تصدعات وانشقاقات في القطاع القضائي بـ«هيئة تحرير الشام»
الثلاثاء 21/أبريل/2020 - 04:26 م
آية عز
تشهد ما تُعرف بـ«هيئة تحرير الشام» - جماعة إرهابية في محافظة إدلب شمال سوريا- التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي منذ فترة، حالة من التصدع و الانشقاقات، خصوصًا القطاع القضائي بداخلها؛ بسبب صراع القيادات والتغيرات السياسية التي تشهدها الساحة السورية.
ولقي أبرز القيادات في القطاع القضائي بالهيئة المدعو «على عبدالله التركي» المكنى بـ« أبوبكر حريتان»، مصرعه إثر تفجير تعرض له؛ بسبب عبوة ناسفة، استهدفت سيارته في مدينة « كفر تخاريم» بريف إدلب الشمالي، وكان يتوجه إلى المحكمة وبرفقة كاتبة.
ويأتي هذا الاغتيال الحادث، بعد مضي أسبوع على إعلان المدعو «بسام صهيوني» رئيس مجلس الشورى العام، التابع لهيئة تحرير الشام بمحافظة إدلب، استقالته من المجلس دون ذكر الأسباب، مشيرًا إلى أنه سيوضحها في وقت لاحق.
وكذلك أعلن عضو مجلس الشورى جمال زينية، المدعو «أبو مالك التلي»، استقالته من المجلس، إلا أنه تراجع عن الاستقالة، عقب الحديث عن وساطة قام بها قادة وشرعيون في مجلس الشورى.
وسبق هؤلاء انشقاق 6 قيادات عن الهيئة خلال الفترة الماضية؛ بسبب سياسات الجولاني، لعل أبرزهم، «أبو اليقظان المصري» و « أبومالك التلي» و «أبوطلحة الميسر»، و«وأبو العبد أشداء» و «وعبدالله المحسني» و «مصلح العلياني».
وبحسب تقرير نشره المرصد السوري لحقوق الإنسان، خاص بالجهاز القضائي داخل هيئة تحرير الشام، فإن التصدعات التي يعاني منها هذا القطاع؛ بسبب تورط زعيم الهيئة «أبو محمد الجولاني»، في كثير من قضايا الفساد والرشاوي.
إذ قال المرصد: إن الجولاني يستخدم القضاء بالطريقة التي تحقق مصالحه، فالقضاء في الهيئة يسير بقانون الجولاني الذي يسنه ويشرعنه، وهذا السبب الذي جعل عددًا كبيرًا من القيادات في هذا القطاع بالسخط على سياسات زعيمهم، حتى اضطرهم الأمر للاستقالة من الهيئة.
وأشار المرصد السوري، أن معظم المنشقين عن الهيئة، نشروا مجموعة فيديوهات، أكدوا فيها أن الجولاني جعل الجهاز القضائي في الهيئة ملوثًا، وبسبب سياساته جعل عددًا كبيرًا من المواطنين في إدلب يسخطون ويلعنون الهيئة.
تصدعات وانشقاقات
وتعاني «هيئة تحرير الشام» حاليًّا، من أزمة انشقاقات وخلافات داخلها، وبدأت تلك الأزمات عقب الاقتتال مع فصائل مسلحة، خلال يناير 2017 في إدلب، وتكررت المعارك في مطلع 2018؛ إذ تمكنت الهيئة، كونها الأكثر قوة في الشمال السوري، من طرد الفصائل من مناطق واسعة في إدلب، وتسيطر الهيئة على أبرز المعابر التجارية، كما بسطت سيطرتها على أكثر من 60% من الأراضي، فيما باتت الفصائل الأخرى وعلى رأسها ما تُعرف بـ«حركة أحرار الشام»، تنتشر في مناطق محدودة.
إضافةً إلى ذلك، تسببت السياسات التي يتبعها زعيمها «أبو محمد الجولاني»، سواءً كان بالقتال مع الفصائل الأخرى، أو فرض سياسات هيئته عليها عنوةً، في تراجع للهيئة، إلى جانب انشقاق عدد من الفصائل عنها، ومنها فصيل يُعرف بـ«جند الملاحم»، وما يُعرف بـ«جيش الأحرار» و«نور الدين الزنكي».





