أردوغان وتحرير الشام.. علاقة إرهابية بدأت بتعاون وانتهت بحرب
الأربعاء 20/مايو/2020 - 01:53 م
آية عز
توتر يصل إلى حد الانهيار، تشهدها علاقة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع مرتزقته من فصائل الإرهابيين في إدلب، إذ تجري في الوقت الحالي وفقًا لما أكده المرصد السوري لحقوق الإنسان، مفاوضات سياسية بين ما تُعرف بـ«هيئة تحرير الشام» والحكومة التركية لإنهاء التوتر الذي حدث بينهما في الأيام الماضية، وهذا التوتر حدث بسبب تدخل القوات التركية لفض اعتصام عناصر الهيئة، وبعض المعارضين السوريين في مدينة «النيرب» شرقي محافظة إدلب على طريق (حلب – اللاذقية)، في محاولة منها لتسيير دورية مشتركة مع روسيا، ويحضر تلك المفاوضات عدد من قيادات تنظيم يسمى بـ«فيلق الشام» وبعض الفصائل الأخرى الموالية لتركيا.
ووفقًا للمرصد، جرى تبادل لإطلاق النار بين الطرفين بالقرب من بلدة النيرب؛ ما أسفر عن مقتل وإصابة ثلاثة عناصر من أعضاء الهيئة، ومقتل عدد من الجنود الأتراك، بالإضافة إلى إصابة آخرين من الجيش السوري.
وكانت قد هاجمت القوات التركية عناصر الهيئة؛ ردًّا على هجومها على نقاط عسكرية لها في منطقة النيرب.
وجاء هجوم الهيئة كرد فعل عن هجوم الأتراك على عناصرها المعتصمين.
ورصد المرصد السوري، تحليق مروحيات تابعة للجيش التركي من نوع «بيرقدار»، ضربت معتصمي الهيئة، وكذلك رصد نقل المروحيات لمصابين من الجيش التركي من نقاطها العسكرية بجنوب شرقي إدلب.
وتعتبر الاشتباكات بين الجيش التركي وتحرير الشام، هي الأولى من نوعها منذ أن بدأت تركيا تتقرب من روسيا في أواخر عام 2018.
وكانت الهيئة وبعض سكان المحافظة الشمالية كانوا قد اعتصموا منذ عدة أسابيع لاعتراضهم على الوجود الروسي في سوريا، إضافة إلى أنهم رفضوا الاتفاقات الدولية بين الروس والأتراك بشأن إدلب.
وبسبب تلك الاحتجاجات لم تستطع القوات التركية والروسية إكمال مسار 5 دوريات.
تركيا تبيع الهيئة
وعلى الرغم من العلاقة الوثيقة التي جمعت الحكومة التركية والهيئة خلال السنوات السابقة؛ حيث قدم الجانب التركي العديد من المساعدات المختلفة لأعضاء الهيئة، شملت الأموال والعتاد والملابس والطعام، إضافة إلى ذلك كانت الهيئة تعتبر الرئيس التركي أردوغان بمثابة الأب الروحي لها، إلا أن المصالح تحكم، إذ بدأت تركيا بتغيير سياستها، ونبذت الهيئة لتتقرب من روسيا التي تربطها العديد من المصالح معها.
وكانت قد أعلنت في الفترة الماضية بعض الفصائل المسلحة الموجودة في الشمال السوري عبر منابرها الإعلامية المختلفة عن رغبة تركيا في تفكيك الهيئة، مؤكدة أن الحكومة التركية تواصل جهودها على مستويات عدة من أجل إقناع قيادات الهيئة بأمر الحل.
وعن ذلك يقول عبد الخبير عطالله، المحلل السياسي: إن العلاقات التركية بتحرير الشام بدأت تنهار وتوشك على النهاية، بسبب المصالح التركية مع روسيا؛ خاصة أن الحكومة التركية بدأت في إعادة ترتيب أجندتها السياسية والخارجية في الوقت الحالي، وتريد أن تبعد الشبهات التي تحوم حولها بشأن دعمها للإرهاب، وكل هذه الأمور تجعلها تتخلى في أي وقت عن تحرير الشام مقابل مصالحها الشخصية.
وأكد عطاالله في تصريح لـ«المرجع»، أن هناك خلافات سياسية كثيرة بين تركيا وبين الهيئة في الوقت الحالي، بسبب رغبة الأخيرة في محاربة الجانب الروسي وخوض معارك ضده، ولا تريد الحكومة التركية هذا الأمر، لذلك فهناك توتر في العلاقات، وهذا يجعل تركيا تتخلى عن الهيئة بمنتهى السهولة.





