حقيقة تنصيب «عبدالناصر» مرشدًا عامًّا للإخوان
الخميس 28/يونيو/2018 - 03:38 م
جمال عبدالناصر
دعاء إمام
شغلت الهوية السياسية للرئيس
المصري الراحل جمال عبدالناصر (1956-1970) -قبيل قيام ثورة يوليو 1952- الكثيرين؛
فانقسموا إلى فريقين؛ الأول: قال إنه بايع جماعة الإخوان -أسسها حسن البنَّا 1928-
في أربعينيات القرن الماضي، ووصفه بأنه «نبتة إخوانية»؛ بل تحدَّثوا عن
تيار في الجماعة سعى لتنصيبه مرشدًا عامًّا، وأن هناك وصية من المرشد الأول
لتزكيته، بينما نفى الفريق الثاني عن "ناصر" شبهة انضمامه للجماعة.
وهناك روايات كثيرة، يقصُّها محبو أو كارهو الرئيس الراحل، وكلٌّ يؤكد أنه يحاجج بالبراهين والأدلة؛ فكانت أولى الروايات ما ذُكر على لسان المؤرخ «أحمد رائف »، الذي كان عضوًا في الجماعة ثم خرج منها واكتفى بالتأريخ عنها، كاشفًا عن أسماء مجموعة من قيادات الجماعة كانت تسعى لتنصيب « عبدالناصر » مرشدًا لها، أبرزهم محمد الغزالي (مفكر إسلامي انتسب للإخوان في بداية حياته)، وسيد سابق (قيادي بالجماعة، وصاحب كتاب فقه السُّنة الشهير، وأحد علماء الأزهر)، وصلاح شادي (مسؤول قسم الوحدات في النظام الخاص للجماعة).
وقال « رائف »، في حوار له منشور بتاريخ 21 أغسطس 2008، في موقع « اليوم السابع » المصري الإلكتروني، ردًّا على سؤال « هل كان عبدالناصر يريد أن يكون على قمة الهرم في الإخوان؟ »: « إن عبدالناصر لم يرد ذلك؛ بل أن الكثير من الشيوخ والشباب في الجماعة هم من كانوا يريدون أن يكون عبدالناصر مرشدًا عامًّا رغم صغر سنه، لكن هذه الأفكار لم تلق قبولًا من الإخوان عامة وقيادات الجماعة، وكتب « الغزالي » حول هذا الخلاف في بعض كتبه التي أعلن فيها تأييده لعبدالناصر ورفضه لقيادة الجماعة، بل وحسن الهضيبي ذاته، المرشد الثاني لجماعة الإخوان (1891 - 1973)، وهما « في موكب الدعوة » و« من معالم الحق »، وهاجمت الجماعة الكتابين بل وحاولت مصادرتهما.
وأردف: « طرح بعض الإخوان أفكارًا لكيفية التعامل مع عبدالناصر، بعد عامين من ثورة 1952، وعام على خروجه من الجماعة، منها توليته مرشدًا أو قتله أو مهادنته، ولكن لم يكن أحد من القيادات الكبيرة ومكتب الإرشاد يوافق أو يقرّ هذه الأفكار ».
تعدد الأقاويل
فيما أثار المستشار الدمرداش العقالي، أحد أعضاء النظام الخاص للإخوان في خمسينيات القرن الماضي -يُوصف بأنه الأب الروحي للشيعة في مصر- حالة من الجدل بشهادته عن وصية لـ«البنا » قبل اغتياله، تفيد رغبته في تنصيب عبدالناصر مرشدًا من بعده، إذ قال إنه بايع « البنا » بالطريقة نفسها التي بايعه بها أي عضو آخر في التنظيم، وأصبح منذ عام 1942، عضوًا عاملًا في الجماعة.
وبحسب « العقالي »، ظلَّت الجماعة بقيادة البنَّا وعبدالرحمن السندي في القطاع المدني، وجمال عبدالناصر في القطاع العسكري، تعمل لتغيير الأوضاع في مصر والاستيلاء على السلطة.
