رغم التصعيد.. واشنطن تعود للتفاوض مع طالبان بـ«تفاهمات جديدة»
الخميس 11/يونيو/2020 - 01:18 م
نهلة عبدالمنعم
بعد أشهر من توقيع الاتفاق التاريخي
بين الولايات المتحدة الأمريكية وحركة طالبان المتشددة؛ لإحلال السلام في
أفغانستان، لاتزال الأطراف المتصارعة؛ لاسيما طالبان تُمارس أنشطتها العدائية وسط
محاولات لتسهيل تحقق البنود على أرض الواقع.
طالبان من الدوحة
في 7 يونيو 2020، أعلن المكتب السياسي لحركة طالبان في العاصمة القطرية الدوحة استقبال رئيس المكتب الملا عبدالغني برادار لمبعوث السلام الأمريكي في أفغانستان زلماي خليل زادة وقائد القوات الأجنبية في أفغانستان، الجنرال سكات ميلر لبحث سبل الإجراءات الممكنة لتحقيق عملية السلام، ويعد ملف الإفراج عن السجناء وإجراء مباحثات أفغانية أفغانية من أهم الملفات التي تناقش بشأنها الحضور، كما جرت اللقاءات بتمثيل رسمي من الحكومة القطرية.
تفاهمات وتصعيدات متوازية
فيما يأتي هذا اللقاء بعد ضربتين عسكريتين شنتهما الولايات المتحدة في 6 يونيو 2020 ضد مواقع للحركة؛ وذلك لأول مرة منذ إعلان هدنة عيد الفطر الماضية كما أنها من المرات القليلة التي اعتمدت فيها واشنطن على استهداف الحركة بعد توقيع اتفاق السلام بينهما.
ما يوضح استمرار حرص الولايات المتحدة على إتمام اتفاقها مع الحركة برغم الاستهداف الأخير؛ حيث سارع زلماي خليل زادة في العودة إلى مكتب الحركة السياسي للتأكيد على التزام أفغانستان بالاتفاق، كما أن الملفات التي تناقشا بشأنها لاتزال هي الأكثر جدلية منذ توقيع الاتفاق في 29 فبراير 2020، إذ تتشدد الحكومة الأفغانية والحركة في الإفراج عن المسجونين كخطوة أولى ضرورية لحدوث المفاوضات الداخلية وفقًا لما تنص عليه المعاهدة الموقعة مع الطرف الأمريكي.
ويظهر هذا التشدد عمق المصالح السياسية والاقتصادية لكل طرف في المنطقة فمن جهتها تريد طالبان أن تنفرد بحكم أفغانستان بعد إزاحة الولايات المتحدة الأمريكية وفقًا للاتفاق، أما حكومة أشرف غنى المدعومة سابقًا من واشنطن فتهدف إلى تربح بعض المكاسب بعد إقصائها تمامًا من المعاهدة المبرمة، وعدم الاعتداد بها كطرف سياسي أصيل بالمعادلة، وبناء عليه يبقى ملف تبادل السجناء هو النقطة الفاصلة التي يتصارع عليها الأطراف الداخلية لمزيد من المكاسب السياسية.
ومن جهتها ترغب واشنطن في إتمام بنود الاتفاق، وسحب قواتها من أفغانستان لتقليص انتشارها العسكري عالميًا للوفاء بتعهدات الرئيس دونالد ترامب الانتخابية قبل خوض جولة الانتخابات الجديدة لتولي فترة رئاسية ثانية.
أوراق ضغط ورغبات انتخابية
في هذا الصدد يقول الباحث المتخصص في شؤون الحركات الإرهابية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، علي بكر: إن الضربات العسكرية المتبادلة بين الأطراف الفاعلة في أفغانستان هي ورقة ضغط يريد كل منهما أن يتربح من خلالها، فهي وسيلة لإظهار مدى القوة والسيطرة على الأرض؛ مشيرًا إلى أن الاتفاق الموقع في فبراير 2020 بين الحركة وواشنطن كان مستمرًا في ظل ضربات قوية بين الطرفين كانت تحدث وهمًا على طاولة التفاوض.
وأكد الباحث في تصريح لـ«المرجع» أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى بقوة للخروج من البلاد لتنفيذ وعود ترامب الانتخابية للاستعداد للجولة الجديدة، ما يؤهل البلاد لوجود فراغ سياسي تسعى طالبان بكل قوتها لتصدره على حساب الحكومة الأفغانية التي تحاول الوصول إلى أي مكتسب يمكنها من البقاء، ولكن الحركة تعي جيدًا ماهية التداعيات المستقبلية لقرار ترامب وتسعى لاستغلاله بكل قوة.





