الإرهاب يضرب بلاد الأدب.. شبح داعش يزور الدنمارك ويعبث في عقول شبابها
لم يكن الأديب الدنماركي هانس كريستيان أندرسن يتخيل أثناء كتابته لقصصه الخرافية مثل «فرخ البط القبيح»، و«ثوب القيصر الجديد»، أن بلاده الواقعة في شمال أوروبا سوف تواجه شبحًا مظلمًا يسمى بالإرهاب، يفوق في خرافاته وجنونه ما يمكن أن يتخيله عقل بشري.
خلية في قلب كوبنهاجن
أعلن جهاز الشرطة في الدنمارك أن قواته نجحت في تنفيذ ضربة استباقية ضد خلية إرهابية قبل تنفيذ عملية دموية جديدة.
ووفقًا للبيان الصادر عن الشرطة ومسؤولي الأمن والمخابرات الدنماركية، الخميس 30 أبريل 2020، فإن قوات الأمن نجحت في تنفيذ عملية لإحباط هجوم كان يستهدف العاصمة كوبنهاجن.
وأشارت الجهات الأمنية في البلاد أن العملية سوف يتم الكشف عن ملامحها خلال الفترة المقبلة، لإيضاح طبيعتها والأفراد المقبوض عليهم، وطبيعة العملية الإرهابية التي كان من المقرر تنفيذها في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن.
إرهاب في بلاد الأدب
تقع الدنمارك في شمال القارة الأوروبية، وتضم في تكوينها الجغرافي عدة جزر، ساهمت في تشكيل وعي وخيال المواطن الدنماركي؛ ما أسهم في زيادة شهرتها بالأدب والشعر على مر العصور، إلا أن ذلك لم يمنع شبح الإرهاب من زيارتها.
ففي 25 مارس 2020، اتهم المدعي العام الدنماركي طهران بمحاولة اغتيال رئيس حركة النضال العربي لتحرير الأحواز حبيب جبر في الدنمارك، عن طريق مواطن نرويجي من أصول إيرانية، وذلك على بعد 60 كيلومترًا من العاصمة الدنماركية كوبنهاجن.
وظهر تنظيم داعش في البلاد بصورة واضحة؛ حيث أدانت محكمة دنماركية، نوفمبر 2019، 3 أشخاص يحمل اثنان منهم الجنسية الدنماركية بتهمة بيع طائرات مسيرة، وكاميرات حرارية، وقطع غيار ومعدات متنوعة للتنظيم الإرهابي؛ بهدف استخدامها في القتال داخل سوريا والعراق.
وفي ديسمبر 2019، ألقت الشرطة الدنماركية القبض على 20 شخصًا تقريبًا بسبب انخراطهم في أنشطة إرهابية في مناطق متفرقة من البلاد، ووفقًا للبيان الصادر عن الأجهزة الأمنية في البلاد، فإن هؤلاء الإرهابيين امتلكوا أدوات مخصصة لصناعة المتفجرات، وحيازة الأسلحة.
وفي مطلع عام 2019، طعن طالب لاجئ سوري يدعى مؤيد الزعبي، 32 عامًا، عدة أشخاص عشوائيًّا في البلاد، كما عثر في منزله على رسومات مخصصة لصناعة قنابل، واعترف الإرهابي خلال التحقيقات بأنه قام بهذا الهجوم نيابة عن تنظيم داعش الإرهابي، وأنه تلقى دعمًا من دياب خديجة، وهو إرهابي حكم عليه بالسجن لمدة 6 سنوات ونصف بعد عملية إرهابية في ألمانيا، يوليو 2017.
وفي نوفمبر 2017، أدانت المحكمة العليا في الدنمارك فتاة في الـ17 من عمرها بعد تخطيطها لتفجير مدرستين، وجاء حكم المحكمة بالسجن لمدة 8 سنوات، بعد أن عثر في منزلها على مواد كيميائية مخصصة لصناعة القنابل، بعد أن تواصلت الفتاة مع تنظيم داعش الإرهابي عبر الإنترنت، وأقنعها بالقتال في صفوفه.
وجاءت هذه العمليات الإرهابية على الرغم من أن الحكومة الدنماركية أصدرت في عام 2016 قانونًا لمكافحة الإرهاب، وشمل عددًا من الإجراءات، مثل تفنيد الآراء المتطرفة على الإنترنت، تحت مسمى صوت المنطق الرقمي، بمشاركة جهاز الأمن والاستخبارات الدنماركي ومنظمات المجتمع المدني.
ويهدف القانون الجديد إلى المراقبة المشددة لمواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات الإلكترونية؛ بهدف معرفة الآراء المتطرفة المنتشرة عبرها، وإلقاء القبض عليها، خصوصًا بعد محاولات تنظيم داعش الإرهابي أن يتواصل مع الشباب الدنماركي عبر شبكة الإنترنت؛ بهدف إقناعهم بالقتال في صفوف التنظيم، سواء بالسفر إلى سوريا والعراق أو القتال كذئاب منفردة.