وتابع في حوار له منشور يوم 3 أكتوبر 2010، بصحيفة « المصري اليوم » المستقلة: «إ نه عندما صدر قرار بحل الجماعة في 1948 واعتُقل جميع قيادة الإخوان ما عدا « البنا »، وحينئذ أيقن الرجل أنه استبقى ليُصَفَّى؛ لأنه لا معنى لأن يُعتقل جميع قيادات الإخوان وهم دونه، إلا أن يكون ذلك الأمر يُدبر له خاصة، فأعدَّ وصيته وذهب بها ليسلمها إلى صالح حرب باشا، في جمعية الشبان المسلمين -جمعية دينية اجتماعية تأسست عام 1927- وذلك في الليلة التي قُتل فيها (12 فبراير 1948) وكتب « البنَّا » موصيًّا بأن يكون المسؤول عن الإخوان في حالة اغتياله أو غيابه هو "عبدالرحمن السندي" رئيس الجهاز الخاص، وإذا لم يكن "السندي" موجودًا يُصبح جمال عبدالناصر هو المرشد العام لجماعة الإخوان.
لكن إسماعيل تركي، أحد قيادات الإخوان (شغل منصب مدير مركز البصائر للدراسات والبحوث)، ردَّ على « العقالي »، في حوار لمدونة « أون إسلام »، قائلًا إنه عند اغتيال البنَّا كان ناصر في العقد الثالث من عمره، ولم تكن ثقافته الشرعية تؤهله لتولي هذا المنصب.
افتراضية كاذبة
أما المحامي ثروت الخرباوي -قيادي إخواني انشق عن الجماعة عام
2002- فله رأي مخالف لما ذهب إليه «رائف»؛ إذ تحدث، عن كذب افتراضية
انضمام «عبدالناصر» للجماعة من الأساس، قائلًا: «ناصر لم يكن يومًا
من الإخوان، ولم يفكر أحد في تنصيبه مرشدًا عامًّا للجماعة».
ويؤكد «الخرباوي» في حوار لـ«المرجع»، أن فكرة انتماء
الرئيس الراحل للجماعة، طُرحت بشكل سطحي؛ فطبيعة دخول الأفراد إلى الإخوان،
وانتقاء أشخاص منهم لحمل السلاح ودخول النظام الخاص، تناقض طبيعة شخصية «عبدالناصر»؛ لأنها لا تقبل أن يبايع ويعطي الحق للجماعة، أو المرشد أن
يحل دمه، إذا أفشى سرًّا أو خالف أمرًا؛ فتلك الرواية مخالفة لسيكولوجية التنظيم
و«عبدالناصر»، وهذا ينفي كلية ما تردد عن إطلاق اسم حركي على «عبدالناصر» داخل أروقة الجماعة.
المصري الراحل جمال عبدالناصر (1956-1970) -قبيل قيام ثورة يوليو 1952- الكثيرين؛
فانقسموا إلى فريقين؛ الأول: قال إنه بايع جماعة الإخوان -أسسها حسن البنَّا 1928-
في أربعينيات القرن الماضي، ووصفه بأنه «نبتة إخوانية»؛ بل تحدَّثوا عن
تيار في الجماعة سعى لتنصيبه مرشدًا عامًّا، وأن هناك وصية من المرشد الأول
لتزكيته، بينما نفى الفريق الثاني عن "ناصر" شبهة انضمامه للجماعة.
وهناك روايات كثيرة، يقصُّها محبو أو كارهو الرئيس الراحل، وكلٌّ يؤكد أنه يحاجج بالبراهين والأدلة؛ فكانت أولى الروايات ما ذُكر على لسان المؤرخ «أحمد رائف »، الذي كان عضوًا في الجماعة ثم خرج منها واكتفى بالتأريخ عنها، كاشفًا عن أسماء مجموعة من قيادات الجماعة كانت تسعى لتنصيب « عبدالناصر » مرشدًا لها، أبرزهم محمد الغزالي (مفكر إسلامي انتسب للإخوان في بداية حياته)، وسيد سابق (قيادي بالجماعة، وصاحب كتاب فقه السُّنة الشهير، وأحد علماء الأزهر)، وصلاح شادي (مسؤول قسم الوحدات في النظام الخاص للجماعة).
وقال « رائف »، في حوار له منشور بتاريخ 21 أغسطس 2008، في موقع « اليوم السابع » المصري الإلكتروني، ردًّا على سؤال « هل كان عبدالناصر يريد أن يكون على قمة الهرم في الإخوان؟ »: « إن عبدالناصر لم يرد ذلك؛ بل أن الكثير من الشيوخ والشباب في الجماعة هم من كانوا يريدون أن يكون عبدالناصر مرشدًا عامًّا رغم صغر سنه، لكن هذه الأفكار لم تلق قبولًا من الإخوان عامة وقيادات الجماعة، وكتب « الغزالي » حول هذا الخلاف في بعض كتبه التي أعلن فيها تأييده لعبدالناصر ورفضه لقيادة الجماعة، بل وحسن الهضيبي ذاته، المرشد الثاني لجماعة الإخوان (1891 - 1973)، وهما « في موكب الدعوة » و« من معالم الحق »، وهاجمت الجماعة الكتابين بل وحاولت مصادرتهما.
