ad a b
ad ad ad

مكأفاة مالية.. عرض أمريكي لقطع أذرع إيران في المنطقة

الثلاثاء 19/مايو/2020 - 05:48 م
محمد كوثراني
محمد كوثراني
نورا بنداري
طباعة

تحاول الولايات المتحدة استخدام جميع الأدوات التي تمكنها من تحجيم إيران، وقطع ذراعها العسكري المتمثل في «الحرس الثوري» الأكثر نشاطًا وتمويلًا ودعمًا للميليشيا الإرهابية في دول المنطقة العربية خاصة في (اليمن، والعراق، وسوريا، ولبنان)، وتصنفه واشنطن بأنه «جماعة إرهابية»، لذلك أعلنت أمريكا في 10 إبريل 2020 عن مكافأة مالية مقدارها 15 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عن أنشطة الحرس في اليمن والعراق.

 

محمد كوثراني
محمد كوثراني
مكافأة مالية

 وجاء في بيان الخارجية الأمريكية على موقعها الرسمي ونشرته السفارة الأمريكية باليمن في صفحتها الرسمية على موقع «تويتر» أن الإعلان الأمريكي عن المكافأة التي أطلقها برنامج «المكافآت من أجل العدالة» يأتي في ظل تصاعد الدعوات الدولية لإنهاء الحرب في اليمن والبدء بعملية سلام جادة تنهي الصراع المسلح والعمليات الإرهابية التي تنفذها ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران بعد مرور  6 سنوات على الحرب في اليمن.

 

وشمل الإعلان مكافأة أخري قدرها 10 ملايين دولار مقابل معلومات عن ممثل ميليشيا حزب الله اللبنانية في العراق «محمد كوثراني» المدرج على لائحة الإرهاب منذ عام 2013، والذي يقوم بمهمة التنسيق بين الميليشيا الموالية لإيران في العراق.

 

ولفت البيان أن المكافأة ستذهب لمن يقدم معلومات تؤدي إلى تفكيك شبكات التهريب والتمويل التابعة للحرس الثوري في اليمن، مشيرًا إلى أن واشنطن تواصل جهودها من أجل التصدي للذراع الطولى لإيران الذي ساهم في تكريس حالة عدم الاستقرار التي يشهدها اليمن، ساعية بذلك لاستهداف وكلاء طهران في المنطقة من حركات دينية شيعية وميليشيات مسلحة يمتد نشاطها من العراق إلى اليمن مرورًا بسوريا ولبنان.

 

ولم تكن هذه المرة الأولي التي تعلن فيها الولايات المتحدة عن مكافأة للإبلاغ عن أنشطة الحرس الثوري الإيراني، في سبتمبر 2019، أعلن المبعوث الأمريكي لإيران «برايان هوك»  في مؤتمر صحفي، أن واشنطن رصدت مكافأة بقيمة 15 مليون دولار لمن يبلغ عن أنشطة الحرس الثوري في دول المنطقة؛ لتعطيل الآليات المالية للحرس وفروعه، بجانب مكافأة أخرى تصل إلى 15 مليون دولار لتقديم معلومات عن القيادي في الحرس الثوري "عبد الرضا شلاهي" والذي يشتبه في تخطيطه لاغتيال سفير السعودية آنذاك «عادل الجبير»، إضافة لمكافأة مالية بقيمة 7 ملايين دولار مقابل معلومات عن القيادي بحزب الله اللبناني «سلمان رؤوف سلمان».

 

ومن الجدير بالذكر أن الحرس الثوري الذي تصنفه واشنطن منذ أبريل 2019 بأنه منظمة إرهابية» يقوم بالإشراف على التدريب والتمويل للجماعات الإرهابية التابعة لإيران في دول المنطقة والتي من بينها؛ جماعة الحوثي في اليمن؛ وميليشيا الحشد الشعبي في العراق وكل أذرعها المنشقة عنها؛ وأيضًا حزب الله في لبنان، إضافة للجماعات الإرهابية التابعة له في سوريا.

 

بيد أن الحرس الثوري لديه دور في تقدم كل سبل التمويل للمراكز الثقافية والمدارس والجماعات الشيعية المرتبطة بإيران والتي تعمل على نشر  فكر الملالي المتطرف وعقيدة ولاية الفقيه في إطار ما يعرف بـ«تصدير الثورة» في العديد من دول المنطقة العربية.

 

للمزيد: «عبد الرضا شهلائي».. ذراع الإرهاب الإيراني في اليمن

 

أسامة الهتيمي
أسامة الهتيمي

نهج أمريكي

 

«أسامة الهتيمي» الكاتب الصحفي المتخصص في الشأن الإيراني؛ قال إن  ما أعلنته واشنطن عن مكافآت مالية تقدر بملايين الدولارات تمنح لمن يدلي لها بمعلومات عن أنشطة الحرس الثوري في اليمن أو حول «الكوثراني»؛ لا يعد نهجًا جديدًا فقد اعتمدت واشنطن هذه السياسة منذ سنوات عديدة إذ تمكنت عبرها من الوصول للعديد من الشخصيات المطلوبة لديها والذين تنظر إليهم باعتبارهم تهديدًا لأمنها أو عائقَا أمام تنفيذ سياساتها.

 

ولفت «الهتيمي» في تصريح خاص لـ "المرجع"؛ أن حجم المكافآت المالية التي ترصدها أمريكا للحصول على هذه المعلومات يساهم بشكل كبير في تحقيق الأهداف الأمريكية، إذ لاشك أنها تمثل إغراءً من الصعب مقاومته لمن يمتلك مثل هذه المعلومات، وهو ما يضمن لواشنطن توافر العديد من محاولات البعض للإدلاء بما لديهم من المعلومات بغية الفوز بهذه المكافأة، وهي المعلومات التي تخضع بطبيعة الحال للفحص والتمحيص حتى الوصول إلى المراد، وهو ما دفع الخارجية الأمريكية إلى تبني برنامج خاص بها أطلقت عليه برنامج "المكافآت من أجل العدالة" وهو ما يفسر أيضًا تكرار أمريكا لعرض مثل هذه المكآفات.

 

رسالة ترهيب

 

وأضاف أنه في مقابل كل ذلك ورغم أن واشنطن تتمكن في الأغلب من الوصول إلى الهدف، لكنها أحيانًا تريد توصيل رسالة ترهيب لهذه التنظيمات.

  

للمزيد: «أسوشيتد برس»: الحرس الثورى الإيراني أدار عملية قمع المظاهرات بالعراق

"