ad a b
ad ad ad

قصور من رمال الوهم على شواطئ ليبيا.. بناها الإخوان وسكنها أردوغان وحطمها حفتر

الأربعاء 13/مايو/2020 - 03:44 م
المرجع
مصطفى كامل
طباعة
كشفت معركة تحرير العاصمة الليبية «طرابلس» عن وجه التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية وخسارته الفعلية من عملية تحرير العاصمة من ميليشيا الوفاق، حيث تتمثل هزيمة التيار الإخواني على يد الجيش الليبي بالوقوف ضده مستفيدة من الدعم التركي المبالغ فيه، ضربة قاصمة له، بعد إعلان المشير خليفة حفتر سقوط اتفاق الصخيرات، الذي أبرم في المغرب، نهاية ديسمبر 2015، ومكّن ميليشيا الوفاق آنذاك من البقاء في السلطة، حيث يسعى الاثنان إلى تحويل ليبيا لبيت مال الجماعة من خلال السيطرة على مقدرات وثروات ليبيا، وتحويل البلاد إلى ملجأ للعناصر الإرهابية المرتبطة بالتنظيمات والجماعات الإرهابية وعلى رأسها «داعش والقاعدة»؛ إذ تعني هزيمة ميليشيا الوفاق وتحرير العاصمة من يديهم هزيمة للمشروع الإخواني في المنطقة.


للمزيد: تفويض عام.. الليبيون وراء جيشهم لدحر إرهاب الوفاق
أردوغان
أردوغان
الاستفادة بالدعم التركي

أصبحت تلك المعركة التي شارفت على الانتهاء لصالح الجيش الوطني الليبي، لتحرير العاصمة من ميليشيا الوفاق، بالنسبة للتيار الإخواني بوجه عام معركة وجود، إذ يراهن عليها للبقاء قدر الإمكان في الساحة الليبية من خلال الاستفادة من الدعم التركي المقدم له، والتي تأتي في مقدمتها الدعم المالي المبالغ فيه وحشد المزيد من المرتزقة والإرهابيين في صفوف ميليشيا الوفاق، من أجل فرض مشروع التنظيم الدولي للتمكين في البلاد بشتى الوسائل المتاحة، بغرض السيطرة على الثروات الليبية، بهدف التمكين للإخوان، والسيطرة على البلاد ومقدراتها وتقاسمها مع الحليف التركي.

ويعتمد التنظيم الدولي للجماعة الإرهابية على إعلامه بالدرجة الأولى للتجييش ضد الجيش الوطني الليبي من خلال المساندة التركية لترويج الأكاذيب، والادعاءات المتكررة بأن الجماعات الإرهابية التي تساند ميليشيا الوفاق ومرتزقة أردوغان من الفصائل السورية الموالية لأنقرة تقاتل ضد قوات الجيش الليبي تحت مسميات وهمية بالدفاع عن العاصمة وإرساء الدولة المدنية الديمقراطية، حيث أكد المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري، أن التنظيم الإخواني في ليبيا يقود حربًا اقتصادية وسياسية واجتماعية وإعلامية ونفسية ضد الليبيين بجانب المعركة الميدانية، معتمدين على آلية إقليمية ودولية في نشر الأكاذيب وتزييف الحقائق بهدف توجيه الرأي العام لمصلحة مشروعهم الذي يواجه رفضًا داخليًا واضحًا، لافتًا إلى أن الإخوان ومن يدورون في فلكهم من الإرهابيين يعتقدون أن معركتهم في ليبيا هي معركة للبقاء والتمدد في دول المنطقة.
فايز السراج
فايز السراج
البكاء على الصخيرات

فشلت حكومة فايز السراج في تثبيت أقدامها في ظل غياب الإجماع عليها، وعجزها عن وضع حد لانفلات السلاح من جهة، والأزمة الاقتصادية من جهة ثانية، الأمر الذي دفع إلى ارتفاع الأصوات المحلية والدولية للمناداة بضرورة تعديل اتفاق الصخيرات، والتأكيد في الوقت ذاته على أهمية دور القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خلفية حفتر، ولا يمكن تجاهله في معادلة الاستقرار بليبيا.

وأدى توقيع الاتفاق الذي أبرم في ديسمبر 2015 بإشراف من الأمم المتحدة إلى تشكيل حكومة الوفاق، وبات الاتفاق لا قيمة له نظرًا لفشل جميع محاولات تعديله، بسبب التدخل التركي السافر، حيث باتت أنقرة هي السبب الرئيسي والمباشر لما آلت إليه الأحوال داخل ليبيا من مآسٍ، -بحسب الكاتب المغربي مصطفى قطبي- الأمر الذي دفع فيدريكا سايني فاسانوتي، من مؤسسة بروكينغز في واشنطن -آنذاك- إلى التأكيد على أن الاتفاق لم يقدّم البتة حلًا حقيقيًا»، معربة عن أسفها لخسارة وقت قيم لأن الاتفاق لم يلق في أي وقت اعترافًا من الشعب الليبي، في إشارة منها إلى اتفاق الصخيرات.

ويرى مراقبون أن ما يدور داخل ليبيا من نتائج مباشرة للغزو التركي والحصار الجائر على عدد من المدن والمناطق في غربي ووسط البلاد والقصف المتعمد من قبل الميليشيات والجماعات الإرهابية ومعاناة السكان المحليين، أكبر بكثير مما تتناقله وسائل الإعلام، مؤكدين أن كل ما يقال عن حل سياسي للأزمة القائمة منذ تسع سنوات، أو عن دور لبعثة الدعم التابعة للأمم المتحدة، بات مجرد شعارات ليس لها أي صدى لدى مراكز النفوذ الإخواني في طرابلس.

الكلمات المفتاحية

"