اغتيال «الهاشمي».. أصابع الاتهام تشير إلى طهران
جاءت عملية اغتيال الباحث السياسي العراقي، هشام الهاشمي، لتشكل صدمة للمجتمعين للعراقي والعربي، إذ قتله مجهولون بعد خروجه من مقابلة تلفزيونية، تحدّث فيها عن خلايا الكاتيوشا المحمية من بعض الفصائل الموالية لإيران والتي تنتهك سيادة بلاده، ولم يمهله المهاجمون فرصة ليصل إلى بيته بل أردوه على الفور رميًا بالرصاص، قرب منزله في حي زيونة بشرق بغداد.
ووصف مسؤولون في الحكومة العراقية عملية الاغتيال بأنها قتل عمد، إلا أنهم لم يوجهوا اتهامًا بشكل رسمي إلى جماعة معينة انتظارًا لمخرجات لجنة التحقيق التي أمر وزير الداخلية العراقى، عثمان الغانمي، بتشكيلها لكشف ملابسات الاغتيال.
وفي مقطع فيديو متداول للواقعة انتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ظهر مجهولون يستقلون دراجة نارية، ثم ترجل منها أحدهم وتوجه إلى سيارة «الهاشمي» وأطلق عليه النار ثم لاذ بالفرار، وأظهر فيديو آخر مشهدًا مأساويًّا يظهر فيه أطفال الهاشمى الثلاثة أثناء استخراج جثته من السيارة.
ووقع الحادث في وقت يتصاعد فيه التوتر بين حكومة الكاظمي الجديدة والفصائل المسلحة المدعومة من طهران.
وكانت جهات إعلامية على صلة بـ«الحشد الشعبي» التابع لإيران نشرت قوائم بأسماء إعلاميين، من بينهم الهاشمي، اتهمتهم بـ«العمالة للسفارة الأمريكية» أواخر العام 2019.
وجمع «الهاشمي» عداءً كبيرًا بكتائب حزب الله التابعة لإيران بعد أن كشف هوية المسؤول العسكري للكتائب المكني بأبي علي العسكري، رغم محاولة الأخير إبقاء اسمه الحقيقي طي الكتمان، ليفلت من عواقب التهديدات التي يطلقها.
في تغريدة له، قال الهاشمي :«اسم أبو علي العسكري هو على الأرجح» حسين مؤنس، وهو عضو مجلس شورى كتائب حزب الله، والمسؤول عن شبكات «اللادولة المسيطرة على الدولة»، كما أرفق صورة له.
ونشر زعيم «تيار مواطنون» غيث التميمي، وهو مقرب من الهاشمي رسائل وجهها الأخير له تبيّن تعرّضه لتهديدات سابقة من قبل «كتائب حزب الله»، وكتب على «تويتر» قائلا: «وفاءً لك يا هشام لن اسكت واشترك في قتلك عن طريق إخفاء الأدلة عن الرأي العام .. دم هشام مسؤوليتنا .. يجب أن لا نسكت على جرائمهم، يجب أن لا ينام القتلة آمنين».
وفي مقابلته مع قناة «الحرة» الأمريكية، أكد «التميمي» أن «الهاشمي» أبلغه بتلقي تهديدات بالقتل من «كتائب حزب الله»، أرسلت له عن طريق طرف سياسي موثوق معروف.





