تحالف «قطري - إخواني» لتصدير الإسلام السياسي إلى الدول الأوروبية
منذ سنوات عدة عملت قطر على نشر أجندتها التخريبية بالدول الأوروبية، مستغلةً المال، والدعم من تنظيم «الإخوان»، الذي سهل لها مآلاتها في السعي لتصدير الإسلام السياسي، بأدوات ناعمة متسللا عبر المؤسسات المختلفة.
وأغدقت الإمارة الخليجية أموالًا طائلة لنشر أجندتها في أوروبا، خاصةً ألمانيا، إذ كشف تقرير بصحيفة «شتوتغارتر تسايتونغ» الألمانية، للكاتب ميشيل فايسينبورن، عن الدور «القطري ــ الإخواني» المشبوه، والأدوات المستخدمة في بسط نفوذه داخل المجتمع الألماني.
وبحسب التقرير، قدمت قطر الدعم لجمعية «المغرب» الثقافية في جنوب شتوتغارت، بولاية بادن فورتمبرغ في ألمانيا، التابعة لمسجد كانت تقام فيه صلاة الجمعة، بحضور الكثير من مسلمي شمال أفريقيا والبلدان العربية، وطلبت الجمعية منحة تقدر بـ110 آلاف يورو لشراء منزل مكون من 5 طوابق لتحويله إلى مدرسة لدراسة اللغة العربية، وتعليم القرآن بجانب المسجد، إضافةً لـ300 ألف يورو للترميم، وبلغ إجمالي تكلفة المشروع 1.3 مليون يورو.
بالإضافة إلى تقديم جمعية «أوروبا تراست» الخيرية، وهي مؤسسة تمول المشروعات الإسلامية في جميع أنحاء أوروبا، والحائزة على ثقة جماعة «الإخوان»، الدعم القوي لجمعية «المغرب» في جنوب ألمانيا.
أدوات قطرية ناعمة
ورد في كتاب «أوراق قطر» للصحفيين الفرنسيين «جورج مالبرونو» و«كريستيان شينو»، فضائح الدوحة في تمويل الإسلام السياسي في أوروبا؛ إذ عرض مستندات تفضح الدور الخفي لمؤسسة «قطر الخيرية»، التي تعتبر أكثر جمعيات قطر تأثيرًا في العالم والمنطقة، وأكبر وكالة مساعدات في الإمارة، تنشط في أكثر من 70 دولة.
وبحسب الكتاب، فقد موّلت مؤسسة «قطر الخيرية» حوالي 140 مشروعًا متنوعًا في العديد من المساجد والمدارس والمراكز الإسلامية بنحو 72 مليون يورو؛ بهدف دعم فكر وتوجهات منظمات وجمعيات تنتمي لجماعة «الإخوان» في أوروبا، واستثمرت أكثر من 5 ملايين يورو في 4 مشروعات؛ 96 ألف يورو ذهبت إلى منتدى ميونيخ للإسلام، و400 ألف يورو إلى مسجد دار السلام في برلين، و300 ألف يورو لمسجد في بلدة دينسلاكن الألمانية، و4.4 مليون يورو إلى مركز إسلامي آخر في برلين.
ومن إحدى أدوات قطر الناعمة في خطة التأثير لنشر الإسلام السياسي بأوروبا التي ذُكرت في «أوراق قطر»، كان طارق رمضان، حفيد مؤسس جماعة الإخوان الإرهابية، الذي حاز على نصيب كبير من الكعكة، باعتباره ممثلًا للإمارة القطرية في أوروبا؛ إذ يتلقى مكافأة مالية قدرها 35 ألف يورو شهريًا مقابل عمل وهمي في مؤسسة قطرية؛ للتستر الرسمي عن عمله الحقيقي، وهو خدماته لاستدراج شباب البلدان العربية الإسلامية، وتنفيذ الأوامر الداعية إلى دعم الإخوان في أوروبا، وبمجرد صدور الكتاب كشفت وكالة مراقبة الأموال بوزارة الاقتصاد الفرنسية أن «طارق رمضان» قام بتحويل مبالغ مالية من قطر إلى أوروبا عبر حساباته الشخصية بحوالي 590 ألف يورو عام 2017.
وخلاصة الأمر أن قطر لا تهتم فقط بعلاقاتها الاقتصادية مع البلدان الأوروبية، بل صبت جل اهتمامها في تصدير التطرف عن طريق جماعة «الإخوان».
تغلغل قطري
من زاوية أخرى، لعبت ألمانيا دورًا مهمًّا في سياسة قطر الخارجية، فبعد أن صنفت بعض الدول العربية الإمارة القطرية على أنها راعية للإرهاب، كانت برلين المدافع الأوروبي الأكثر عزمًا من أجل قطر، وفي عام 2017، سافر تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر إلى برلين؛ لاستثمار بضعة مليارات يورو في ألمانيا.
واستفادت جماعة «الإخوان» الإرهابية من الوجود في ألمانيا من خلال التعاون مع الجمعيات التركية، خاصةً مع حركة «ملي جوروش» المتطرفة، الذراع التركية لجماعة الإخوان، إضافةً للاتحاد التركي للشؤون الدينية «ديتيب»، باعتبار الدولة التركية الحليف الأقرب للإمارة القطرية.
وللمزيد.. الجاليات المسلمة في أوروبا.. سرطان الإخوان ينتشر في جسد القارة العجوز





