ضربة أمنية لـ«حسم».. جهود سودانية لتسليم قيادات الإخوان
الثلاثاء 12/مايو/2020 - 05:16 م
دعاء إمام
لا تزال الضربات الموجعة تتوالى على جماعة الإخوان من الأجهزة الأمنية المصرية، إذ نقلت صحيفة إماراتية عن مصادر أمنية -لم تسمها- أن هناك تنسيقًا مع السلطات السودانية لاستلام عناصر ينتمون لجماعة الإخوان تم ضبطهم في السودان في فبراير 2020، بعد فشلهم في الهروب إلى تركيا.
وأوردت صحيفة «الاتحاد» أن من بين من سيتم تسليمهم عن طريق الأمن السوداني 5 من قيادات حركة سواعد مصر، المعروفة إعلاميًّا بـ«حسم»، والتي تأسست على يد القيادي السابق في الجماعة محمد كمال، بعد أن انشق معه الكثير من شباب الإخوان؛ لتكوين تلك الجماعة المسلحة.
الباحث عمرو فاروق
كشف الباحث في شؤون تيارات الإسلام السياسي عمرو فاروق، أن السلطات السودانية تعتزم -خلال الساعات المقبلة- تسليم مجموعة من العناصر الإخوانية إلى السلطات الأمنية المصرية، وهذه المجموعة موالية للجان النوعية المسلحة، وهي اللجان التي أسسها الدكتور محمد كمال، الذي تم قتله في أكتوبر 2016، أثناء مواجهات أمنية مسلحة مع قطاع الأمن الوطني بالقاهرة.
وأضاف فاروق لـ«المرجع»، أن هذه العناصر محسوبة بشكل مباشر على حركة «سواعد مصر» المعروف باسم «حسم» التي تم تأسيسها داخل القاهرة خلال عام 2016، ونفذت مجموعة من العمليات الإرهابية المسلحة، وتم تصنيفها من قبل القضاء المصري على قوائم الاٍرهاب.
وأشار إلى أن العناصر الخمسة المزمع تسليمهم للقاهرة، تم اعتقالهم جميعًا داخل الأراضي السودانية في فبراير الماضي، وهم: فوزي أبوالفتح الفقي، من مركز كفر الزيات بمحافظة الغربية، ويعمل مراجع حسابات بالمنطقة الأزهرية، ويبلغ من العمر 60 عامًا، ومحمود فوزى أبوالفتح الفقي، من مركز كفر الزيات بمحافظة الغربية، ويعمل مندوب مبيعات، ويبلغ من العمر 25 عاما.
وطه عبد السلام المجيعص، من مدينة الراهبين - سمنود بمحافظة الغربية، ويمتلك مطعمًا، ويبلغ من العمر 48 عامًا، وسعيد عبد العزيز، من محافظة الإسكندرية، ويبلغ من العمر 55، وأحمد حنفي عبد الحكيم محمود، من مركز أوسيم بمحافظة الجيزة، حاصل على بكالوريوس زراعة، ويبلغ من العمر 33 عامًا.
الإخواني محمد الحلوجي
وأوضح فاروق، أن القيادي الإخواني محمد الحلوجي، قبل وفاته كان المسؤول الأول والمفوض من قبل الجماعة للتعامل مع الأوضاع في السودان، وكانت له علاقات وتنسيق كامل مع أجهزة الأمن السودانية في وقت نظام عمر البشير المعزول، ثم تولى التنسيق مكانه محمد البحيري المعني بملف أفريقيا داخل التنظيم.
وقال إن التنسيق زاد بقوة بين السلطات السودانية والأمن المصري عقب تولي المجلس العسكري السوداني زمام الأمور، وتم القبض على عدد كبير من عناصر الإخوان مؤخرًا، بلغ عددهم أكثر من 70 فردًا، بناء على ترتيبات رسمية بين الدولتين.
ونوه فاروق، إلى أن عناصر أخرى في انتظار التسليم، أبرزهم ياسر حسانين، ومحمد الشريف، ويوسف حربي، وعبد الهادي شلبي، فضلًا عن أحمد عبد المجيد، ومصطفى طنطاوي، المتهمين الرئيسيين بمحاولة اغتيال مدير أمن الإسكندرية السابق اللواء مصطفى النمر.
وأشار إلى أن عددًا من قيادات الإخوان هربوا خلال العام الماضي من داخل السودان إلى تركيا، أبرزهم حلمي الجزار المتهم في القضية المعروفة إعلاميًّا بـ«قضية بين السرايات»، ومحمد العقيد شقيق الحارس الشخصي للرئيس المعزول إلى ماليزيا بعد علمه بصدور قرار ضبطه من جانب بعض قيادات التنظيم في الخرطوم.
