ترانزيت الدواعش.. تركيا مركز تدريب وعبور المسلحين إلى بقاع العالم كافة
حول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بلاده إلى محطة لعبور الإرهابيين من شتى بقاع الأرض إلى سوريا والعراق ودول القارة الأوروبية، ومركز للتجميع والتدريب العسكري، إذ استمعت محكمة التحقيق المركزية التابعة لرئاسة استئناف الرصافة الاتحادية في بغداد، إلى أقوال متهمين اثنين نفذا عمليات إرهابية في محافظتي بغداد والأنبار، وأكدا أنهما تلقيا تدريبات عسكرية ودورات إدارية في تركيا قبل التوجه إلى العراق.
وذكر بيان للقضاء العراقي، الأربعاء 29 أبريل 2020، أن المتهم الأول اعترف بالانتماء لتنظيم «داعش» الإرهابي، وتفجيره العديد من العبوات الناسفة ضد قوات الجيش العراقي، فيما اعترف الثاني بالانتماء للتنظيم، وقيامه بنصب نقاط تفتيش وهمية في محافظة الأنبار، كانت تستهدف المدنيين والقوات الأمنية.
صفقات مشبوهة
تضم العاصمة التركية أنقرة وحدها ثلاثة معسكرات لتدريب وتجنيد الجهاديين، في مدينة «كرمان، وأوزمانيا، وسان ليلورفا أورفا»، وذلك بحسب تقرير نشره المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات في هولندا، تحت عنوان: «كيف تورطت تركيا مع تنظيم داعش وما معسكرات التنظيم على أراضيها».
وأشار التقرير المنشور في أكتوبر 2019، إلى أن تركيا تدعم التنظيمات الإرهابية من خلال التمويل، وعقد صفقات لشراء النفط المسروق من مصافي نفط بسوريا والعراق، بالإضافة إلى تسهيل حصولها على مواد خطرة تستخدم في صناعة المتفجرات، وتقديم العلاج لمصابي «داعش» في المشافي التركية، وتسهيل عبور الدواعش إلى البلدان المجاورة.
وحسب المركز فإن تركيا تغض الطرف عن وجود عناصر داعش في مدينة «غازي عنتاب» بالجنوب التركي، بالإضافة إلى تجنيدها مقاتلين من التنظيم للمشاركة في الهجوم على منطقة «عفرين» الكردية شمالي سوريا، يناير 2018.
وفي يونيو 2016، نشر المدون التركي فؤاد عوني تغريدة عبر موقع «تويتر» كشف فيها وجود معسكرات تدريب لعناصر تنظيم داعش في تركيا، أحدها موجود في مزرعة كانت تابعة لرجل الأعمال والرئيس السابق لحزب كنتش، جيم أوزان، واستولت عليها الحكومة التركية، وتوجد في محافظة سكاريا، إضافة إلى معسكرات موجودة في قنيا واولوداغ وبولو وتكيرداج وأدرنه.
الوجه الحقيقي للبغدادي
في حوار مسجل معه بثته قناة «شؤون تركية» تأكيدات ضابط تركي خدم في مكافحة الإرهاب ويُدعى أحمد أيلا، وصف فيها رجب طيب أردوغان، بأنه البغدادي الحقيقي والأب الروحى لجميع التنظيمات الإرهابية، كاشفًا عن أن 60 ألف داعشي دخلوا إلى سوريا من إسطنبول.
وأوضح الضابط أن أسرة أردوغان استطاعت تحقيق أرباح كبيرة من خلال التجارة مع داعش، وإبرام الصفقات مع التنظيمات الإرهابية، مؤكدا أنه فصل من العمل لعدم استطاعته تنفيذ ما يمليه عليه النظام، من قرارات تخالف القوانين والإنسانية، إذ تدعم صراحة التنظيمات الإرهابية والعناصر المتطرفة، متابعًا أن نظام أردوغان كانوا يسمحون لجميع هؤلاء الجهاديين بالمرور على مقر عمله دون توقف أو تحقيق معهم.. الأمر الذي رفضه.
وعد الخلافة الإسلامية
من جانبه، يقول الدكتور بشير عبد الفتاح، الباحث المختص في الشأن التركي بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية: إن علاقة تركيا بتنظيم داعش قديمة منذ ظهوره بالعراق والشام، وكانت واضحة عندما كانت تركيا تقوم بشراء النفط منه بثمن بخس.
وأضاف عبد الفتاح في تصريح لـ«المرجع»، أن تركيا توظف داعش لخدمة مشاريعها الإقليمية، وتستخدمهم في مواجهة الأكراد، مشيرًا إلى أن الرئيس التركي يرى أن وجود تنظيم إرهابي مثل داعش يمكن التفاهم معه أفضل من النزعات الاستقلالية لدى الأكراد.
وأكد الباحث في الشأن التركي أن أردوغان يظهر دائمًا بأنه محارب لـداعش، ويقوم باعتقال عناصره، في محاولة للتغطية على تواطئه مع التنظيم، بعدما أظهرت مخابرات دولية كالروسية والأمريكية تورطه في علاقات مع هذه التنظيمات.
للمزيد.. «قانون بوليسي» جديد يشدد قبضة «أردوغان» على مستخدمي الإنترنت ومواقع التواصل





