بوق الإخوان.. ما وراء اختيار « توكل كرمان» للإشراف على محتوى «فيس بوك» و«إنستجرام»
أثار إعلان انضمام الناشطة اليمنية توكل كرمان، إلى مجلس الإشراف العالمي على محتوى ما ينشر على منصتي موقعى التواصل "فيس بوك" و"إنستجرام"، جدلًا كبيرًا حول دورها المقبل في دعم جماعة الإخوان وأفكارها.
وأعلنت كرمان، عبر صفحتها الشخصية على"فيس بوك"، الخميس 7
مايو 2020، انضمامها إلى مجلس الإشراف العالمي لمحتوى "فيس بوك" و"إنستجرام"، زاعمة أنه
بهذا القرار "لم يعد احتكار الحكومات لوسائل الإعلام والمعلومات ممكنا بفضل
منصات التواصل الاجتماعي".
وأضافت: "فيس بوك - عبارة عن منصة تحمي حقوق الناس في
حرية التعبير وتفي بحاجتهم للتواصل الاجتماعي، والحكومات الاستبدادية ترغب
في إيقافها لمنع مواطنيها من الحصول على أصواتهم الخاصة.. أنضم إلى مجلس الإشراف
للمساعدة في حماية أصوات الناس والدفاع عن حرية التعبير".
ويفتح هذا التصريح، الطريق أمام تساؤلات كبيرة، حول نوع المحتوى الذي قد تسمح "كرمان"، ببثه عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ خاصة وأن فيس بوك وإنستجرام، يتمتعان بانتشار واسع في الدول العربية.
وكرمان، المعروفة بانتمائها لجماعة الإخوان، ودعمها لتحركاتها
وأعمالها الإرهابية، في الدول العربية، وخاصة مصر، ستتحول بالمنصب الجديد إلى بوق
للجماعة، مثل الدور الذي تمارسه قناة "الجزيرة" القطرية، والتي تستهدف نشر الإرهاب الفكري، والتحريض على أعمال العنف، ومهاجمة الأنظمة الحاكمة دون النظر
لأي اعتبارات إنسانية، سوى تحقيق أهداف الجماعة.
"توكل" التي تعتبر نفسها ناشطة حقوقية، وترى أنها ستدافع عن حرية التعبير، هاجمت على مدى سنوات ثورة 30 يونيو 2013 الشعبية في مصر، واتخذت منها موقفًا مضادًا؛ لأنها أنهت حكم جماعة الإخوان قبل أن تتغلغل في مفاصل السلطة.
وسبق وانخدع العالم في توكل كرمان، حين حصلت على جائزة نوبل
للسلام عام 2011 بالتقاسم مع إلين جونسون سيرليف وليما غبوي، قبل أن تكشف مواقفها وانحيازاتها،
للجماعة الإرهابية.
ولدت توكل كرمان في مديرية "شرعب السلام" في محافظة "تعز"، وتخرجت فى جامعة العلوم والتكنولوجيا بصنعاء عام 1999، ونالت دبلوم علم نفس تربوي من نفس الجامعة، ودبلوم صحافة استقصائية في الولايات المتحدة
الأمريكية.
وهي عضو بحزب حزب التجمع اليمني للإصلاح، والذى تأسس فى 13 سبتمبر
1990 على يد عبد الله بن حسين الأحمر شيخ قبائل حاشد بصفته تجمعًا سياسيًّا ذا
خلفية إسلامية، وامتدادًا لفكر الإخوان، وتم افتتاح مقره الرئيسي في 3
يناير 1991.
علاقة توكل كرمان بجماعة الإخوان، لم تتوقف عند
حدود الحزب، لكنها تواصلت مع مراكز قيادة التنظيم الدولي للجماعة في كلا من تركيا
وقطر.
وتقول وسائل إعلام يمنية محلية، إن "كرمان"، تقوم بتحويلات
مالية لمنظمات إخوانية متورطة في دعم وتمويل أنشطة تنظيم القاعدة الارهابي مثل مؤسسة
"رحمة" الخيرية وكذلك مؤسسة "توكل كرمان" الخيرية عبر شركة
"العمقي" للصرافة التي فرضت عليها عقوبات دولية لتورطها في دعم وتمويل
الإرهاب وتنظيم القاعدة في اليمن.
كما تشير تقارير، إلى أن قطر تستخدم "كرمان"، لتنفيذ أجندتها
السياسية بمهاجمة الدول العربية التي فرضت حصارًا اقتصاديًّا على الدوحة، في مقابل
دعم توكل لتكون متواجدة بالمشهد العالمي والدولي، وتقديم تمويلات مالية لها.
وبحسب مصادر يمنية، فإن توكل كرمان تلقت 30 مليون دولار من
قطر في 2018، كدفعة أولى لإنشاء قناتى "بلقيس" و"يمن شباب"، كما تلقت دفعات أخرى لفتح
قنوات ومواقع إخبارية، إضافة إلى مخصصات شهرية تدفعها الدوحة لتوكل وفريقها والوسائل
الإعلامية التابعة لها.
إضافة إلى علاقتها بقطر، فإنها تقيم في تركيا، وتمتلك
مؤسسة إعلامية ضخمة تحت مؤسسة بلقيس الإعلامية، ولها عقارات في أنقرة واسطنبول
وأزمير تملكتها توكل كرمان، بحسب تقارير صحفية.
