الحرب الإستراتيجية.. كابول تروج لانضمام عناصر «طالبان» إلى «القاعدة»
لا تزال الأوضاع في أفغانستان غير مستقرة بل ومحفزة على التنبؤات المخيفة
لما لديها من معطيات مرتبكة، فعلى الرغم من تعهد حركة «طالبان» بمحاربة جميع التنظيمات الإرهابية التي من شأنها أن تهدد سلامة الاتفاق التاريخي المبرم بينها
وبين واشنطن، وتعهدها بفرض السيطرة على جميع صفوفها لتنفيذ بنود الاتفاق، روجت الحكومة
الأفغانية لوجود انشقاق كبير في الحركة يسعى على إثره تنظيم «القاعدة» لاحتواء
العناصر المسلحة بدعم من الاستخبارات الباكستانية.
وفي تصريح رسمي لموقع طلوع نيوز الأفغاني، أكد حاكم مقاطعة كونار الشرقية، عبدالستار ميرزا كوال، وجود معلومات أمنية قوية لدى الجهات المعنية تشير إلى أن الاستخبارات الباكستانية بدأت في تجهيز تنظيم «القاعدة» لجذب عناصر «طالبان» الساخطة على التفاوض مع واشنطن لتدعيم الجبهة الإرهابية الأخرى بالبلاد.
مشهد
معقد
يحمل هذا التصريح قدرًا من التعقيد، إذ
يحتمل أن يكون مجرد توجه حكومي لتصعيد أزمة كابول مع باكستان التي تتهمها دومًا بمساعدة
الجماعات الإرهابية كما يحتمل أن يهدف إلى خلق تصدع حقيقي داخل «طالبان» ونشر شائعات ما لحث عناصر الحركة التي من المؤكد أنها مختلفة التشعب للانضمام إلى تنظيم
القاعدة وترك الحركة التي تفاوضت مع العدو مثلما تروج بعض الجبهات.
ولا يستبعد أن تكون هذه التصريحات الحكومية
ناجمة عن معلومات حقيقية، ولا تهدف لإعلاء قيم التكسب السياسي الذي تسعى له الحكومة
حاليًا في مفاوضاتها المعطلة مع الحركة، أي أن تكون بعض العناصر بالفعل اتجهت للقاعدة
وتركت «طالبان» لعدم احتمالها وقف العنف ولو بشكل مؤقت.
والجدير بالذكر، أن هذه المؤشرات تأتي
في الوقت الذي بادرت فيه «القاعدة» بتهنئة «طالبان» على انتصارها
على الجانب الأمريكي وإرغامه على ترك البلاد، في إشارة ضمنية للتأكيد على أن واشنطن،
عدو مشترك لهما وأن «القاعدة» تحاول برسالتها طمأنة «طالبان» بأن
المسار واحد وأنها ستلتزم بالأوامر الداخلية بينهما مثلما اعتادوا دون تنافس واضح على
السطح لتمرير مصالح مشتركة، رجح الكثيرون بأنها لم تنته بعد وإلا كانت «طالبان» دخلت في معركة واضحة مع «القاعدة» التي ترتبط بها بعلاقات نسب ومصاهرة تحفظ
لها القبائل مكانتها.
مشاهد
محتملة
بناء عليه تبقى جميع الاحتمالات مطروحة
فيما يخص العلاقة بين «طالبان» و«القاعدة»، وما إذا كانت ستتحول
إلى عداء مباشر وهو ما لا تسعى له «القاعدة» بشكل واضح وبالأخص في ظل قيادة «أيمن الظواهري»، كما أن «طالبان» لديها من القوة على الأرض والدراية
بمسالك الكهوف والجبال ما يهدد استقرار قيادات «القاعدة» إذا ما وقع تناحر
بين قادة الجماعتين مع ارتباط أحدهما بالولايات المتحدة ومعاداة الأخرى لها فأن المواجهة
على الأرض تبدو محسومة نوعًا ما.
أما فيما يخص العناصر المرتحلة بين الطرفين
فهو أمر طبيعي في الجماعات الإرهابية، فبحسب تصريح سابق لـ«المرجع» قالت
نورهان الشيخ أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن الطبقات الدنيا من العناصر المتطرفة
تعتزم التنقل بين المجموعات وفقًا لقوة بعضها وقدرته المالية على إرضاء احتياجاتها،
مشيرة إلى أن «طالبان» بها الكثير من العناصر وأكثرهم المتشددون الذين ترجح
أنهم لن يلتزموا طويلاً بوقف إطلاق النار أو بنود التهدئة المطروحة في الاتفاق، ولذلك
فمن المحتمل أن ينضموا إلى أي تيار آخر وخصوصًا أن دور «القاعدة» في المنطقة
لم ينته بعد.
للمزيد.. مستقبل «القاعدة» في ظل الاتفاق المحتمل بين الولايات
المتحدة و«طالبان»





