ad a b
ad ad ad

«سيرلانكا» تحرق جثث ضحايا كورونا.. ومخاوف من رد فعل إرهابي

الأحد 19/أبريل/2020 - 02:42 م
المرجع
شيماء يحيى
طباعة


اجتاح فيروس كورونا «كوفيد-19» العالم في فترة زمنية ضئيلة جدًا في ختام عام 2019، وأودى بحياة الآلاف من البشر في جميع أرجاء البلاد، وتكاثفت جهود الدول في احتواء هذه الجائحة وأخذ الاحترازات الجدية في التعامل مع الفيروس والحد من تفشيه.


وخلّف الفيروس أعدادًا كبيرة من ضحاياه، فقد تجاوز عدد مصابي كورونا حول العالم مليون و190 ألفًا، توفي منهم أكثر من 64 ألفًا، فيما تعافى ما يزيد على 246 ألفًا، بحسب موقع «Worldometer».


«سيرلانكا» تحرق جثث

واختلفت أغلب البلاد في التعامل مع طرق دفن الجثث المُخلّفة عن هذا الوباء، فكانت هناك تخوفات كبيرة من أن تصبح هذه الجثث قنبلة موقوتة حتى بعد أن قضى الفيروس على صاحبها، ولكن هناك بعض الدول تعاملت في هذا الشأن بطرق لا تحفظ حق الآدمية ومنها سريلانكا التي قامت بالتخلص من موتى فيروس كورونا عن طريق حرق جثثهم، في زعم منهم أن ذلك يقضي بشكل ناجح على الجائحة.


ولكن هذا أمرٌ غير لائق في شريعتنا الإسلامية؛ إذ يتحتم علينا دفن جثث موتانا وفق أحكام شرعية وعلى أسس دينية، وهي الطريقة الآمنة لشروط الصحة والسلامة والمعايير التي حددتها سابقًا منظمة الصحة العالمية، وقد تغاضت السلطات السريلانكية عن هذه الأسس وحرقت 4 من حالات الوفاة بينها مسلمان، تم حرق جثة الأول بغير صلاة عليه، ما أثار حفيظة مسلمي البلاد وقاموا برفض هذا السلوك لأنه لا يُراعي الخصوصيات الدينية وينافي القيم الإنسانية، ما سمح بإقامة صلاة الجنازة على المسلم الآخر قبل حرق جثته.


وقوبل هذا القرار بغضب من قِبل البعض المعنيين بهذا الشأن، فقد عبّرت منظمة «العفو الدولية» عن استيائها بخصوص قرار الحكومة السريلانكية، وحثها على السماح لأبناء الأقليات الدينية في البلاد بالقيام بواجبهم الأخير نحو موتاهم وفق معتقداتهم وشعائرهم الدينية.


كما قالت جمعية «علماء سيلان»، مؤسسة غير حكومية تمثل العلماء المسلمين في سريلانكا، عبر بيان لها رفضت فيه قيام السلطات بحرق جثث المتوفين دون تمييز بين أديانهم، وهذا قرار غير صحيح، فبحسب منظمة الصحة العالمية أن لا يوجد دليل على أن الجثث تنقل العدوى، وأن الأمراض لا تعيش لفترة طويلة في جسم الإنسان بعد الموت.


أما عن جماعة «الإخوان» فقد قامت بمهاجمة هذا السلوك موضحةً في بيان لها عقب هذا القرار أنه ليس هناك أي مبرر طبي أو علمي لقيام السلطات السريلانكية بهذا الفعل، وطالبت بوقف هذا الإجراء إعمالًا للمواثيق الدولية التي تكفل الحقوق الدينية للمواطنين، والتي من بينها، بالنسبة للمسلم، حقه في أن يُدفن وفق الأحكام الشرعية، خاصةً أن الدستور السيريلانكي ينص على حرية الاعتقاد، أن هذا الفعل من الممكن أن يفتح المجال لمزيد من الانتهاكات لحقوق المسلمين في الممات فضلًا عنها في الحياة.


ولكن من المحتمل أن مثل هذه الأفعال بشكل أو بآخر تولد أشكالًا من التطرف، وعلى إثرها تقوم الجماعات الإرهابية باستغلالها لصالحها في استقطاب عناصر جدد لمساعدتها على القيام بمزيد من العمليات الإرهابية وممارسة أشكال التطرف.


«سيرلانكا» تحرق جثث

الإخوان ومصير مجهول


وفي تصريح لـ«المرجع»، قال هشام النجار، الباحث المختص في شؤون الحركات الإسلامية، إنه لاشك أن جماعة «الإخوان» تحرص في ظل أزمتها وخوفها من مصير مجهول، بالنظر لاضطراب الأوضاع في تركيا؛ إذ صار نظام أردوغان ومستقبله على المحك، ولذلك تبحث الجماعة عن محاضن جديدة تأوي أعضاءها وقادتها كبديل مستقبلي إذا ما أنهار نظام أردوغان وهي بذلك تتبع تكتيكات مغازلة مشاعر المتشددين دينيًّا حول العالم، واللعب على وتر المشاعر الدينية لخلق ملاذات ومحاضن لها تحت مزاعم دفاعها عن قضايا المسلمين وحقوقهم.


وللمزيد.. صندوق مكافحة «كورونا».. مهمة مصرية لمساندة دول الساحل الأفريقي


إجراءات متباينة


في دول أخرى اتخذت اجراءات متشابهة في التخلص من الجثث، منها إيطاليا التي تفشى في فيروس كورونا بشكل كبير، فقامت الحكومة بنقل توابيت الموتى من المقابر بعد أن عملت خدمات دفن الموتى بأكثر من طاقتها، وتم نقل الجثث إلى أقاليم مجاورة، وطلبت السلطات المحلية إحراق الجثث بعد أن تكدست في أفران الحرق.


أما في الصين فاتجهت إلى حرق جثث ضحايا فيروس كورونا، وقد وجهت السلطات الصينية إلى ذلك، على أن يكون ذلك بالقرب من مكان وفاتهم، كما حظرت التقاليد الجنائزية مثل مراسم الوداع، حسبما جاء في وسائل إعلام صينية.


وفي إيران امتنعت وزارة الصحة عن تسليم جثث الوفيات بفيروس كورونا إلى ذويهم؛ إذ أصبحت هي من تقوم بإجراءات الغسل والدفن، وقام عددًا من الطواقم الطبية بدفن الجثث الملفوفة بغطاء بلاستيكي في حفرة أكثر عمقًا من القبور العادية دون حضور أي من ذوي الضحايا، وهو ما أثار الذعر لدى الرأي العام في إيران.


وللمزيد.. مبادرات التصدي لـ«كورونا».. حكومة مصر وشعبها حائط صد في مواجهة «كوفيد 19»

"