ad a b
ad ad ad

المصاهرات العائلية.. أذرع الإخوان المتوغلة في الدول

الخميس 09/أبريل/2020 - 03:45 م
المرجع
شيماء حفظي
طباعة
على مر عقود، تمارس جماعة الإخوان، نمطًا متكررًا من السياسات، تستهدف خلق أذرع لها في كل مكان، بل تتخطى حدود الدول، وتجند فاعلين في منطقة للتمدد في أخرى، عن طريق علاقات «عائلية» تحافظ بها على ضمان «الولاء».


المصاهرات العائلية..
في تونس الخضراء، ازدهرت جماعة الإخوان في البلاد متمثلة في حزب النهضة، قبل أن تفقد شعبيتها ويلفظها الشعب، لكن مازال أفراد الجماعة تراودهم أحلام تمتد عبر الصحراء لتصل إلى ليبيا ومصر أيضًا.

"رفيق عبدالسلام" وزير الخارجية التونسي سابقًا، الذي يدير مركزًا بحثيًّا، يخدم مصالح الإخوان، وفقًا لطريقتهم، فهو عضو المكتب التنفيذي لحزب حركة النهضة، وصهر زعيمها راشد الغنوشي، وله علاقات مع قطر.


المصاهرات العائلية..
التشابك العائلي 

التشابك العائلي وتوارث المهن والمناصب، من أبرز السمات التي تختص بها الجماعة، والتي وضعها مؤسسها حسن البنا (1928) حرصًا على بقاء الجماعة وزيادة تماسكها، وتعضيد قوته.

وكانت هذه الشرارة الأولى للتفكير في تأسيس قسم للمرأة يتولى مهمة اختيار الفتيات المنضمات للجماعة، وتأهيلهن حتى يصبحن عضوات فاعلات، ومن ثم يمكن لأعضاء الجماعة الذكور اختيار الزوجات من بينهن مستقبلًا.

صفقات المال والإخوان والسلطة

يقول الدكتور ياسر ثابت، في كتابه «زمن العائلة: صفقات المال والإخوان والسلطة» إن جماعة الإخوان حكمتها الانتماءات وعلاقات النسب والمصاهرة وشبكة المصالح.

وأضاف في كتابه الصادر في عام 2014، أن الجمع بين فلسفة مفهوم العائلة ببراجماتية سياسية واقتصادية لا تخطئها العين، وبوابة علاقات النسب والمصاهرات التنظيمية، شكلت ملامح رئيسية في خارطة نفوذ الجماعة الإخوانية.

ويشير الكاتب، إلى عدد من علاقات المصاهرة، بينها زواج القيادي الإخواني سعيد رمضان من وفاء ابنة «حسن البنا»، وقام بدور إنشائي وتنظيمي خطير في باكستان وأوروبا جعله المنسق العام الدولي للجماعة، وظل عاملًا نشطـًا في سويسرا حتى وفاته عام 1995، ويبرهن هذا المثال، على استغلال الجماعة، علاقات النسب، لتكوين شبكة فروع لاختراق الدول، سواء بشكل سري أو معلن.

إستراتيجية المصاهرة 

تعد علاقات قيادات جماعة الإخوان بالقاهرة شاهدًا على هذه الإستراتيجية، ففي عهد مهدي عاكف (المرشد السابع للجماعة 1928 ـ 2017) ، ضم مكتب الإرشاد نفسه وعلى رأسه المرشد العام، أربعة أعضاء بينهم صلات مصاهرة، فوفاء عزت زوجة محمد مهدي عاكف هي شقيقة محمود عزت، نائب المرشد.



المصاهرات العائلية..
فيما تزوجت شقيقة محمود عزت الثانية من محمود عامر، رئيس المكتب الإداري للجماعة في المنزلة حتى وفاته، وتزوجت الزهراء الابنة الكبرى والأشهر لخيرت الشاطر من القيادي الإخواني أيمن عبدالغني، الذي قضى عقوبة السجن مع «الشاطر» في قضية الأحكام العسكرية.

وشغل «أيمن» منصب نائب رئيس قسم الطلبة بجماعة الإخوان، ثم أصبح أمين شباب حزب الحرية والعدالة، وهو شقيق كل من محمد عبدالغني عضو مجلس شورى الجماعة، ومسؤول القسم السياسي السابق بالجماعة.

كما تزوجت رضوى الشاطر من عبدالرحمن علي، أحد القيادات الشابة بقسم نشر الدعوة بالجماعة، بينما تزوجت ابنته سمية إخوانيـًّا بارزًا آخر هو الصيدلاني خالد أبوشادي، الذي يشغل منصبًا قياديًّا في قسم نشر الدعوة والتربية.

وكان زواج الابنة الثالثة لخيرت الشاطر، بوابة واسعة على ألمانيا، إذ تزوجت عائشة الشاطر من محمد الحديدي مسؤول الإخوان في ألمانيا لسنوات طويلة، وهو نجل صالح الحديدي أحد أعمدة النظام الخاص في الإخوان.

وكان الدكتور سليم العوا متزوج من أماني، ابنة حسن العشماوي، أحد أبرز قيادات التنظيم الخاص والذي نجح في الهرب من مصر إلى ليبيا عقب حادث المنشية في أكتوبر 1954، ثم سافر إلى المملكة العربية السعودية وظل هناك حتى وفاة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وكان الإخواني منير الدلة متزوجًا من شقيقة حسن العشماوي. 

ولا تستخدم الجماعة صلات المصاهرة فقط في الأعمال الميدانية، لكنها استغلتها اقتصاديًّا وتمويليًّا، فرجل الأعمال «حسن مالك» وشريك خيرت الشاطر، متزوج من جيهان عليوة شقيقة رجل أعمال إخواني آخر هو محمد سعد عليوة صاحب شركة «الحجاز لتوظيف الأموال».
"