لاتنشر..تم التصحيح...«الإبادة الجماعية».. يد «تركيا» ملطخة بدماء اليونانيين
دائمًا ما يضع «الأتراك» أنفسهم في وضع «المظلومية»، زاعمين الاضطهاد من الدول الأوروبية، ولكنهم أغفلوا قيام تركيا بارتكاب أبشع المجازر التاريخية في حق كثير من الشعوب، ولكن الأبرز منها «الإبادة الجماعية اليونانية» والتي راح ضحيتها ما يقرب من 750 ألف ضحية.
بداية مجازر الأتراك في حق اليونانيين، كانت مع
وصول مصطفى كمال «مؤسس تركيا»، الذي حصل لاحقًا على لقب «أتاتورك»، في 19 مايو عام
1919، وأول ما فعله مصطفى كمال هو عقد لقاء مع طوبال عثمان، وهو زعيم ميليشيا تركي
معروف بوحشيته ضد اليونانيين، للتدبير لإبادة شاملة لليونانيين في تركيا، لم يكن الهدف
أرواح اليونانيين فحسب، بل ممتلكاتهم وثرواتهم أيضًا.
وتشير الدراسات التي أجريت خارج تركيا إلى أن الإبادة الجماعية «لليونانيين البونتيك» كانت متعددة ولسنوات في تركيا، وذكرت العديد من الصحف الغربية تقارير عن انتهاكات جسيمة ارتكبتها القوات التركية بحق المدنيين المسيحيين اليونان.
إحراق المنازل اليونانية بالبنزين
ووفقاً للمؤرخ البريطاني «أرنولد توينبي»، فقد تعمدت القوات التركية إحراق العديد من المنازل اليونانية وصب البنزين عليها والتأكد من دمارها كليًا.
واستمرت المذابح على طول الفترة الممتدة بين سنة 1920 حتى 1923، خلال حرب الاستقلال التركية، ضد اليونانيين في منطقة البحر الأسود.
وقال الحاكم لمقاطعة سيوس حينها« أبوبكر حازم تيبيران» في عام 1919، إن المجازر كانت رهيبة حتى إنه لم يستطع تحمل الإبلاغ عنها.
وكان يشير إلى الفظائع التي ارتكبت ضد اليونانيين في منطقة البحر الأسود، فوفقاً للإحصائيات الرسمية فقد قتل 11181 من اليونانيين في عام 1921 فقط، على يد الجيش المركزي تحت قيادة نور الدين باشا (الذي اشتهر بأنه قتل المطران كريسوستوموس).
وفي هذا الوقت طالب بعض نواب البرلمان بإعدام نور الدين باشا وتقرر تقديمه للمحاكمة على الرغم من أنها ألغيت لاحقاً لتدخل مصطفى كمال.
وكتبت الصحف التركية أن «نور الدين باشا» اقترح قتل جميع السكان اليونانيين المتبقين في الأناضول، وهو اقتراح رفضه مصطفى كمال.
جثث متناثرة محترقة
وفي 25 فبراير 1922، ظهرت مذابح على نطاق واسع ضد اليونانيين في منطقة البنطس، والتي تقول اليونان وقبرص بأنها إبادة جماعية، حيث دُمرت 24 قرية في تلك المنطقة تمامًا.
وكتبت صحيفة«أتلانتا أوبزيرفر» الأمريكية حينها أن رائحة جثث النساء والأطفال المحترقة في البنطس تأتي بمثابة تحذير لما ينتظر المسيحيين في آسيا الصغرى بعد انسحاب الجيش اليوناني.
وشهدت الأشهر القليلة الأولى من عام 1922، قتل ما يقرب من 10,000 يوناني من قبل القوات الكمالية المتقدمة، وفقًا لما ذكرته صحيفة بلفاست الإخبارية.
استعباد النساء والأطفال
وأقدم الأتراك على ممارسة الرق، واستعباد النساء والأطفال لخدمة نسائهم، كما قام عدد من الجنود الأتراك باغتصاب النساء، وعامل الأتراك منظمات الإغاثة الأمريكية بأقل احترام، حتى عندما كانوا يساعدون المدنيين المسلمين.
وكتبت صحيفة « Christian Science Monitor» الأمريكية، أن السلطات التركية منعت أيضا المبشرين وجماعات الاغاثة الإنسانية من مساعدة المدنيين اليونانيين الذين أحرقت بيوتهم، حيث تركت السلطات التركية هؤلاء الناس للموت على الرغم من وفرة المساعدات، موضحة أن الأتراك حاولوا إبادة السكان اليونانيين بشدة أكبر مما كان يمارس تجاه الأرمن في عام 1915.
750 ألف ضحية
وفقًا لمصادر تاريخية مختلفة، توفي الآلاف من العثمانيين اليونانيين خلال هذه الفترة، وهرب معظم اللاجئين والناجين إلى اليونان، ولجأ البعض ولاسيما في المقاطعات الشرقية، إلى الإمبراطورية الروسية المجاورة، وكان عدد الضحايا اليونانيين وفقاً للمصادر يتراوح بين 450 و750 ألفًا.
معاهدة لوزان
اضطر عدد كبير من سكان اليونان لمغادرة أوطان أسلافهم في«إيونيا والبنطس وتراقيا الشرقية» في الفترة بين عامي 1914 و1922، ولم يسمح لهؤلاء اللاجئين، أن يعودوا الإ بعد عام 1923عندما وُقعت« معاهدة لوزان» والتي نصت على تبادل تركيا واليونان السكان.
وبموجب تلك المعاهدة التي وقعتها الحكومتان، انتقل المواطنون الأرثوذكس اليونان في تركيا إلى اليونان، وعاد المواطنون المسلمون في اليونان إلى تركيا.
كانت تلك المعاهدة الجزء الأخير من حملة التطهير العرقي التي قام بها مصطفى كمال أتاتورك، لإنشاء وطن نقي عرقيًا من الأتراك، حيث اقتلع نحو 1.5 مليون من اليونانيين في تركيا في مقابل أقل من نصف مليون مسلم من اليونان طردوا من ديارهم، ووفقا للمؤرخة دينا شيلتون: «أنهت معاهدة لوزان النقل القسري لليونانيين من البلاد».
للمزيد:تركيا تتخبط بقضية اللاجئين.. وكورونا يفضح ألاعيب أردوغان مع أوروبا





