تشاد تنسحب من «مكافحة الإرهاب» بالساحل الأفريقي
قررت دولة تشاد الانسحاب من القوات التي تنفذ عمليات عسكرية لمواجهة الإرهاب في منطقة الساحل الأفريقي، وهو ما يزيد من فرص الجماعات المتطرفة خاصة بوكو حرام في ممارسة أعمالها الإرهابية.
وفي نهاية أبريل 2020، أعلن الرئيس التشادي إدريس ديبي، أن جيش بلاده سيوقف المشاركة في العمليات العسكرية خارج حدود البلاد، قائلا: إن «جنودنا يموتون من أجل بحيرة تشاد والساحل.. من اليوم لن يشارك أي جندي تشادي في عملية عسكرية خارج تشاد».
والجيش التشادي مُنخرط في الحرب ضد الإرهاب بمنطقة الساحل الأفريقي وحول بحيرة تشاد، وهي المنطقة التي تنشط فيها جماعة بوكو حرام المتطرفة.
وتقع تشاد والنيجر ونيجيريا وكذلك الكاميرون على بحيرة تشاد التي تتألف من سلسلة بحيرات ومستنقعات تتخللها جزر صغيرة أصبحت ملاذا مثاليًا لبوكو حرام.
وتُعتبر موريتانيا وتشاد مثالين للتعاون الإقليمي والدولي الفعال في مكافحة الإرهاب والتطرف، كما لعبت تشاد دورًا قويًا في العمليات العسكرية في البلدان المجاورة، وعلى مدى سنوات، واصلت حكومة تشاد مشاركتها النشطة في الدورات التدريبية لمكافحة الإرهاب خاصة في عام 2018.
كما واصلت الشرطةُ الوطنية التشادية السعي نحو الحصول على تدريب الحكومة الأمريكية في مجال التحقيقات، والتعامل مع الأزمات وأمن الحدود.
الانسحاب من القوة المشتركة، خطوة ثانية في اتجاه مغاير للتعامل مع الإرهاب خارج حدودها؛ حيث عدلت قانون عقوبة الإرهاب، بهدف «مواءمة الدستور بما يتفق مع جميع بلدان مجموعة بلدان الساحل الخمس».
ويهدف تعديل القانون إلى إلغاء عقوبة الإعدام، وهو ما تبرره الحكومة بإن «منطق قتل رجل لمعاقبته على قتل شخص آخر هو أمر سخيف».
يذكر أن الدولة الواقعة في شمال إفريقيا الوسطى أقرت مشروع قانون عام 2016 لإلغاء عقوبة الإعدام؛ لكنها استثنت مرتكبي الإرهاب.
آخر إعدام قانوني مسجل في البلاد كان في أغسطس 2015 ، عندما قتل 10 مشتبه بهم من أعضاء جماعة بوكو حرام المتمركزة في نيجيريا المجاورة بالرصاص.
في 23 مارس 2020، وقع هجوم إرهابي من قبل بوكو حرام في معسكر عسكري في بوما، تشاد، والذي أودى بحياة 92 جنديًّا تشاديًا على الأقل، كانوا مجهزين بمدافع رشاشة وقنابل، كما أسفر الحادث عن إصابة 47 شخصًا.
تتمتع الجماعة الإرهابية بسمعة طيبة في الهجمات المستمرة في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، مع استراتيجية تتضمن في الغالب الانتحاريين دون السن القانونية.
سجلت الحكومة التشادية تقدمًا كبيرًا في الحرب ضد الإرهاب في أبريل 2020 بقتل 1000 مقاتل بوكو حرام من خلال عملية تم إطلاقها في 31 مارس 2020 في منطقة بحيرة تشاد الحدود، لكنها في النهاية قررت الانسحاب من المواجهة.
وتواجه تشاد اتهامات من دول الجوار بعرقلة جهود مكافحة الإرهاب في المنطقة؛ خاصة الخلاف بينها وبين نيجريا، بسبب قرارات الرئيس ديبي؛ حيث يقول موقع «يلا أفريقيا» إنه يجب أن يفهم العالم بوضوح أن تشاد في ظل ديبي لا تحارب الإرهاب، وأن الرئيس يقاتل الرئيس من أجل بقائه السياسي، لكنه وجد أن لوح الإرهاب أداة ضرورية لتغذية طموحه.





