«ذئاب منفردة» و«تكتيك جديد».. مخاطر «دواعش السويد العائدون» على أوروبا
السبت 29/فبراير/2020 - 04:12 م
منة عبد الرازق
مدرسة داعش بجوتنبرج بالسويد
تزايدت المخاوف خلال الآونة الأخيرة من ارتفاع وتيرة الهجمات الإرهابية الداخلية في السويد، وبدت هذه المخاوف من خلال تحذير جهاز الأمن السويدي «سابو» من أن بعض الإرهابيين والمنتمين للفكر الداعشي مازالوا يشكلون خطرًا في المناطق النائية في مدينة جوتنبرج.
وجاءت التحذيرات مرتبطة بهذه المدينة تحديدًا،
بسبب وجود مدرستين بها يصدران الفكر الداعش، وعلى الرغم من غلق هاتين المردستين فإن المخاوف لاتزال قائمة، إذ يُعتقد أن ثلث عدد المقاتلين الذين ذهبوا لداعش
من تلك المدنية.
حاضنة الإرهاب
لا تقتصر المخاوف من هذه المدينة على وجود المدرستين وتصديرهما للفكر الداعشي، لكن الأخطر أن جوتنبرج تعد ثاني أكبر مدينة بالسويد بعد ستوكهولم، وبها أهم الموانئ لذلك يعتبر خطر وجود الفكر المتطرف بها خطرًا كبيرًا؛ خاصة وأنه في شهر يناير أجريت السلطات السويدية تحقيقات بجرائم حرب وإرهاب مع عشرة أشخاص عائدين من سوريا وفقاً لراديو السويد.
كما تعتبر منطقة بيرجيسجون التي تقع في شرق جوتنبرج ومنطقة أنجريد من المناطق الأكثر تصديرًا للإرهابيين لسوريا والعراق، إذ تشير الإحصائيات أن حوالي 300 سويدي سافروا إلى سوريا والعراق للقتال بجانب صفوف داعش والجماعات الأخرى المتطرفة بين 2012 و 2016، وأن حوالي 120 فردًا من جوتنبرج فقط.
وبهذه الأرقام تعتبر السويد من أكثر الدول التي سافر سكان منها لداعش مقارنة بعدد سكانها وفقًا لجهاز الأمن السويدي، بينما يرجح رجوع بين 50 لـ100 مقتال لجوتنبرج في أواخر 2015 وفقًا لمشورع مكافحة الإرهاب، لذلك المخاوف متزايدة من تبني هؤلاء العائدين لهجمات محلية أو التواطئ مع تنظيمات إرهابية خارجية.
وكشفت اللجنة الاستشارية للأمن الخارجي التابعة لوزارة الخارجية الأمريكية إلى أن دور السويد في بعض الحروب والتحالف العسكري بالخارج في العراق وفي أفغانستان عام 2002 مثلًا أدى إلى زيادة المخاطر الإرهاب المحلي بالسويد، وأضاف مشروع مكافحة الإرهاب أن السياسيات الهجرة الضعيفة والمتساهلة بجانب أزمة أطفال الإرهابيين المولودين بالخارج، جعل السويد قلقة بشأن جهاديي الداخل.
وفي 2015 نشر شاب يدعى «مايكل» ويبلغ من العمر 29 عامًا، من جوتنبرج مقطع فيديو على الفيسبوك يحث فيه سكان المنطقة على الجهاد والسفر لسوريا، ويزعم أنه اعتنق الإسلام في أحد مساجد المدينة، ويدعم فكر القاعدة بجزيرة العرب، ويعتقد أنه سافر إلى الرقة سوريا في عام 2014.
وفي ديسمبر2015، كان حكمًا تاريخيًّا إذ تعتبر المرة الأولى التي يدان فيها مقاتلون أجانب ارتكبوا أعمالًا إرهابية بالخارج، بل أول مدانين بالإرهاب على الإطلاق في السويد، فسُجن السويدان مدى الحياة من نفس المدينة، بعدما نشروا فيديو لهم وهم يقطعون رأس رجل في سوريا وفقًا لوزارة الخارجية الأمريكية.
وعلى الموقع الرسمي للشرطة السويدية أشارت إلى أن مستوى التهديد الإرهابي في السويد حاليًّا عند المستوى 3 من 5 أي «تهديد مرتفع» وفقًا للمركز الوطني لتقييم تهديدات الإرهابيين، وهذا يعني أن الهجوم يمكن أن يحدث في أي وقت لذلك، أنتجت الشرطة معلومات جديدة عن كيفية تصرف الجمهور في حالة وقوع هجوم غير مرجح، منها الهروب والبحث عن غطاء والاتصال بالطوارئ.
السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية الأسبق
تكتيك مختلف
السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية الأسبق، رأى أنه على الرغم من الخطوات التي اتخذتها السويد لمواجهة التنظيم، إلا أن الخطر يتنامى، خصوصًا بعد هزيمة داعش في سوريا والعراق وعودة بعض العناصر المسلحة إلى بلادهم أو رجوعهم بشكل متخفي وبحثهم عن مكان آخر تمارس فيه الإرهاب، فهذه المشكلة من أخطر التحديات التي تؤرق الدول الأوروبية كافة وخاصة التي سافر عدد كبير من مواطنيها مثل السويد.
وقال هريدي في تصريح خاص لـ«المرجع»، إن الهجمات القادمة في دول الغرب ستكون بتكتيكات مختلفة لكي يفلتوا من كشفهم أو القبض عليهم، مشيرًا إلى تزايد فكرة الذئاب المنفردة ودعوة بعض المتعاطفين بتنفيذ عمليات طعن ودهس مثلما شاهدنا في السويد، بجانب أيضًا مشكلة العائدين، ولكن خطرهم أقل لأن الدول تتبعهم وتضعهم في برامج دمج بجانب العقوبات الموقعة، لكن الخطر الأكبر هو وجود خلايا نائمة مندسة لم يكشف عنها بعد وهذا ما يقلق الدول الغربية الآن من هجمات جديدة قادمة، ، فضلاً عن السياسات الجديدة من فتح أبواب أوروبا للاجئين من تركيا مما يجعل احتمالية اندساس بعض الإرهابيين بينهم ممكنًا.