وأردف: « طرح بعض الإخوان أفكارًا لكيفية التعامل مع عبدالناصر، بعد عامين من ثورة 1952، وعام على خروجه من الجماعة، منها توليته مرشدًا أو قتله أو مهادنته، ولكن لم يكن أحد من القيادات الكبيرة ومكتب الإرشاد يوافق أو يقرّ هذه الأفكار ».
تعدد الأقاويل
فيما أثار المستشار الدمرداش العقالي، أحد أعضاء النظام الخاص للإخوان في خمسينيات القرن الماضي -يُوصف بأنه الأب الروحي للشيعة في مصر- حالة من الجدل بشهادته عن وصية لـ«البنا » قبل اغتياله، تفيد رغبته في تنصيب عبدالناصر مرشدًا من بعده، إذ قال إنه بايع « البنا » بالطريقة نفسها التي بايعه بها أي عضو آخر في التنظيم، وأصبح منذ عام 1942، عضوًا عاملًا في الجماعة.
وبحسب « العقالي »، ظلَّت الجماعة بقيادة البنَّا وعبدالرحمن السندي في القطاع المدني، وجمال عبدالناصر في القطاع العسكري، تعمل لتغيير الأوضاع في مصر والاستيلاء على السلطة.
وتابع في حوار له منشور يوم 3 أكتوبر 2010، بصحيفة « المصري اليوم » المستقلة: «إ نه عندما صدر قرار بحل الجماعة في 1948 واعتُقل جميع قيادة الإخوان ما عدا « البنا »، وحينئذ أيقن الرجل أنه استبقى ليُصَفَّى؛ لأنه لا معنى لأن يُعتقل جميع قيادات الإخوان وهم دونه، إلا أن يكون ذلك الأمر يُدبر له خاصة، فأعدَّ وصيته وذهب بها ليسلمها إلى صالح حرب باشا، في جمعية الشبان المسلمين -جمعية دينية اجتماعية تأسست عام 1927- وذلك في الليلة التي قُتل فيها (12 فبراير 1948) وكتب « البنَّا » موصيًّا بأن يكون المسؤول عن الإخوان في حالة اغتياله أو غيابه هو "عبدالرحمن السندي" رئيس الجهاز الخاص، وإذا لم يكن "السندي" موجودًا يُصبح جمال عبدالناصر هو المرشد العام لجماعة الإخوان.
لكن إسماعيل تركي، أحد قيادات الإخوان (شغل منصب مدير مركز البصائر للدراسات والبحوث)، ردَّ على « العقالي »، في حوار لمدونة « أون إسلام »، قائلًا إنه عند اغتيال البنَّا كان ناصر في العقد الثالث من عمره، ولم تكن ثقافته الشرعية تؤهله لتولي هذا المنصب.
افتراضية كاذبة
أما المحامي ثروت الخرباوي -قيادي إخواني انشق عن الجماعة عام
2002- فله رأي مخالف لما ذهب إليه «رائف»؛ إذ تحدث، عن كذب افتراضية
انضمام «عبدالناصر» للجماعة من الأساس، قائلًا: «ناصر لم يكن يومًا
من الإخوان، ولم يفكر أحد في تنصيبه مرشدًا عامًّا للجماعة».
ويؤكد «الخرباوي» في حوار لـ«المرجع»، أن فكرة انتماء
الرئيس الراحل للجماعة، طُرحت بشكل سطحي؛ فطبيعة دخول الأفراد إلى الإخوان،
وانتقاء أشخاص منهم لحمل السلاح ودخول النظام الخاص، تناقض طبيعة شخصية «عبدالناصر»؛ لأنها لا تقبل أن يبايع ويعطي الحق للجماعة، أو المرشد أن
يحل دمه، إذا أفشى سرًّا أو خالف أمرًا؛ فتلك الرواية مخالفة لسيكولوجية التنظيم
و«عبدالناصر»، وهذا ينفي كلية ما تردد عن إطلاق اسم حركي على «عبدالناصر» داخل أروقة الجماعة.





