ad a b
ad ad ad

«داعش خراسان» يسعى إلى لملمة الشتات بعناصر جديدة

الثلاثاء 28/أبريل/2020 - 09:47 ص
المرجع
منة عبد الرازق
طباعة

رغم الضربات المتتالية التي تلقاها ما يعرف بتنظيم "داعش خراسان" وخسارته نحو 10 آلاف مقاتل و500 من قيادته بين عامي 2015 و2018، وأخيراً القاء القبض على قائده "إسلام الفاروقي" و19 من رفقته، إلا أن التنظيم يحاول الاعتماد على تجديد رأس ماله البشري بتهريب مقاتلين جدد ذوي خبرة تجعله قادراً على شن هجمات جديدة.


«داعش خراسان» يسعى

ورغم الحصار المفروض على "داعش خراسان" إلا أنه تمكن من شن هجمات في الفترة بين فبراير ومارس 2020، إذ شن أربع انتحاريين هجوماً على معبد السيخ في العاصمة الافغانية "كابول"، أسفر عن مقتل واصابة 33 من الأقلية الهندوسية.

أعتمد "داعش خراسان" على شبكة تحالفات واسعة مع أنصاره، فضلاً عن المحلية وفقاً لبحث بعنوان "مكسور ولكن ليس مهزوماً" نشر في مارس 2020 لمركز مكافحة الإرهاب الأمريكي، والى أشار إلى أن التنظيم جند مقاتلين من تنظيمات أخرى، وساعدته في ذلك الانتماءات السابقة المختلفة لأعضاءه التنظيم، بالإضافة إلى تنافسه مع حركة طالبان الافغانية، وعسكر طيبة.

كما مكنت المناطق الرئيسية لمعاقل "داعش خراسان" في مقاطعتي نازيان في الجنوب الشرقي بمقاطعتى "ننكرهار" و"ديه بالا" بأفغانستان اللذان يتمتعان بموقع استراتيجي على الحدود، من فتح تعاون بينه وبين أفراد من قبائل "خيبر" و"كورام" و"أوراكزاي" الباكستانية وتهريب العناصر إلى التنظيم عن طريق ممر خيبر السري وهو ممر جبلي حدودي في سلسلة جبال هندوكوش يصل بين باكستان وأفغانستان .

كما أن هذه المناطق بمقاطعة ننجارهار تعتبر المعقل الأصلي لبعض القادرة الكبار بتنظيم طالبان الذين أنشقوا عن الحركة الارهابية في افغانستان وقدموا فروض طاعتهم وولائهم لداعش في عام 2014، ما جعلهم ذوي نفوذ واسع على سكان المنطقة وقادرين على أقناعهم للانضمام ومن ثَم أمداد "داعش خراسان" برأس مال بشري، وخصوصاً من قبائل "أوراكزاي" و"الباجور" اللذين توطنوا في منطقة "أشين" بعد الاستيلاء على منازل سكانها الاصليين، وساعدتهم على ذلك الطبيعة الجبلية للمنطقة، حيث يفصل بين مناطق تركز التنظيم والمناطق القبلية جبل "سبين كار" الذي يوفر الغطاء الطبيعي للجماعات المتشددة لتكتيكات حرب العصابات.


أشرف غني الرئيس الأفغاني
أشرف غني الرئيس الأفغاني

معاقل التنظيم

رغم إعلان الرئيس الأفغاني أشرف غني، أن 600 من مقاتلي التنظيم سلموا أنفسهم في أواخر عام 2019، إلا أنه من المبكر القول بأنه قد هزم تماما، إذ أن القوة الفعلية له لا تزال مجهولة.

ويقول أسامة الهتيمي الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن هناك ثمة ثلاثة محددات أساسية عن "داعش خراسان" في المرحلة الحالية الأول ويتعلق بواقع تنظيم "داعش" المركزي بالعراق وسوريا ومقتل زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي في أكتوبر الماضي، وهو ما دفع القائمين على التنظيم لمحاولة تعويض تلك الهزائم بتحقيق انتصارات مرحلية في مناطق أخرى في محاولة لكسب ثقة عناصر التنظيم ومحاولة لملمة شتاتهم ومن ثم كانت أفغانستان الهدف الأمثل لتحقيق ذلك لأنها واحدة من الدول الرخوة على المستوى الأمني.

أما المحدد الثاني بحسب "الهتيمي" فهو حرص التنظيم على أن يثبت قدرته على المناورة مع الولايات المتحدة الأمريكية خاصة الشعور بالثأر لمقتل "البغدادي" وعليه جاء اختيار التصعيد العملياتي في أفغانستان لإفشال المباحثات التي تجري بين واشنطن وحركة طالبان فضلا عن أن نجاح هذه المفاوضات سينعكس سلبا على "داعش".

والمحدد الثالث هو أن قيادات تنظيم "داعش" يدركون أن تنظيم "القاعدة" في أفغانستان هو الأكثر منافسة لهم ما يعني أن توجيه الضربات لهم سيكون له أثره الإيجابي على واقعهم التنظيمي داخل أفغانستان وخارجها بعد أن تبدو "القاعدة" عاجزة على أن تصد استهدافات داعش لها.

وتابع الباحث أنه مع تكرار عمليات "داعش" في أفغانستان لا يمكن القول بأنه تم القضاء على التنظيم خاصة وأن الأحداث أثبتت عدم مصداقية كل التصريحات حول القضاء عليه في كل من العراق وسوريا، كما أن أفغانستان لا زالت حتى اللحظة تمثل بوضعها ظروفا مثالية لبقاء التنظيم وما شابهه فضلا عن أن بعض القوى الدولية والإقليمية تعدها ساحة لتصفية حسابات وتحقيق أهداف أمنية واستخباراتية، ولا يتناقض ما ذهبنا إليه مع اعتقال زعيم فرع داعش في أفغانستان إسلام فاروقي وإلا فقد كان اغتيال البغدادي كفيلا بالقضاء على داعش في سوريا والعراق وهو ما لم يحدث حيث تحرص هذه التنظيمات على أن تعد عددا من القيادات القادرة على تحمل عبء ومسئولية التنظيم في أسوأ  الظروف.

وأوضح الباحث في شئون الحركات الإسلامية أن تضاريس أفغانستان واحدة من أهم عوامل قوة التنظيمات المسلحة ومنها تنظيم "داعش" فالطبيعة الجبلية تسمح لهذه التنظيمات بالحركة والانتقال مع تراجع احتمالات استهدافها، وتمكنها أيضا من إيجاد آليات للتواصل مع أنصار وعناصر التنظيم المتواجدين في دول الجوار خاصة باكستان التي ترتبط بعض قبائلها بعلاقات ووشائج متعددة مع قبائل أفغانية، كما أن هذه التنظيمات من السهل أن تجد في القبائل الباكستانية مخزونا بشريا يدعم قدرته المستمرة.

 للمزيد .. على امتداد الساحل الأفريقي.. فرنسا تقطع أذيال «داعش» و«القاعدة» بسيف «تاكوبا»

"