رغم العقوبات الأمريكية.. محور طهران كاراكاس يواصل تهريب النفط
يواصل النظام
الإيراني عمليات تهريب النفط عبر الأطلنطي، في سابقة هي الأولى من نوعها، في تحد
سافر للعقوبات الأمريكية المفروضة على طهران وعلى النظام الفنزويلي الذي يستقبل
شحنات النفط القادمة من طهران.
للمزيد
بسبب العقوبات.. تلميحات إيرانية بالرضوخ لـ«الولايات المتحدة»
خطاب تهديد متصاعد
ورغم التهديدات العسكرية المتبادلة بين
طهران وواشنطن فإن صدامًا عسكريًّا لم يقع حتى الآن بين الطرفين في مياه الأطلنطي
ما أغرى المسؤولين الإيرانيين بتصعيد خطابهم الدعائي ضد الولايات المتحدة
الأمريكية، واعتبار عدم مهاجمة واشنطن لناقلات النفط الإيرانية نصرًا في حد ذاته،
ونشرت سفارة طهران في فنزويلا فيديو وصول أول ناقلة محملة بالنفط، ليتضح أن اللقطات
مزيفة وأنها تعود إلى نحو 12 عامًا مضت، وأن الناقلة التي تظهر فيه بريطانية وليست
إيرانية، وقد حذفت السفارة الفيديو المزور بعد انتشار الفضيحة على مواقع التواصل.
فرصة الملالي
ويحمل هذا الأسطول الإيراني نحو 1,5 مليون
برميل من الوقود، بحسب التقارير الإعلامية، وقد جاءت هذه الصفقة لمصلحة طهران التي
تعاني بشدة منذ تصفير عائدات النفط في الثاني من مايو 2019، بسبب انتهاء مهلة
الإعفاءات من العقوبات الأمريكية آنذاك، لذا فقد مثلت هذه الشحنات فرصة اقتصادية
كبيرة للنظام الإيراني، فمنذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض الحزمة الأولى
من العقوبات على إيران في 2018، شكلت هذه العقوبات سيفًا مصلطًا على رقاب الشركات
الأجنبية التي تتعامل مع نظام الملالي، ومنذ ذلك الحين خسرت إيران استثمارات بمبالغ
طائلة بعدما أصبحت الوجهة التي تخشاها رؤوس الأموال الأجنبية، ولطالما لاحقت
الولايات المتحدة الأمريكية أفرادًا ومجموعات وكيانات أجنبية تورطت في خرق
العقوبات الأمريكية على طهران.
وكانت واشنطن حذرت في أبريل 2020 من رحلات
مشبوهة بين طهران وكاراكاس، وسط تقارير عن دفع فنزويلا كميات من الذهب مقابل النفط، وأفادت وكالة بلومبيرغ بأن نحو 9 أطنان ذهب، أي ما يعادل نصف مليار دولار، ذهبت إلى
طهران مقدمًا.
من جهته أعلن قائد العمليات الاستراتيجية
الفنزويلية الادميرال رميجيو سبالوس على تويتر، أن القوات البحرية والجوية
الفنزويلية حرست ناقلات الوقود الإيرانية في البحر حتى رست في مرافئ بلاده، وبثت
وسائل إعلام تابعة لإيران مشاهد للطائرات الحربيّة الفنزويلية وهي تحلّق فوق
الناقلات الإيرانية.
ومن المقرّر أن تصل السفينة الثانية في
أسطول ناقلات النفط الإيرانية إلى أحد الموانئ الفنزويلية الثلاثاء، وأن تصل
الناقلة الثالثة مساء الأربعاء إلى المنطقة الاقتصادية لفنزويلا.
وقدم طارق العيسمي، نائب رئيس الجمهورية
الفنزويليّ للشؤون الاقتصادية ووزير النفط، شكره لإيران على تقديم الوقود والمعدّات
لرفع قدرات فنزويلا على تكرير النفط.
ويعد العيسمي رجل إيران في فنزويلا، وهو
لبناني الأصل تربطه صلات وثيقة بميليشيا حزب الله الإرهابية، وخاضع لعقوبات
أمريكية بسبب هذه الصلات المشبوهة، وكانت المعارضة الفنزويلية كشفت عن أنشطة غير
قانونية للحزب اللبناني، وخلال قمة مكافحة الإرهاب التي انعقدت مؤخرا في كولومبيا
تم اتهام النظام الفنزويلي بإقامة علاقات مع ممثلي الحزب الإرهابي الذي رسخ وجوده
في أمريكا اللاتينية، انطلاقا من كاراكاس، وكان وزير الخارجية الأمريكي، مايك
بومبو، أدان تدخل نظام إيران وحزب الله في فنزويلا.
يذكر أنه على الرغم من أن فنزويلا تملك أكبر
احتياطي نفطي في العالم فإن إنتاجه شهد تراجعًا كبيرًا، بسبب العقوبات التي تفرضها
الولايات المتحدة على البلاد، وتعاني من أزمة اقتصادية عميقة دفعت الملايين من
مواطنيها إلى النزوح، في حين لا تعترف واشنطن بحكومة الرئيس مادورو، وما تزال تعتبر
خوان غوايدو زعيم المعارضة رئيسًا شرعيًّا لفنزويلا.





