منها».
الانهيار
صنف معهد الدفاع عن الديمقراطية الأمريكي في تقرير الحالة اللبنانية الراهنة، البلد بأنه «ينهار» وقال إن أكبر تحدٍ حقيقي ساهم في تدمير لبنان هو «حزب الله» وإيران، وخلصت التقييمات النهائية إلى أن لبنان بحاجة إلى 93 مليار دولار للإنقاذ، وهو أمر يستحيل تنفيذه في ظل وجود حزب الله في السلطة.
ويسيطر حزب الله على السلطة في لبنان، ويتمتع بكل المساعدات والأموال لتحقيق أهداف الجهة المحركة له (إيران) في منطقة الشرق الأوسط وسوريا والعراق، دون النظر لمصلحة لبنان، ونتيجة لأعمال الحزب الإرهابية، اتجه عدد من الدول الكبرى لحظره وإعلانه منظمة إرهابية.
وأعلنت كل من الولايات المتحدة وألمانيا وكندا والمملكة المتحدة وهولندا وإسرائيل وكوسوفو والأرجنتين وكولومبيا وهندوراس وجواتيمالا، فضلًا عن مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية التي صنفت في اجتماعها في القاهرة في مارس 2016، الحزب كمنظمة إرهابية.
ويوصف «حزب الله» بأنه كيان سياسي، وعسكري، واجتماعي يتمتع بنفوذ كبير في لبنان، وتأسس في مطلع الثمانينيات من القرن العشرين وبزغ إلى واجهة الأحداث أثناء احتلال إسرائيل لجنوب لبنان عام 1982.
وتعود الجذور الفكرية لحزب الله إلى ما يعرف بـ«الصحوة الإسلامية الشيعية» في لبنان في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي التي شهدت ظهور نشاط علمي شيعي ومرجعيات دينية في جنوب لبنان كمرجعية حسين فضل الله.
وبعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000، رفض حزب الله الرضوخ لمطالب نزع السلاح، واستمر في تقوية جناحه العسكري الذي يميل لتسميته بـ «المقاومة الإسلامية»، وباتت قدرات الحزب العسكرية تفوق الجيش اللبناني، وهي القوة التي استخدمها ضد إسرائيل في حرب عام 2006.
ومع الوقت، أصبح الحزب قوةً مؤثرةً ولاعبًا أساسيًّا في النظام السياسي اللبناني، وأصبح له ثقل في اتخاذ القرارات داخل الحكومة.
شارك الحزب للمرة الأولى في انتخابات عام 1992 في لبنان ليحقق مكسبًا كبيرًا بحصوله على 12 مقعدًا نيابيًّا وفي انتخابات عام 2009، فاز بعشرة مقاعد في البرلمان، وبقي في حكومة الوحدة الوطنية في لبنان.
وأصدر حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، في وقت لاحق في العام نفسه ميثاقا سياسيا جديدا للحزب، يهدف إلى تحديد "الرؤية السياسية" للتنظيم.
وفي عام 2011، أسقط حزب الله وحلفاؤه حكومة الوحدة الوطنية بقيادة سعد الحريري، رئيس الوزراء السني، وحذر حزب الله من أنه لن يقف صامتا أمام اتهام أربعة من أعضائه بالتورط في اغتيال رفيق الحريري (رئيس الوزراء الأسبق ووالد سعد الحريري ) عام 2005.
واستمر وجود حزب الله وحلفائه في الحكومات المتتابعة، التي تمتعوا فيها بنفوذ ملحوظ بإطراد.
وكانت الولايات المتحدة صنفت منذ عام 1995 "حزب الله" كمنظمة إرهابية، ويحتل الحزب المرتبة 14 في قائمة المنظمات الإرهابية الصادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية في عام 2005.
وتحض واشنطن الاتحاد الأوروبي، الذي ما زال يُفرق بين الحزب وجناحه العسكري الذي يضعه تحت لافتة المنظمة الأرهابية، على شمول الحزب بمجمله بهذا التصنيف.
للمزيد..