وأوضح أن السلطات السودانية سلمت مصر من قَبل الإرهابي مدين إبراهيم محمد حسنين، القيادي بما يسمى جماعة أنصار الشريعة، المتورطة في عدد من العمليات الإرهابية في البلاد.
ومثّل سقوط حكم الرئيس السوداني عمر البشير -في أبريل الماضي بثورة شعبية- فصلًا جديدًا في تعاطي الخرطوم مع عناصر جماعة الإخوان الموجودين على الأراضي السودانية.
وكانت المخابرات الفرنسية وعدد من أجهزة استخبارات دول أخرى، قد رصدت وثائق مسربة عن اجتماع للحكومة السودانية ترأسه عمر البشير، أوصى خلاله بمساعدة أعضاء جماعة الإخوان الفارين من مصر إلى السودان، وتأمينهم، وتوفير فرص الاستثمار لهم، وأثبتت وثائق انتخابات المكاتب الإدارية للجماعة فى الخارج أنها أجرت تلك الانتخابات على مرأى ومسمع الأمن السوداني، لاختيار مجلس شورى الإخوان المصريين فى السودان.
كما نشر «إريك ريفز»، الباحث المتخصص في الشؤون السودانية في مقالة بصحيفة لوموند الفرنسية تقريرًا، أكد فيه تلقي نظام البشير دعمًا ماليًّا بلغ مليار دولار من الدوحة؛ لمساندة الجماعة الإرهابية، وزيادة الضغط على مصر.
معسكرات التربية الجهادية
اعترف أعضاء حركة «حسم» فى بيان رسمي، أنهم تلقوا تدريباتهم بالسودان، كما عثرت أجهزة الأمن المصرية في أغسطس 2014 على 25 صاروخًا مضادًا للطائرات، و500 قذيفة فى إحدى المناطق الجبلية بمنطقة وادي النقرة، جنوب مدينة أسوان، نقلها إرهابيون من السودان.
وخلال حكم «البشير» أقيمت ما يشبه مراكز التجنيد داخل السودان بالتعاون مع تنظيم داعش، وسمحت بمعسكرات «التربية الجهادية»، بغرض تدريب واستقبال الشباب السوداني الراغب في الانضمام إلى التنظيم، وكذلك الشباب القادم من مختلف دول العالم، قبل إصدار الأوامر لهم بالتسلل إلى البلاد عبر الجنوب وصولًا للعاصمة المصرية لتنفيذ أعمال تخريبية تستهدف مؤسسات الدولة؛ خاصة دور العبادة، وهو ما اعترفت به العناصر الإرهابية التي ألقت أجهزة الأمن القبض عليها في الإسكندرية قبل تنفيذ عمليات إرهابية في أعياد الميلاد.
وذكرت بعض التقارير أن هذه المعسكرات توافر فيها جميع أنواع الأسلحة المخصصة للأعمال الإرهابية المتنوعة، وأنه تم تخصيص ما يقرب من 2 مليار دولار من ميزانية التنظيم الدولي للإخوان لها، وأن هذه العناصر الإرهابية التي انضمت لمعسكرات الإخوان يتم تدريبهم على تصنيع القنابل بأنواعها المختلفة، وكيفية التعامل مع مختلف الأسلحة لاستهداف عدد من المنشآت الأمنية، وبعض السياسيين والعسكريين في مصر.
وبحسب جورج لوجاكو، أحد المنشقين عن نظام «البشير» يضم شمال السودان 23 معسكرًا تدريبيًّا للعناصر الإرهابية في (رينك وكسلا ودنقلا وشمال الخرطوم)، إذ ذكر أن القائمين بأعمال التدريب داخل تلك المعسكرات يضمون عناصر من حزب الله والعائدين من أفغانستان، ويعملون على تدريب العناصر الإرهابية على تصنيع القنابل بمختلف أنواعها، وكيفية التعامل مع الأسلحة، لاستهداف عدد من المنشآت الأمنية وبعض السياسيين والعسكريين في مصر.
يُشار إلى أن الحركة أُدرجت على قوائم الإرهاب في بريطانيا، في ديسمبر 2017، كما صنّفتها الولايات المتحدة الأمريكية إرهابية مطلع العام الحالي، في إجراء يعكس حالة من الازدواجية؛ لاسيما أن اعترافات المتورطين من «حسم» و«لواء الثورة»، جاءت بتبعيتهم لجماعة الإخوان، في حين اكتفت الإدارتين الأمريكية والبريطانية بتصنيف الحركتين فقط، دون التطرق للجماعة الأم.





