كورونا في قلب الصراع «الإيراني - الأمريكي»
الخميس 30/أبريل/2020 - 03:55 م
إسلام محمد
بدلًا من أن يشكل انتشار فيروس كورونا في العالم مبررًا لاستعادة الهدوء بين الدول وإيقاف الصراعات المسلحة للانشغال بمكافحة المرض المستجد كما حدث في عدد من مناطق النزاعات المسلحة، يبدو أن الصراع الإيراني الأمريكي هو استثناء من تلك القاعدة، فالتوتر في الخليج العربي تصاعد خلال الأيام الماضية بشكل كبير، على خلفية التحرشات بين الزوارق البحرية الإيرانية والسفن الحربية الأمريكية، في مضيق هرمز.
وعلى الرغم من فتك المرض القاتل بأرواح قرابة 6 آلاف إيراني بحسب الإحصاءات الرسمية، وتجاوز القتلى الأمريكيون 50 ألفًا، وتضرر الاقتصاد بين البلدين بشكل غير مسبوق، لكن ذلك بدا لدى الطرفين حافزًا لإشعال مواجهة عسكرية مع الطرف الآخر استغلالًا لانهماكه في أزمة كورونا وعدم جاهزيته لأي مواجهة، ولذلك شهدت المنطقة تحركات عسكرية من جانب القوات الأمريكية، وكذلك من جانب الحرس الثوري الإيراني وميليشيات الحشد الشعبي العراقية المسلحة التابعة لطهران، على اعتبار أن ساحة المواجهة المفترضة بين الجانبين ستكون هي الأراضي العراقية أو مياه الخليج العربي.
وقد حاولت طهران
استغلال تفشي الوباء لتصعد من ضغوطها الدبلوماسية والإعلامية على واشنطن
لرفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها منذ أغسطس 2018، عبر اتهام
الولايات المتحدة بأنها تعرقل الحرب العالمية ضد فيروس كورونا المستجد، وهو
ما ردده وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، والرئيس حسن روحاني
مرارًا.
وعلى خلفية
ذلك أيضًا تقدمت طهران بطلب لصندوق النقد الدولي بقرض قيمته 5 مليارات دولار
لمواجهة نقص الأدوية والأغذية اللازمة وانتشار الفيروس، لكن واشنطن
رفضت هذا القرض بحجة أن تلك الأموال ستُوجه ليس إلى القطاع الصحي بل إلى
دعم الميليشيات الشيعية الإرهابية التي تنخرط في أنشطة إرهابية في دول
المنطقة كسوريا والعراق واليمن.
وفي
حين اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، عقوبات الولايات المتحدة بأنها أضعفت
قدرة إيران على الاستجابة للتداعيات الصحية لتفشي وباء "كوفيد-19" وطالبت
الولايات المتحدة بتخفيف عقوباتها وتوسيع نطاق ترخيص المواد المعفاة من
العقوبات لتأمين حصول إيران على الموارد الإنسانية مبينة أن الإعفاءات
الإنسانية في العقوبات الأمريكية لم تدفع الشركات والمصارف الأجنبية لتصدير
السلع الإنسانية المعفاة، خوفًا من التعرض للعقوبات.
لكن
واشنطن في المقابل تقول إن المرشد الإيراني لديه ثروات طائلة خاضعة لإمرته، ولكن صحة مواطنيه ليست من أولوياته، كما تقول إن وزارة الخزانة الأمريكية
و"أمانة الدولة للشؤون الاقتصادية السويسرية" أطلقت في يناير الماضي قناة
إنسانية لنقل الأدوية.
وللمفارقة
فإنه بالرغم من أن أمريكا سجلت حتى اليوم أعلى نسبة موتى وإصابات على
مستوى العالم، فأن نظام الملالي اعتبر انتشار الفيروس حربًا أمريكية
بيولوجية، وأنه وباء مصنوع من قبل الولايات المتحدة لاستهداف نظام الملالي، وركزت وسائل الإعلام الإيرانية على هذه النغمة، ففي مطلع الشهر الماضي، قال
قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، إن هذا المرض القاتل قد يكون
ناتجًا عن هجوم بيولوجي أمريكي، ثم جاء هو نفسه ليعلن بعد أسابيع أن بلاده
مستعدة لمساعدة واشنطن في مواجهة كوفيد – 19، كما وجه مهدي طائب، رئيس مقر
عمار أحد أبرز رجال الدين في إيران، اتهاماته إلى الولايات المتحدة، متهمًا إياها بصنع الفيروس.
وقال:
"الولايات المتحدة هي التي صنعت کورونا؛ وذلك لقطع خط البصيرة الدينية
والإرشاد الإلهي، بعدما رأت أن إيران أصبحت شعلة لإرشاد العالم.. العلم
ينتشر من قُم إلى العالم، وقد فهموا هذا جيدًا فأتوا لإطفاء هذه الشعلة".





