تعليم بلا إخوان.. ثورة سودانية ثانية على مناهج التطرف وأفكار الجماعة
في وقت ينتفض فيه «السودان» لمواجهة أفكار جماعة الإخوان الإرهابية والتي سممت منذ سنوات مناهج التعليم السودانية، بهدف تسييسها وغرس مفاهيم خاطئة في عقول النشء وتزوير الحقائق لخدمة مصالح وأهداف الجماعة، تسعى فلول الإخوان إلى بث فتنة جديدة ونشر الشائعات حول إلغاء مادة التربية الدينية، وإقالة مسؤول تطوير المناهج، من أجل إجهاض مساعي التطوير التعليمية.
اصطفاف شعبي لتطوير المناهج
في 7 مايو 2020، شهدت دولة السودان، حالة من التضامن والاصطفاف السياسي والمجتمعي، من أجل تطوير المناهج الدراسية وتنقيحها من أفكار جماعة الإخوان الإرهابية، التي استولت على السلطة في السودان بانقلاب عسكري في يونيو 1989.
ومنذ ما يقرب من عام، بذل السودان جهدًا كبيرًا، لتطوير التعليم السوداني، بعد موجة التدهور التي شهدها على يد جماعة الإخوان الإرهابية.
وفي نوفمبر 2019، ذكر الدكتور عمر القراي مدير المركز القومي للمناهج والبحث التربوي في السودان، أن نظام الإخوان الإرهابي سيس المناهج الدراسية خلال سنوات حكمه، وصبغها بأفكاره المتطرفة لخدمة أغراض سياسية معينة.
وأوضح خلال مؤتمر تطوير المناهج، أن المنهج الدراسي السوداني، اتسم بأنه تقليدي وقائم على الحفظ والتلقين والاسترجاع وليس الفهم كما ينبغي، فضلاً عن أنه يحتوي على مواد كبيرة تشكل عبئًا على التلاميذ، ويحتوي على مئات الأخطاء.
سلم تعليمي جديد
وأشار مدير المركز القومي للمناهج والبحث التربوي في السودان، إلى أن نظام التعليم (2020- 2021) سيتم تعديله ليشهد تطبيق "سلم تعليمي" جديد يكون "6 سنوات لمرحلة الأساس "الإعدادي" و3 سنوات للمتوسطة و3 للمرحلة الثانوية، وهو النظام التعليمي الذي كان معمولًا به قبل صعود الإخوان الإرهابية لسدة الحكم.
وتعمد نظام الإخوان المعزول إلغاء المرحلة المتوسطة، وجعل السلم التعليمي 8 سنوات للمرحلة الإعدادية و3 سنوات للثانوية، الشيء الذي أدى لتدهور التعليم في السودان.
أخونة المناهج
وحول أبرز الأفكار الإخوانية في المناهج السودانية، ذكرالباحث السوداني في شؤون الجماعات الإسلامية «بابكر فيصل»، أن من أخطر المفاهيم التي وضعتها جماعة الإخوان في المناهج الدراسية، مفهوم«وطن» حيث يرسخ هذا المفهوم لفكرة أن الوطن هو «الدولة الإسلامية»، وهو الرؤية التي يتبناها تيار الإسلام السياسي بمكوناته المختلفة.
وأشار«فيصل» في مقال له بشبكة الشرق الأوسط «إم بي إن»، أن الصفحة «145» من كتاب الدراسات الإسلامية للصف الأول الثانوي، حمل عنوان «النظام الاجتماعي في الإسلام»، أما العنوان الفرعي «مفهوم الوطن في الإسلام» أي أن الوطن في الإسلام هو الدولة الإسلامية بأطرافها الشاسعة وشعوبها المختلفة.
وفي الصفحة «146» وضعت جماعة الإخوان، مفهوم أن الإسلام يحرم التعصب للقبيلة أو العنصر ولا يعترف إلا بالولاء لله ولدينه ولأمة الإسلام، وهذا المفهوم يغرس في الطلاب أن الولاء الوطني يخالف الولاء الديني، وهذا ليس صحيحًا لأن الولاء الوطني لا يتعارض مع العقيدة الدينية
وتابع أنه من الضروري إعادة النظر في المناهج التعليمية بغرض إزالة التشوهات التي أصابتها خلال فترة الحكم الإسلاموي الشمولي، ولمعالجة العديد من أوجه القصور الأخرى التي أشار إليها مدير المركز القومي للمناهج والبحث التربوي السوداني.
إجهاض مساعي التطوير
ومع موجة التطوير التي يشهدها السودان حاليًا، يسعى المجتمع السوداني للتخلص من أفكار جماعة الإخوان في المناهج الدراسية، إلا أن تلك المساعي الوطنية قوبلت بحملات تشويه إخوانية من قبل فلول «نظام البشير البائد» لتشويه أعضاء المركز القومي للمناهج في السودان، والعمل على إجهاض مساعي الدولة والشعب .
ففي 21 أبريل 2020، بدأ فلول نظام الإخوان في السودان، والوسائل الإعلامية الخاصة بهم، بالترويج لإقالة الدكتور عمر القراي مدير المركز القومي للمناهج في السودان، وهو ما تم نفيه من قبل رئيس الوزراء السوداني "عبد الله حمودك"، كما بدأت الكتائب الإلكترونية الإخوانية بنشر الشائعات حول توجه السودان لإلغاء مادة«التربية الدينية».
وقد أرادت الحركة الإسلامية عند دخولها وانخراطها في المجتمع السوداني إشاعة أن المذهب المتطرف (خاصة الفكر السلفي والأيديولوجية الإخوانية) هو في حد ذاته ثورة سياسية متعددة الاتجاهات لابد من تمكينها من مفاصل الدولة كافة، ونجحت هذه الجهود في خداع بعص الشعب لبعض الوقت، بل وتمكنت هذه الحركة من حكم السودان، عبر أدوات التمكين المفاهيمي والعقدي لمسألة العلاقة بين العقيدة والدولة.، وهو ما تدافع عنه الجماعة الإرهابية باستماتة أمام تحركات حكومية وشعبوية لتقويضه تمامًا والبدء من جديد في تدشين عملية تعليمية تراعي الوضع السياسي المستقبلي لسودان بلا إخوان.
للمزيد: في خطاب شديد اللهجة.. «البرهان» يكشر عن أنيابه ويتوعد إخوان السودان





