سيناريوهات ما بعد الحظر.. ألمانيا تقطع ذراع حزب الله
أثار قرار ألمانيا بتصنيف ميليشيات حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران، على أراضيها كـ«منظمة إرهابية»، تساؤلات حول مصير العلاقات اللبنانية الألمانية؛ خاصة وأن حزب الله حاليًّا يسيطر على الحكومة، بعد تولي «حسان دياب» رئاستها في البلاد؟، وكيف ستؤثر تلك الخطوة على العلاقات الألمانية الإيرانية؟. خصوصًا أن طهران بعد الحصار الأمريكي تعول على علاقات جيدة مع ألمانيا ودول الاتحاد الأوروبي.
واعتقلت الشرطة الألمانية عددًا من العناصر يشتبه انتماؤهم للحزب، وبالرغم من أن ألمانيا سابقًا كانت تفرق بين الذراع السياسية والعسكرية للحزب، حتى تترك مساحة للتواصل إلا أن الأمر اختلف حاليًّا، وتم قطع ذراع إيران السياسية والعسكرية، بعد تقرير استخباراتي ألماني تضمن تحذيرًا قويًا من خطورة أنشطة المليشيات اللبنانية على المصالح الخارجية لأكبر اقتصاديات أوروبا.
وفيما يتعلق بالعلاقات اللبنانية الألمانية، يقول الصحفي والباحث في الشأن الإيراني أسامة الهتيمي: إن الخطوة التي اتخذتها الحكومة الألمانية بشأن حظر حزب الله اللبناني لم تكن مفاجئة، إذ يفترض أنها تأتي استكمالًا لما شهده البرلمان الألماني في ديسمبر الماضي حيث صوت بأغلبية كبيرة على تمرير قانون بهذا الشأن ومن ثم فإنه لم يكن للحكومة أن تتجاهل الموقف البرلماني.
وأضاف في تصريح لـ«المرجع» أن انتظار الشهور الفاصلة بين التصويت البرلماني والقرار الحكومي، يعني أن الحكومة درست بشكل جيد تداعيات اتخاذ هذا القرار خاصة فيما يخص العلاقات الألمانية اللبنانية التي يعد حزب الله أحد مكوناتها.
وأشار إلى أن برلين ربما قررت أن تسير على نفس نهج الولايات المتحدة الأمريكية التي تصنف حزب الله اللبناني بجناحيه العسكري والسياسي منذ سنوات كمنظمة إرهابية فيما لم يمنع ذلك واشنطن من أن تبقي علاقة مفتوحة مع لبنان، بل إن وشنطن أحد أهم الداعمين للحكومة اللبنانية على الرغم من أن أمريكا في الوقت نفسه لم تتوان عن اتخاذ كل الإجراءات التي من شأنها تعطيل الشبكات الإجرامية التي تساعد في تمويل حزب الله وهو ما يشبه إلى حد كبير نهج كل من هولندا وبريطانيا وكندا.
توسيع الفجوة بين طهران والدول والأوروبية
وتابع أنه فيما يخص العلاقات الإيرانية الألمانية فلاشك أن هذا القرار سيوسع من الفجوة بين طهران والدول الأوروبية الثلاث الموقعة على الاتفاق النووي 2015 «ألمانيا – بريطانيا – فرنسا» التي تعول عليها طهران حتى اللحظة في التخفيف من حدة العقوبات الاقتصادية.
لعبة التناقض لدى إيران
واستكمل أن تلك الخطوة جاءت لترسخ لدى النظام الإيراني أنه لا يمكن الفصل بشكل حاد فيما بين الطرف الأمريكي والطرف الأوروبي الذي يتخذ من المواقف الأمريكية سقفا له، حتى لو بدا أحيانا أنه يتحرك في مساحة محددة بشكل يتسم بالحرية والاستقلال عن السياسة الأمريكية.
وأضاف: أن هذا لا يعني أن تقع إيران في فخ اتخاذ رد فعل يقطع شعرة معاوية بين إيران والدول الأوروبية؛ خاصة أن إيران مازالت وحتى اللحظة تلعب على بعض التناقضات الأوروبية الأمريكية لتحقيق مصالحها من ناحية والتأكيد على إمكانية استمرار لعبها الدور الوظيفي الذي هو المحدد للإستراتيجة الأمريكية في التعاطي مع إيران.
فوائد الحظر داخل ألمانيا
ويحمل هذا الحظر أيضًا فوائد، وفقًا لما أكده برلمانيون ألمان، ففي يونيو 2019، ذكر النائب من الحزب المسيحي الديمقراطي، ماريان فينت الذي يؤيد فرض حظر شامل على حزب الله ونشاطاته في ألمانيا، أن حزب الله لا يقوم فقط بالدعاية، بل يشكل منظمة عسكرية إرهابية إجرامية، والحظر سيأتي بفوائد، إذ يمكن منع التحويلات مالية له، والكشف عن تركيبة شبكة العصابات الإرهابية.
للمزيد: إخفاق إيراني جديد.. ماذا بعد انشقاق فصائل الحشد الشعبي بالعراق؟





