جزر المالديف.. جنة سياحية يسعى داعش لتحويلها جحيمًا
مع انشغال الحكومات بمعالجة الآثار السلبية لجائحة كورونا المنتشرة عالميًا، تسعى الجماعات الإرهابية لاستغلال الأزمة لمد نفوذها على مناطق جديدة وتشديد السيطرة على جغرافيات استراتيجية، ونظرًا لما تمتلكه جزر المالديف من أهمية اقتصادية وسياحية اختارها تنظيم داعش واجهة جديدة للتمدد في ظل الجائحة.
ففي 16 أبريل 2020 تبنى تنظيم داعش عبر
منصته الإعلامية على موقع التواصل الاجتماعي تيليجرام صحيفة النبأ الهجوم، الذي
استهدف خمسة زوارق بحرية في أحد موانئ جزيرة ماهيبادهو شمال دولة المالديف، الواقعة
بالمحيط الهندي بالقارة الأسيوية.
ووفقًا للصحف الداخلية فأن الزوارق
الخمسة يتبع أحدها الشرطة، وآخر لشركة نفط وآخر لهيئة الإسعاف، أما الاثنان
الباقيان فيعودان إلى هيئات الحكومة، وقد استُهدفت الزوارق بواسطة قنابل أحرقتها
تمامًا في 10 أبريل 2020 وحينئذ اعتبرتها السلطات عملية إرهابية مدبرة.
الانتقام من الحكومة
خلال الإعلان الذي تبناه داعش
للمسؤولية عن الحادث، أظهر بعض توجهه الفكر والإيديولوجي تجاه المنطقة، إذ اعتبر
الهجوم بمثابة انتقام من الحكومة وأذرعها، والتي اعتبرها كافرة ومرتدة وفقًا
لرؤيته.
معللًا ذلك باتخاذها الديمقراطية
سبيلًا للحكم، وأن الحزب الحاكم بالبلاد بما يعتمده من أساليب بعيدة عن الدين –وفقًا
لتقرير النبأ الداعشي- يعد كافرًا ويجوز تنفيذ ضده الهجمات الدامية وتخريب جميع
ممتلكاته.
وبناء على ذلك، اعتبر موقع ديبلومات
الآسيوي، أن الهجوم الداعشي الجديد أقرب للتصنيف بكونه انتقامًا من الحكومة، لما تشكله
من حملات أمنية قوية ضد مجموعات مرتبطة فكريًا بداعش وبجماعات الإرهاب في باكستان،
وقد بدأت هذه الحملات الحكومية تزداد قوتها في نهايات 2019.
كما أكد موقع ديبلومات أن التنظيم كثف
من تهديداته للحكومة عبر قنواته الإعلامية بعد تصنيف داعشي يدعى محمد أمين كإرهابي
دولي بواسطة وزارة الخزانة الأمريكية في سبتمبر 2019، وكان أمين يعمل على تجنيد
الشباب في جزر المالديف للانضمام لتنظيم داعش إلى جانب تكوين خلايا عنقودية تابعة
للتنظيم فكريًّا وتنظيميًّا، منها خلية وصل عدد أفرادها إلى نحو 30 شخصًا وفقًا
للحكومة.
ونظرًا لأهمية المسؤوليات التي أوكلها
تنظيم داعش لأمين، فأن عمليات المداهمة ضده وضد مجموعته كان لها وقع كبير على خطط
التنظيم في الانتشار بالمالديف، ولذلك هدد التنظيم باستهداف المصالح الحكومية.
استهداف القطاع السياحي
باعتبار الاقتصاد وموارد الدخل المالي
من أهم المقومات التي تساعد الساسة على تنفيذ استراتيجيتهم في الحكم عمد ""داعش" لاستهداف قطاع السياحة الذي تقوم عليه الدولة، إذ يمثل نحو ثلثي دخلها القومي
محاولًا إنهاكها إلى جانب استهداف رعايا الدول الأجنبية ممن يقصدونها للتنزه وقضاء
العطلات، وبذلك تتعاظم التأثيرات الناتجة عن الاستهداف الداعشي للجزر السياحية.
إذ بدأت هجمات داعش تقصد جزر المالديف منذ
فبراير 2020- عندما طعن مجهولون كشفت التحقيقات فيما بعد انتماءهم لداعش- ثلاثة سائحين بالبلاد وهم: أسترالي وصينيان، وتعد تلك
هي أول عملية لداعش بالمالديف الذي تريد بسط سيطرتها عليها انتقامًا من الحكومة معتمدة
على هجمات القطاع السياحي، وما خلفه فيروس كورونا من إشغال للأنظمة وأجهزتها
الأمنية.





