صلاة بتدابير احترازية.. مساجد ألمانيا تفتح أبوابها خوفًا من الإفلاس
الجمعة 08/مايو/2020 - 06:36 م
دعاء إمام
اتجهت بعض الدول في العالم نحو التعايش مع وباء كورونا المستجد (كوفيد 19)، ومنهم ألمانيا التي أعلنت تقليل إجراءات الحظر، وعودة الحياة إلى ما كانت عليه قبل ظهور الفيروس.
ومن أبرز القرارات التي اتُخذت مؤخرًا، إعادة صلوات الجماعة في المساجد، وفقًا لشروط، في الأوقات التي يقل فيها عدد المترددين في الفجر والظهر والعصر والمغرب، وتعليقها في الأوقات التي يكثر فيها عدد المصلين كصلاة العشاء في شهر رمضان وصلوات الجمعة والعيد.
واشترط المجلس الأعلى للمسلمين بعض الأمور لفتح المساجد، منها السماح لعدد محدود بالصلاة في البداية، وأن يكون بين المصلي والآخر على الأقل مترين، وأن يترك المصلون أسماءهم وأرقام هواتفهم تحسبًا لتتبع الموقف في حالة حدوث عدوى، إضافة إلى ارتداء كمامات واقية وألا يقل سن رواد المسجد عن 12 عامًا.
وربطت وسائل إعلام ألمانية بين قرار فتح المساجد، وتصريحات أيمن مزيك، رئيس المجلس الأعلى للمسلمين، التي تحدث خلالها عن إفلاس المساجد في البلاد، بسبب إجراءات العزل الصحي والإغلاق التي فُرضت للحد من انتشار فيروس كورونا، لاسيما أن أغلب المساجد تعيش على التبرعات التي تقدم إليها في صلوات الجمع، وتدفع منها إيجاراتها وأقساط قروضها العقارية ورواتب موظفيها.
وأعلن «مزيك» أن استمرار إغلاق المساجد في شهر رمضان يتسبب في تفاقم المشكلة، إذ إن نحو 30ـ 60% من هذه التبرعات يتم جمعها سنويًا خلال هذا الشهر، مشيرا إلى أن العديد من المساجد في البلاد قد لا تتمكن من فتح أبوابها بعد انتهاء الفيروس بسبب ما تعانيه من أزمة مالية، مطالبًا الحكومة الألمانية بتقديم المساعدة لإنقاذ المساجد من خطر الإفلاس.
وتختلف ممارسة العبادات في شهر رمضان هذا العام عن الأعوام السابقة، إذ تغيب عنها إقامة الصلوات الجماعية بما فيها صلاة الجمعة، والتراويح، إلى جانب الامتناع عن إقامة موائد الإفطار.
فيما ترفض الغالبية أي طقوس دينية، إذ نشر معهد إينسا كونزوليره، نتائج استطلاع رأي منتصف أبريل الماضي، أظهر أن 70% من الألمان لا يرون ضرورة لإقامة التجمعات الدينية في دور العبادة كإقامة القداسات والصلوات الجماعية خلال أزمة كورونا، بينما رأى 12% فقط ضرورة السماح بإقامة تجمعات دينية.
وتُقدر نسبة المسلمين الذين يعيشون في ألمانيا بحوالي خمسة ملايين شخص، أي ما يعادل 6% من عدد السكان الكلي، وأغلبيتهم من الأصول التركية، بينما يزيد عدد العرب على مليون، أغلبيتهم من السوريين الذين وصل عددهم إلى نحو 750 ألفًا نهاية العام الماضي.
ويقيم المسلمون الألمان في العاصمة برلين والمناطق الغربية من البلاد، وتبلغ نسبة قاطني هذه المناطق تقريبًا 98% من العدد الإجمالي للمسلمين هناك، أما بقية النسبة فيسكنون في المناطق الشرقية من البلاد.





