ad a b
ad ad ad

فشل متجدد.. المرحلة الثانية لمكافحة كورونا في إيران

الأربعاء 29/أبريل/2020 - 03:04 م
المرجع
إسلام محمد
طباعة
بعد سقوط الآلاف من المواطنين صرعى لفيروس كورونا المستجد كوفيد-19 في إيران، وإصابة مئات الآلاف تدخل البلاد مرحلة جديدة من خطة مكافحة الفيروس القاتل، لكن بخلاف باقي دول العالم فإن هذه المرحلة تأتي ليس للتشديد في مكافحة المرض بعد تفشيه واستشرائه بل للتهاون حياله والتخفيف من التدابير الوقائية.

فشل متجدد.. المرحلة


وجاءت المرحلة الثانية من مكافحة فيروس كورونا في إيران السبت 11 أبريل 2020 بعد فشل المرحلة الأولى والتي أعلن الحرس الثوري تولي إدارة الملف فيها في مارس الماضي بدلا من وزارة الصحة، فجاءت تلك المرحلة عبارة عن تخفيض التدابير الوقائية من أجل إنعاش الاقتصاد عبر السماح للشركات التي اعتبرت منخفضة المخاطر بالعودة إلى مزاولة أعمالها، وبذلك عاد الاكتظاظ إلى وسائل المواصلات مرة أخرى رغم إعلان وزارة الصحة أن الزحام في وسائل النقل العام سبب رئيسي في تفشي الفيروس.

يأتي هذا في ظل تنامي مشاعر الاستياء بين أوساط المواطنين بعد الكشف عن تصريح أطلقه الرئيس الإيراني حسن روحاني الثلاثاء الماضي في اجتماع مجلس الأمن القومي أكد فيه أنه حتى لو فارق 2 مليون مواطن الحياة بسبب هذا المرض فلن يفرض إغلاقًا على البلاد لأنه يفضل دعم الاقتصاد، رغم أن كبار رجال السلطة في إيران يكتنزون ثروات طائلة لاسيما من فئة المقربين من المرشد الأعلى للثورة لكن هذه الثروات لا توجه إلى القطاع الصحي في ظل الأزمة الراهنة.

وبالفعل يواجه الاقتصاد الإيراني متاعب جمة منذ فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقوبات اقتصادية على طهران في أغسطس عام 2018، بهدف إجبار النظام الإيراني على وقف مشاريعه التوسعية التي تهدد أمن دول المنطقة وبرامجه التسليحية لاسيما المشروع النووي، لكن ما حدث هو العكس ففي موازنة العام الحالي على سبيل المثال زادت مخصصات ميليشيات الحرس الثوري التي تتولى مهام دعم الأعمال الإرهابية في دول المنطقة كالعراق سوريا واليمن.

فشل متجدد.. المرحلة

وعلى الرغم من الشكوى المتكررة من وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والرئيس روحاني من عدم قدرة الحكومة على التصدي للفيروس المستجد، بسبب عدم كفاية المخصصات المالية لكن الأذرع المسلحة في الخارج تواصل أعمالها بمنتهى النشاط مع تواصل دعمها من قادتها في طهران، وفي الوقت نفسه تعلن وزارة الصحة باستمرار عن أن الوضع الصحي في تحسن مستمر ورفضت عددًا من المساعدات الإنسانية الخارجية من دول غربية بزعم اكتفاء إيران ذاتيًا في تناقض عجيب بين المواقف الرسمية في ذات الكيان الحكومي.

وفيما تتحدث أعلى الاحصائيات الحكومية الصادرة عن وزارة الصحة عن نحو سبعين ألف مصاب، أكد الدكتور حميد سوري العضو في لجة العمل الوطني لمكافحة فيروس كورونا أن هناك نصف مليون مصاب في بلاده، في تأييد واضح للاحصائيات غير الرسمية التي أكدت أن الأرقام الحقيقية أضعاف ما تعلنه الحكومة.

وقد جاء قرار الحكومة بتخفيف إجراءات مكافحة المرض بالتزامن مع إعلان وزارة الصحة عن مقتل أكثر من 4300 مواطن، وأن عدد المصابين في حالة حرجة يقترب من هذا الرقم.

وقد حذر مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الجمعة 10 أبريل 2020، مرة أخرى، من التسرع في رفع إجراءات الحجر الصحي والقيود المفروضة على النشاطات الاقتصادية المتخذة للحد من تفشي المرض، وإن هذه الإجراءات قد تؤدي إلى تفاقم خطر الإصابة بالفيروس بشكل قاتل.

"