القطاع الرياضي في قطر يتكبد خسائر مليارية.. و«كورونا» يحدد مصير كأس العالم
مع تفشي فيروس كورونا «كوفيد-19»، وتحوله إلى وباء عالمي يحصد آلاف الأرواح والضحايا يوميًّا، يبقى الاقتصاد الدولي في اختبار عنيف، يتأثر حسبما يمتلك من أدوات للمواجهة، ويتحرك سياسيًّا واستثماريًّا، وبناءً عليه، فمن المحتمل أن تكون قطر من أبرز ضحايا هذه الهزة الاقتصادية، وبالأخص في المجال الرياضي.
فتزامنًا مع انتشار كورونا، اتخذت الدول إجراءات وقائية صارمة، انغلق بموجبها المجال الجوي، واندثرت العولمة، وتوقف كل شيء، لا سيما القطاع الرياضي، بما فيه جميع أنشطة كرة القدم والدوريات العالمية، وباعتبار أن الإمارة الخليجية كانت تجهز نفسها لاستضافة أضخم حدث رياضي في كرة القدم «كأس العالم 2022»، فإنها ستكون الخاسر الأكبر رياضيًّا.
استكمالًا للإجراءات الوقائية الدولية، قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا»، في 18 مارس 2020، تأجيل كأس العالم للأندية 2020، والذي كان مقررًا لعبه في ديسمبر المقبل بقطر، وكانت الإمارة الخليجية قد احتفلت في مطلع مارس 2020، بانتهاء التجهيزات الخاصة باستاد الريان؛ تمهيدًا لخوض البطولة.
ونتيجةً لتأجيل الأدوار المؤهلة لكأس العالم، والتي كان من المقرر خوضها بين الدول المختلفة للتصفية، فبالتأكيد سيتأثر موعد انطلاق البطولة؛ ما يربك الحسابات المالية والاقتصاية، التي قررتها الدولة مسبقًا.
ومن البطولات الدولية الأخرى التي كانت تسعى قطر لتنظيمها، بينما تأجلت بفعل وباء الكورونا، هي بطولة آسيا للرجبي «رجال وسيدات»، والتي كانت ستعقد في مارس 2020، إلى جانب إلغاء بطولة غرب آسيا للرجبي رجال، والتي كان مقررًا عقدها في أبريل من نفس العام، كما اضطرت الدوحة لتأجـيل بطولة الكويست الخليجي لكرة السلة وكان موعدها في أبريل 2020.
علاوةً على ذلك، أعلن مسؤولو قطر للجمباز في 12 مارس 2020، إرجاء بطولة كأس العالم للجمباز، وكان من المفترض انطلاقها في 18 مارس بمشاركة 59 دولة؛ إذ تعد من أهم أربع بطولات في مجال اللعبة، وبجانب ذلك توقف النشاط الرياضي المحلي لكل الألعاب بالبلاد أسوةً بغيرها من الدول.
قنوات خاسرة
ومما يزيد خسائر قطر الرياضية، هو احتكارها لجميع الأنشطة قاريًّا ودوليًّا على نطاق الشرق الأوسط على شبكتها الإعلامية الخاصة، فبالتالي مع توقف جميع الدوريات المهمة عالميًّا، كالدوري الإنجليزي والألماني والإسباني وغيرها، والبطولات المهمة، كبطولة دوري أبطال أوروبا وأفريقيا، وإرجاء مباريات اليورو، ستبقى القنوات العشر تقريبًا، دون أي فعاليات تذكر.
وفي هذا الإطار، رصدت صحيفة اليوم السابع في تقرير لها، في 15 مارس 2020، مطالبات كثيرة من الجمهور للشبكة القطرية، برد المبالغ المدفوعة؛ نظير مشاهدة المباريات، فعلى الصفحة الخاصة بالشبكة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، طالب المغردون بتعويضات مالية من الشركة القطرية، مقابل توقف النشاط الرياضي عالميًّا، وبهذا تتكبد الدولة خسائر فادحة، واستمرارًا لالتزامات مالية بغير مقابل يذكر.
للمزيد.. الرهان على الإنسانية.. المشاركة المجتمعية سلاح الإمارات في محاربة «كورونا»





